نبيل عبدالمقصود: مفيش مستشفى بيخسر لكن فيه مستشفى بيتسرق

مستشفى قصر العينى الفرنساوى التابع لجامعة القاهرة من المستشفيات التى كان يُضرب بها المثل.. وكان ينافس أكبر المستشفيات الاستثمارية، وفجأة تحول إلى خرابة قبل تولى الدكتور جابر نصار رئاسة جامعة القاهرة، وبعد توليه رئاسة الجامعة فتح هذا الملف الشائك، وتبين أنه يحتوى على الكثير من الفساد، سواء الفساد الإدارى أو الطبى أو المالى أو التجهيزات الخاصة بالمستشفى. وأدى تدهور المستشفى فى الفترة السابقة إلى عزوف المرضى عن العلاج فى هذا الصرح الطبى، وهروب أقطاب الطب من العمل بدار الطب إلى المستشفيات الاستثمارية، وحدوث تراجع شديد فى مستوى الخدمات الطبية التى يقدمها المستشفى، وتدنى أعداد المترددين عليه من أجل العلاج، بجانب انخفاض الأداء لأعضاء التدريس داخل المستشفى، نتيجة تراجع مستواه الطبى الذى انعكس على المستوى التعليمى. وقع اختيار الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة على الدكتور نبيل عبدالمقصود لشغل منصب مدير المستشفى والعمل على عودته إلى سابق عهده، وعودة أقطاب الطب إليه مرة أخرى، ورفع معدلات نسب العلاج فيه، ووضعه فى مستواه الحقيقى.

التقت "الوفد" الدكتور نبيل عبدالمقصود مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى لإجراء حوار حول عمليات إعادة تطوير المستشفى ومكافحة أعمال الفساد المالى والإدارى وإصلاح أوضاع المستشفى ماليًا وإداريًا وطبيًا، فكان هذا الحوار.

* ما أسباب تراجع أداء مستشفى قصر العينى الفرنساوى إلى الخلف؟ وإصابته بأزمة مالية حادة؟

- المستشفى يعمل فيه 5 آلاف موظف حكومى وتم تعيينهم من وزارة المالية على باب أول أجور ولا تدفع وزارة المالية التابع لها الموظفون مرتباتهم منذ عام 2011 وتوقفت المالية عن صرف مرتبات الموظفين بعد أن كانت تدفع لهم المرتبات خلال الفترة من 1996 وحتى عام 2011 وأصبح الموظفون لا يتقاضون مرتباتهم من الحكومة ولكنهم يتقاضونها من الجامعة وإيرادات المستشفى مما شكل أعباء مالية جسيمة على المخصصات المالية للعمليات، وأطالب وزارة المالية بسداد مرتبات الموظفين الذين قامت بتعيينهم حتى يستطيع المستشفى أن يحقق نقلة نوعية فى الخدمات الطبية وينافس المستشفيات العالمية من خلال تقديم خدمات مميزة ومواكبة التطور فى الأجهزة الطبية الحديثة.

* ما المطلوب لرفع مستوى التمريض بالمستشفى؟

- التمريض من الأعمدة الرئيسية التى تقوم عليها عمليات العلاج داخل جميع أقسام المستشفى وتنظم المستشفى دورات تدريبية لرفع مستوى التمريض وتقديم خدمة متميزة للمرضى، كما يتم التدريب على كيفية التعامل مع المريض والتحدث مع المرضى للمساعدة فى رفع نسبة الشفاء، كما تقرر رفع أجور العاملين بالتمريض حتى لا تخطفهم المستشفيات الاستثمارية عن طريق الإغراءات المادية بعد إعدادهم ورفع مستواهم المهنى.

* كيف تتم مواجهة تغيب الأساتذة عن متابعة المرضى والاعتماد على النواب؟

- تم وضع نظام إدارى لمساعدة أعضاء هيئة التدريس لمتابعة المرضى وحل مشاكلهم والإشراف على المريض من جانب الأستاذ أكثر من مرة وتوفير المستهلكات والأدوية المطلوبة لعلاج مرضاهم ولم نصل إلى المستوى الذى يرضينا لأن توفير العلاج يتطلب مبالغ مالية كبيرة ودخل المستشفى لا يكفى ويتم شراء أدوية من خارج المستشفى.

* ما أسباب تراجع الاداء بالمستشفى وتعرضه لتحقيق خسائر؟

- المنظومة الصحية بالمستشفى تعرضت لنزيف من العلاج بالمجان تسبب فى تركم ديون على المستشفى بلغت 49 مليون جنيه وعندما توليت منصب مدير المستشفى، والكلام على لسان الدكتور نبيل عبدالمقصود، تم إعداد نظام للعلاج بالمجان عن طريق التأمين الصحى وتم التعاقد مع التأمين الصحى لعلاج العاملين بالجامعة والمستشفى يشترط إحضار خطاب من التأمين الصحى للمستشفى وأسفر هذا النظام العلاجى عن توفير 800 ألف جنيه شهريًا للمستشفى.

وأضاف الدكتور «نبيل» أن المستشفى تعرض لفساد مالى وإدارى أدى إلى تدهور مستوى المنظومة العلاجية وكان يتم دخول بضاعة للمستشفى على الورق وشراء وتوريد أغذية هى أصلا موجودة بالمستشفى فى مخزن خاص غير مثبوت بمخازن المستشفى وتم التعامل مع هذا الفساد بالقانون وإحالة حالات الفساد إلى النيابة العامة ونقل المتورطين فى ارتكاب الفساد أو إيقافهم عن العمل.