المحتوى الرئيسى

الخطوبة ضحك ولعب وعنف وضرب.. حكايات من محاكم الأسرة لفتيات تعرضن لإيذاء بدنى ونفسى أثناء خطبتهن.. كسر الذراع والعاهة أسوأ النهايات.. وأرقام رسمية: 3500 فتاة طالبن بحقهن بعد فقدان بكارتهن وتهرب الخطيب

07/12 03:54

- أرقام صادمة..تعرض أكثر من 18 ألف فتاة للإساءة فى (2013- 2016) منهن 3500 فتاة فقدن عذريتهن خلال فترة الارتباط بعد تهرب الخطيب.

- منى فتاة الـ 24 عاما تتعرض لكسر ذراعها نتيجة اعتراضها على نوع الطعام الذى يريده خطيبها الطبيب البشرى

ـ رشا فى شكوتها لمركز قضايا المرأة: طلب منى أشياء خارجة وعندما ضعفت فقدت عذريتى وسلمى ضحية خطيبها الذى تركها بعاهة مستديمة

-علم النفس:العنف الذى تتعرض له الفتيات أثناء فترة الخطوبة يسبب أزمة لبقية حياتها والفتاة المعنفة جنسيا من قبل خطيبها تعانى فقدان القدرة على إقامة العلاقة العاطفية مع الجنس الآخر مرة أخرى

فترة الخطوبة التي تسبق الزواج تكون للتعارف عن قرب واكتشاف الآخر، وبعدها يقرر الطرفان الاستمرار في الزواج، أو الجملة الشهيرة "كفاية لحد كده".. لذا تعد هذه الفترة من أخصب الفترات التي تسبق الزواج وأكثرها تعلقا بالذاكرة، لما يحدث فيها من مكاشفة ومواجهة ومواقف، غير أن ما تمر به بعض الفتيات فى هذه الفترة أحيانا من عنف جسدى وجنسى وابتزاز مادى ومعنوى يمارس عليهن من قبل من تقدمن للارتباط بهن، يجعل فترة الخطوبة كارثية ومدمرة نفسيا للفتاة.

أرقام صادمة لتعرض الفتيات لكافة أشكال العنف

فى هذا الإطار أكد مركز معلومات دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء والمجلس القومى للمرأة والمركز المصرى لحقوق المرأة وإحصائية محاكم الأسرة، تعرض أكثر من 18 ألف فتاة للعنف خلال (2013-2016) للإساءة فى فترة الخطوبة والتقدم بشكوى .

فيما رصد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تقدم 3500 فتاة بشكوى لتعرضهن لفقد بكارتهن خلال فترة الخطوبة والمطالبة بحقوقهن بعد تهرب الخطيب .وشهدت مكاتب محاكم الأسرة شكوى أكثر من 9 آلاف فتاة لمحكمة الأسرة خلال عامى (2014-2015) فى دعاوى رد الشبكة من قبل من ارتبطن بهم للتعرض للعنف والضرب والإيذاء النفسي.

أما جهاز التعبئة والإحصاء، فكشف أن 17% من الفتيات تعرضن لشكل من أشكال العنف من قبل الخطيب الحالى أو السابق، و (17%) تعرضن لعنف نفسى و4% تعرضن لعنف بدنى و1% تعرضن لعنف جنسى.

الفتيان يتحدثن عن تجاربهن المؤلمة

تتحدث مجموعة من الفتيات والسيدات أمام محاكم مصر عن العنف الذى مورس ضدهن من قبل من تقدموا لخطبتهم وتجاربهم الشخصية التى دفعتهم للنجاة وتفضيل الانفصال .

"منى.ه" تبلغ من العمر 24 عاما خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة، تروى إلى محكمة الأسرة تجربتها مع خطيبها بعدما تقدم خطيبها بدعوى لمطالبتها برد الشبكة والهدايا، حملت رقم 987 لسنة 2016 أمام محكمة الجيزة، قائلة :" كنت أظن أن الخطوبة حلم كل فتاة هى الراحة والاستقرار ولكن بعد خوض التجربة بقدمى رأيت الحقيقة المرة، فلم أتصور أننى الفتاة القوية التى واجهت تحدى العمل فى وسط العديد من الرجال والتفوق عليهم فى الدراسة أيضا أن تؤول بى الأمور إلى ذلك بعد تعرضى للضرب من قبل خطيبى الطبيب البشرى الذى من المفترض أنه متعلم ومثقف".

وأكملت: "كسر ذراعى فى مرة فى الشارع بسبب اعتراضى على قراره فى عدم الأكل فى المطعم ورغبتى فى شراء سندوتشات من محل آخر، وعندها وجدنى أبكى كالأطفال واستغيث من تهوره فى معاملتى، ذهب وأقام تلك القضية بعد رفضى إعطاءه ما أتى لى به عقابا على تصرفاته وإهانتى، فأنا أريد أخذ حقى حتى أننى حررت محضرا فى قسم الجيزة وأثبت فيه الواقعة ولكن لا حياة لمن تنادى".

أما "رشا.غلاب" التى تقدمت بشكوى لمركز قضايا المرأة، فتقول:" ظننت أنه عندما يدخل من أحببت وأعجبت به من باب المنزل ويطلبنى للزواج ستكتمل سعادتى، ولكن للأسف لم تكن الأمور كذلك، فخريج كلية التجارة والذى يعمل محاسب استغل حبى له وموافقة أهلى على الزواج وأخذ يبتزنى فى كل يوم ويطلب منى أشياء خارجة فى علاقتى معه، حتى ضعفت وفقدت عذريتى معه، وعندها قال لى لن أتزوج بفتاة تركت نفسها لى دون زواج" .

وتابعت: "وجدت نفسى فى مأزق كبير كيف سأواجه عائلتى بخطأى، وبعدما صارحتهم، لجأت للشرطة لإثبات الواقعة، وعندما أنكر دخلت معه فى حروب انتهت فى المحكمة باتهامه بهتك عرضى وها أنا انتظر حكم القضاء لإنصافى".

وكانت "منى.سليم" فتاة الجامعة الأمريكية الأسوأ حالا بعد تعرضها للابتزاز المادى من قبل من أحبته ووافقت على الزواج منه، رغم ظروفه الصعبة.

تقول منى فى الدعوى التى أقامتها أمام محكمة الجيزة واتهمت فيها خطيبها "م.ش" بالنصب:" لم أتصور أنه أوقعنى فى شباكه فقط لكى يعتبرنى بنك ويبتزنى ويستنزف ما أملكه وأخيرا يتركنى ليجد فتاة أخرى يفعل معها ذلك، بعد أن جعلنى أعانى منه، ولكننى لن أتركه ينعم بالأموال التى تحصل عليها منى".

أما "سلمى .ص فقد كانت ضحية خطيبها "ص.ف، والذى تركها بعاهة مستديمة بعينها، تقول سلمى فى شكواها لمؤسسة المرأة الجديدة:" أنا التى تعمل فى شركة تطوير برامج كمبيوتر ومتفوقة فى عملى افقدتنى الخطوبة شخصيتى بعد أن جعلتنى أخشى مواجهته من كثرة إرهابه لى وتعوده على ضربى، حتى فى منزلنا عقابا على ضحكة أو أقل تصرف" .

وأكملت :"عندما طلبت منه أن يأتى لنا بشقة بعيدة عن والدته فكأنى ارتكبت مصيبة وكارثة، حتى أنى فقدت فيها عينى بعد أن أخذ يضربنى على وجهى حتى نزفت الدماء، ومن وقتها وأنا أواجهه بعد أن ضيعنى وضيع مستقبلى وسبب لى أزمة ما زالت حتى الآن رغم مرور 14 شهرا على الواقعة، لا زالت لا أعرف كيف أتخطاها" .

"رحمه.قدرى" أصيبت بأزمة نفسية جعلتها تتردد على طبيب نفسى لتعالج مما أصابها خلال عامين من الخطوبة مع من يكبرها بـ10 أعوام "م .ف"، والذى يعمل معها بنفس الشركة بمدينة نصر .

تابعت رحمة فى شكواها لمؤسسة نظرة للدراسات النسوية: "وقعت فى حبه وكان يعمل فى منصب يتخطانى بكثير، وعندما تقدم لى وافقت على الفور لإعجابى بشخصيته وليتنى لم أفعل فهو السبب أن أفقد وظيفتى ومستقبلى بعد أن استنفذ كل مشاعرى واعتاد على خيانتى وجعلى دائما فى مواقف محرجة جعلتنى أكره الزواج، ولا أستطيع حتى الآن تخطى تلك التجربة المأسوية".

وأضافت: "هددنى بأن يجعلنى من أرباب السجون عندما رميت له دبلته، وقام بضربى فى العمل وبعد أن كانت لى مكانة أصبحت صفرا على الشمال بسبب تهكمه منى وانتقاصه لكرامتى أمام زملائى، جعلنى أكره جميع الرجال بسببه مما جعلنى أخشى الخروج من المنزل وألجأ لطبيب نفسى يساعدنى" .

وعن رأى علم النفس، قال سمير فاروق الأخصائى النفسى، إن الفتاة تدخل فترة الخطوبة وهى تحلم بفارس أحلامها، الذي يأخذها بعيدا إلى عالم أجمل وأفضل، وتبني معه حياتها الزوجية، ولكن عندما تدخل التجربة دون دراسة وتأكد من أخلاقه وتهور فى بعض الأحيان، تصدم بالواقع وبسلوكه، مما يصيبها بخوف قد يستمر لبقية حياتها، يؤثر عليها سلبا .

وتابع: "العنف الذى تتعرض له الفتيات فى تلك الفترة من الخطيب وإن تركته ولم تكمل الزواج، تعانى عواقبه على مدى العمر، وتجد من الصعب عليها أن ترتبط بزوج آخر فيعتبر الفشل في هذه التجربة الأولى هو فشل في الحياة بشكل عام".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل