المحتوى الرئيسى

فيديو| الخطبة المكتوبة.. تجديد أم تجميد للخطاب الديني

07/12 20:37

"تجديد الخطاب الديني أم تجميده".. سؤال يعكس حالة التباين التي شهدتها المؤسسة الأزهرية بعد قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المتعلق بالاستغناء عن الخطبة الارتجالية واستبدالها بأخرى مكتوبة مع استثناء الأئمة المتميزين.

مؤيدو القرار أكدوا أنه خطوة هامة لضبط الخطاب الدعوي وحمايته من التحريف الذي يظهر في الخطبة الارتجالية، بينما رأى معارضون في القرار إهانة وقتل للإبداع ومحو لشخصية الإمام وضياع ما تبقى من كرامته وسط جمهوره، مؤكدين أنه لن يكون هناك فارق بين الإمام والعامل بعد ذلك، متسائلين عن كيفية تعامل وزارة الأوقاف مع الأئمة المكفوفين في حالة تطبيقه.

بدوره أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن قرار توحيد الخطبة المكتوبة ليس سياسيًا على الإطلاق، وهدفه صياغة الفكر المستنير بصورة علمية ومنهجية، وأنه سيعقد لقاءات متتابعة مع القيادات الدعوية وجموع الأئمة لشرح الفكرة وبيان أهميتها، وأنه سيكون أول من يبدأ بتنفيذها.

وقال إن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر سواء بالإطالة التي تخالف سنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، أم بالخروج عن الموضوع إلى موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالموضوع بما يربك المستمع ويشتت ذهنه، ويضيع المعنى المقصود من وراء الموضوع، أم بالدخول في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة، فيكون أداؤهم للخطبة المكتوبة مقروءة على المنبر أيسر وأحكم، من باب التيسير على هؤلاء، والضبط لأولئك، وتحقيق الرسالة التي تهدف إليها خطبة الجمعة على أكمل وجه ممكن.

ورحب الشيخ سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق، وأستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بالقرار ، مؤكدا أنه من شأنه ضبط موضوع الخطبة والنص بدلا من الخطأ والتحريف الذي يقوم به البعض فى الخطبة الارتجالية.

وشدد سالم في تصريح خاص لـ"مصر العربية" على ضرورة أن ترسل وزارة الأوقاف الخطبة للإمام قبل الجمعة بمدة طويلة ليتمكن من استيعابها ولا يكون مجرد قارئ لها.

ووصف الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، القرار بأنه خطوة هامة لضبط الخطاب الدعوي، لافتًا إلى أن من شأنه القضاء على كثير من السلبيات ومن أهمها الإطالة في الخطبة أو الخروج عن مضمونها أو توظيفها لأغراض سياسية .

وأوضح في تصريحات صحفية، أن الخطبة المكتوبة معمول بها في الحرمين الشريفين وفي المساجد بالعديد من الدول الإسلامية والعربية.

وبادر عدد من قيادات وشباب العلماء بديوان عام الوزارة بإعلان تأييدهم للخطبة المكتوبة بعد اجتماعهم مع وزير الأوقاف أمس الاثنين وتفهمهم للأبعاد الشرعية والمغزى الحقيقي الذى يهدف إلى صياغة الفكر المستنير للدين بما يبرز وجهه الحضاري ويزيل ما علق بأذهان البعض من الأفهام الخاطئة.

بينما قال الشيخ مجدي نور الدين، نقيب الأئمة بدمياط، الارتجال فى الخطبة فن واسع الخيال معقدا لما يتخيله الخطيب أثناء أدائه يحتاج إلى دقة الملقى مع حصافته (الخطيب) وبداهة المتلقي (السامع) ليربط الكلام السابق بالكلام اللاحق، وهذا يحتاج إلى ذاكرة قوية منه وعدم السرحان أثناء الخطبة أو التفكير بشواغل الدنيا وهذا يصعب على الكثيرين لمصاعب الحياة ودواهيها مما يقلل الاستفادة مما يستمع إليه فينصرف الكثيرون من الخطبة وكأنهم لم يسمعوا شيئا ، رغم قوة الخطبة وسلامة الأداء.

وأضاف أن الخطبة المكتوبة (من الورقة) لا يقل أداؤها وإلقاؤها عن أداء وإلقاء الخطبة المرتجلة فلها فن خاص وتحتاج لقراءة جيدة تفوق العشرين مرة حتى يكاد أن يحفظها وحتى لا تضيع كلماتها وجملها من بين عيني القارئ لها أثناء الأداء، وأداؤها يحتاج إلى حسن الصوت والبداهة، إلقاؤها كما ينبغى يعطى رونق الخطبة المرتجلة وزيادة.

وفي المقابل رفض قطاع كبير من أئمة وزارة الأوقاف، القرار، مؤكدين أن فكرة قراءة الخطبة مكتوبة على المنبر لها عدة سلبيات منها: قتل الإبداع والاطلاع والثقافة لدى الأئمة إذ يعتمدون على القراءة فقط كنشرة الأخبار، ثانيها فيه تجميد للخطاب الدين، ثالثها تقليد للآخرين من دول الخليج وغيرهم ؛ ونحن أئمة الأزهر لابد أن ننفرد بالبلاغة والإبداع أمام العالم كله.

والسلبية الرابعة التي أعلنوها، فتتمثل في عدم الانفعال العاطفي تماما مع الخطبة لأن الإمام همه القراءة اللغوية الصحيحة دون الهدف والمضمون، والخامسة وهى أهمها: أن الموضع ذاته إذا كان يصلح لفئة فلا يصلح لأخرى؛ فالموضوع يختلف حسب السن والفئة والبيئة والثقافة ونسبة التعليم وغير ذلك من العوامل التي درسوها في كليات الدعوة وأصول الدين وهي: مراعاة الحال والزمان والمكان، سادسا أن ذلك يؤدي إلى استخفاف الجمهور بالخطيب والخطابة نفسها.

ورغم إعلان وزارة الأوقاف أن القرار محل دراسة ويخضع للجنة علمية لمهمتها إعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، وتعميمها مكتوبة، إلا أن عدد من مديريات الأوقاف، هددت الأئمة المعترضين على القرار بالنقل خارج المحافظة، بناء على تعليمات مباشرة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل