المحتوى الرئيسى

سميحة أيوب: أنا ناصرية وكنت ضد «كامب ديفيد».. لكن الزمن تغير (2-2) | المصري اليوم

07/11 22:18

اسمها يحمل بين حروفه مزجاً موسيقياً لسيمفونية مصرية الملامح والتفاصيل.. حين تقف شامخة على خشبة المسرح لا تستمع إلا لصوت الصمت وخشوع الأنفاس لتملأ بإبداعها أفئدة عشاقها بفن يُطهّر بقدسيته كل الآثام التى ارتُكبت باسم الفن. لا أستطيع وصفها بأنها رائدة من جيل رواد المسرح المصرى والعربى، وإنما هى أشبه بأيقونة من أيقونات الأساطير القديمة، فحين يعلو صوتها بنص مسرحى تخشع أنفاس جماهيرها وكأنهم فى صلاة مقدسة.. إنها سيدة المسرح العربى سميحة أيوب.

■ هل تزورين الأقطار العربية.. وأى من الجماهير العربية الأقرب لقلب سميحة أيوب؟

- يا عمر...أنا أبكى حال الأقطار العربية.. بالأمس كنا نبكى فلسطين.. واليوم نبكى سوريا التى كنت أقتنى منها أروع الأزياء وكم عشقت ناسها وفنانيها ومهرجاناتها.. ولا أنسى أيامى فى اليمن الذى كان سعيدا وأنا أراه الآن يسير فى طريق المجهول.. والعراق الذى طالما عشقت مسارحها وشعراءه وأدباءه وضاعت ليبيا أيضاً وتونس فى قلق شديد.

■ هل كنت تتوقعين يوما أن تتضامن دولة عربية مع إسرائيل ضد شعوب وأنظمة العالم العربى؟

- لم أكن أتخيل وحتى الآن أشعر أننى فى كابوس.. لكن زعامة مصر ومكانتها لا يستطيع أن يصل إليها أى قزم من هؤلاء...

■ سيده سميحة.. قطار الفن.. رحلات أم كلثوم للمجهود الحربى.. وغيرها..

كانت مشروعات تطوعية من نجوم ونجمات زمن الفن الجميل.. فى هذه الأيام

■ لم نعد نرى أى بوادر فنية فى هذا السياق!؟

- ربما يقوم البعض منهم بهذا الدور ولكن بشكل منفرد ودون إعلان.. لكن عاوزه أقولك إنه بعد قيام الثورة.. فيه فنانين بيشحتوا ومش لاقيين.. ويمكن اللى بياخدوا الملايين دول ما يكملوش عشر فنانين.. ولكن بكل تأكيد مصر أعطت الجميع ولا يصح أن يبخل عليها أى فنان...

■ بمناسبة الملايين.. لما حضرتك تسمعى عن أرقام العشرين مليون و30 مليون وخمسين مليون أجر نجمة.. بماذا تشعرين؟

ده هبل طبعاً.. كنّا زمان نسمع عن المليونير..الآن أصبح المليونير فقيراً... والجديد الملياردير... وبعدين هذا المبلغ يتقاضاه نجم واحد والباقى يتقاضون الفُتات حيث إن الممثلين يتقاضون أرقاماً تافهة ويعاملونهم فى الشارع على أنهم فنانون ومعهم الملايين.

■ كيف كان تأثير هذه الأرقام على العملية الفنية؟

- أضرّت كثيراً بجميع عناصر الإنتاج فلم نعد نُقدم أعمالاً تاريخية مُبهرة ولم نعد نقدم أعمالاً كبيرة.. فالاعتماد كله على اسم بطل المسلسل وكثيراً ما توقفت أعمال، وخاصة هذا العام لنقص الإنتاج.. لأن النجم عايز فلوسه.

■ ولماذا لم نعد نقدم وجوها ونجوماً جددا؟

- ما هم بردو طالعين إمبارح وبيطلبوا ملايين كما إنه كله بقى شبه بعضه عمليات التجميل بتاعة لبنان لم تعد تترك لك نجمة مميزة فى شكلها وطلتها كله بقى شبه بعضه نفس الخدود ونفس الحواجب ونفس الشفايف.. مصيبة.

■ هل حضرتك ضد عمليات التجميل؟

- لكل سن جماله ولكل طلة ملامحها والجمال الطبيعى ما أروعه.. ارجع للأفلام الأبيض والأسود وشوف حوريات السينما المصرية قبل عمليات التجميل.

■ على ذكر الأبيض والأسود.. يعاود الإنتاج الدرامى الآن تقديم الأعمال القديمة وأيضاً استحداث أجزاء جديدة من أعمال سابقة..مثل ليالى الحلمية.. هل تعتبرين ذلك نوعاً من نضوب الأفكار.. أو الافلاس الفنى؟

- لا أعتقد ذلك.. لكن هذا تناسب مع ليالى الحلمية.. وأيضاً أعمال أدبائنا الكبار حتى تتاح الفرصة للأجيال الجديدة أن يطّلعوا على إبداعات العظماء القدامى..

■ نتحدث دوماً عن حقبة الفن الماضية ونصفها بزمن الفن الجميل؟

- تقاطعنى بسرعة شديدة السيدة سميحة أيوب قائلة لى.. وهل هو مش جميل فعلاً.. تنكر؟

■ فأجبتها مبتسماً.. بكل تأكيد.. ولكن هل تخلو إبداعاتنا الآن من أى جمال؟

- من قال ذلك؟.. بشوف أعمال لمبدعين شباب كتير غاية فى الإتقان ولكن بنسبة ضئيلة للغاية.. لكن السيئ يُضفى ويعلو صوته وأى حد بيمثل وأى حد ممكن يخرِج ومفيش ضوابط.. خالص.

■ ألم يكن يوجد فى زمن الفن الجميل بعض النواقص ولم تخل أحياناً من أعمال هابطة وخلافات من النجوم؟

- كان موجودا طبعاً.. كنا نختلف على دور.. وليس على رجل أو زوج.. واختلفنا على وجهات النظر وشىء من الغيرة الفنية.. الآن لو عرضت على ممثل دوراً لسألك عن أجره قبل أن يقرأ الورق ولا من سيخرج ولا اسم المؤلف.

كانت تخرُج من القاهرة الأحداث الفنية لتنطلق فى حوارات وأحاديث وبرامج على شاشات العالم العربى وبعد ذلك.. تحدد النقاشات والاختلافات.. الآن أخبار الفن نصفها فى صفحات الحوادث.

■ سيدة سميحة.. هل تمر مصر الآن بمنحنى تاريخى يتمثل فى رداءة المنتج أحياناً.. ويتمثل فى الإحساس بالفشل؟

- مصر موجوعة.. لكنها تقف على أعتاب مرحلة جديدة.. تحمل كثيراً من الأمل

فمصر تمرض ولكنها أبداً لا تموت، أليس من العجيب أن فى وسط هذه المحن الاقتصادية التى تعيشها مصر أن تصبح ملاذاً آمناً لجميع أشقائنا من الدول العربية المنكوبة.. ألم يجد العراقيون لهم مصر بيتاً آمناً.. ألم تحدث لدينا ثورة مثلما حدث فى سوريا ويجد السوريون مصر حضناً يحتويهم.

■ رغم محاولات الوقيعة بين مصر وأشقائها العرب إلا أن هذه المحاولات دوماً ما تبوء بالفشل؟

- يا عمر.. وقت أن وقّعت مصر معاهدة كامب ديفيد قامت الدنيا وقاطعها العرب جميعاً.. فيما عرف بالمُقاطعة العربية.. ولم يستطع العرب ولا مصر أن يبتعدوا كثيراً.. فما مضى إلا أيام قليلة مرت قاسية على الجميع.. ثم عادت المياه إلى مجاريها وشعر العرب بقيمة مصر أكثر من أى وقت مضى.

■ كنت حضرتك أيضاً ضد اتفاقية كامب ديفيد؟

- نعم كنت ضد المعاهدة لكن مع الأيام بتوضح الحقيقة أكثر. ولم يعد موقفى كما كان.. عامل الزمن بيغير الأشياء.

■ هل يثبت الوقت والزمن والأيام أن السادات كان محقاً؟

- السادات كان ذكياً.. وكان مُحنّكاً.. وكان مبدؤه لو جالك الريح طاطى شوية.. لكن إحنا عندنا عنجهية لكن فى الآخر يكفيه أنه رجّع سينا.

■ أفهم من ذلك أن موقفك من السادات تغير؟

- نعم.. إلى حد ما أصبح هناك شىء من المرونة.

■ وقت أن كانت مصر تعج بكثير من المذاهب والتيارات الفكرية فما كانت تقف سميحة أيوب؟

- أنا مع الإنسان وما يفيد الإنسان ولذلك يوسف السباعى حينما عينى لإدارة المسرح القومى، الصحافة سألته إزاى تعين واحدة شيوعية.. فقال له كما ذكرت لك لو بيسا بنتى وابنى مصطفى شيوعيين يبقى سميحة شيوعية.. لا أنكر أن الجميع احتاروا كثيراً فى تصنيفى.. الشيوعيون تصوروا أننى شيوعية وحينما أتيت أشياء من مبادئهم أدركوا أننى لست شيوعية، لا أنكر أن لى أصدقاء كثيرين شيوعيين وهم بالفعل يتمتعون بثقافة عالية.

- تبتسم قائلة: أجمل ما فى الشيوعيين أنهم ينتقدون فلانا لأن لديه سيارة فخمة جدا.. وهو كمان شيوعى لكن عنده عربية أفخم بكثير.. يعنى ينكروا على الغير أشياءهم وهم لديهم الكثير والكثير من هذه المتناقضات.

- أنا ناصرية حتى النخاع حتى الآن.. وعبد الناصر هو رمز عظيم ولسه عايش فى وجداننا حتى الآن فهو ظاهرة عملاقة.

■ هل تعتقدين أن الخطأ كان فى النظرية ولّا فى التطبيق؟

- لا يوجد شخص بدون أخطاء.. وخطأ عبدالناصر كان فيمن حوله وبأخطائهم أساءوا له كثيراً.. كفاية إن ثورة عبد الناصر كانت بلا دماء.

■ كيف ترى سميحة أيوب ثورة يناير؟

- متكلمنيش عن ثورة يناير.

■ أعلم أنك مع ثورة 30 يونيو.. فكيف تؤمنين بثورة 30 يونيو وتكفرين بيناير؟

- لم أكفر بثورة يناير.. أنا نزلت الميدان فى يناير.. لحد ما اتلخبطت ودخل الدخلاء وباظت الدنيا..

■ هل ندمت على نزولك؟

■ على ذكر الدماء.. عملك الرائع «دماء على ستار الكعبة» الدماء كانت على ستار الكعبة والآن أصبحت فى شوارع العالم العربى؟

- حقاً الدماء أصبحت فى كل مكان حتى أصبحنا الدول الدموية وليس الدول العربية.. التفجير الانتحارى ده نفسى أعرف فلسفته.. الناس دى سيكولوجياتهم إيه.. وإيه اللى فى خيالهم.. ومن أجل ماذا؟

■ عُمر.. العالم العربى فقط هو الذى يعج بالحروب والقتال والدمار وكله بيضرب فى كله

ونجج أعداؤنا فيما فشلوا فيه أيام كانوا مستعمرينا.. ولكن الخطأ دوماً خطأنا استسلمنا لشهوة القتل والتدمير.

■ فى وقت ما.. انتشرت ظاهرة إقلاع واعتزال نجوم ونجمات كبار.. بدعوى أن الفن حرام.. ألا تلاحظين اختفاء هذه الظاهرة حالياً؟

- هى فعلاً كانت موضة فى وقت من الأوقات وانتشرت تفسيرات كثيرة لهذه الظاهرة فهناك من قال أن وراءها أموالا تدفع ولكننى شخصياً أستبعد لأنهم جميعاً تقريباً عادوا مرة أخرى للفن.. لأنهم أدركوا مؤخراً أن الفن ليس حراماً.. فهو كأى شىء على الأرض.. حلاله حلال وحرامه حرام فلو أدى هؤلاء الفنانين أعمالاً بها مضمون ورسالة للإنسانية لما شعروا للحظة واحدة أن ما يقدمونه حراماً.

■ هل كانت النجمة الكبيرة شادية سبباً فى أزمة صحية للأستاذ سعد الدين وهبة بسبب اعتذارها عن تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى؟

- لا أعتقد أنها كانت سبباً مباشراً.. الإجهاد هو ما كان سبباً فى دخوله العناية المركزة لكنها فى الحقيقة وافقت فى البداية على تكريمها ثم عادت واعتذرت.. وهناك من أكد أن اعتذارها كان وراءه رفض الشيخ الشعراوى لأن تستلم جائزة تكريمها بعدما ابتعدت واعتزلت العمل الفنى.

■ هل شاهدتِ مسرحيتها ريا وسكينة؟

- بكل تأكيد.. طبعاً شاهدتها.

■ وهل أعجبتك شادية كممثلة مسرحية؟

- الاثنان كانتا قمة فى النجومية والتألق ولا يقلان عن بعض.. لكن سهير عندها حرفة المسرح، وعارفة إزاى ترمى الإفيه لشادية.. عملت شغلها بإجادة لكن تلقائية سهير أسطى.

■ هل عملت مع سهير البابلى على المسرح؟

■ وقف أمامك العديد من النجوم مثل النجم الكبير محمود ياسين؟

- نعم.. وكان متوهجاً ويعشق دراسة تفاصيل الشخصية من الألف إلى الياء والتمثيل معه متعة وله شخصية على المسرح بقوامه وصوته.. محمود فنان كبير.

■ الفنان عبد الله غيث؟

- تضحك سميحة أيوب وتقول: عبدالله كان دائماً ما يقول، سميحة نصى الحلو، وأنا أقول عبد الله غيث عازف السوناتة معايا.. أحلى وقفة كانت مع عبد الله غيث على المسرح.

- المسرح كان بينور لما كان بيدخله.

- ده العظمة بقى.. تستمتع بآدائه وهو معك.

- دى ظاهرة لا يوجد مثلها.. ولن تتكرر.

■ كتبت الصحافة الفنية فى باريس أننا التهمنا المسرح حينما عرضنا مسرحية «فيدرا» على المسرح فى باريس، لماذا أشعر بأنك دوماً تنتظرين الدور لأن يأتى إليك..لماذا لا تسعين إلى الدور والعمل من أجل إسعادنا بروائعك؟

- علاقتى مع الدور مثل علاقتى مع الرجل.. لازم يكون الدور عاوزنى عشان التفت إليه.. لكن لا أقتحم دورا.. ولا أشتهيه إلا لما يجيلى.

■ لكن أحياناً المرأة تصارح الرجل بحبها؟

- لما تتأكد من حبه لها. أنا لازم الدور يجيلى يعنى سعد وهبة عمرى ما قلت له عاوزه دور وعمرى ما قريت ورق هو كتبه... لأن مرة قلت له تعليقا على شىء كتبه فزعل.. واتفقنا إنى زوجة بس فى البيت.

■ سميحة أيوب.. بتفضفضى مع مين؟

■ خارج الوسط الفنى أم داخله؟

- فيه آمال بكير.. نادية لطفى.. سميرة عبد العزيز.. نعم الباز.. وأيضاً رغدة.

■ أوفى صديق فى حياتك؟

■ ما زالت الصداقة ممكنة رغم انتشار السوشيال ميديا؟

- نعم وأشتاق لها دوماً.

■ لمن اشتقتِ من الكتاب الكبار؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل