المحتوى الرئيسى

ميشيل فلورنوى وإيلان جولدنبرج يكتب: المراحل الـ4 لهزيمة «دولة داعش» | المصري اليوم

07/11 21:27

هناك مسرحان للأحداث فى الصراع ضد تنظيم «داعش»، الأول فى العراق وسوريا، «داعشستان» فى غرب العراق وشرق سوريا، حيث يحرز التحالف الدولى، بقيادة الولايات المتحدة، تقدما عن طريق إرجاع مساحات كبيرة من الأراضى التى تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابى. لكن المكاسب جاءت من القوات ذات الأغلبية الكردية والشيعية، وهناك حدود للمدى الذى يمكن لهذه القوات من التقدم فى قلب الأراضى السنية، ويتم تقبلها من السكان المحليين.

ليس كافيا إخراج «داعش» من مناطق سيطرتها، فللحفاظ على هذه المكاسب يجب أن نركز على قوات الأمن وآليات الحكم التى من شأنها أن تحل محلها.

والمسرح الثانى فى أقصى الغرب، حيث تخوض سوريا حربا أهلية رهيبة، فيما رأت الولايات المتحدة أن هذه المشكلة ليست مهمة وتجنبت حتى الآن التورط فيها إلا من خلال متابعة المفاوضات الدبلوماسية، وهذا خطأ لأن التحدى المتمثل فى مواجهة «داعش» فى سوريا والعراق مرتبط بالحروب الأهلية الواسعة التى خلقت فراغات فى الحكم والأمن وسمحت بازدهار التنظيم، هذه الفراغات هى المرض، وتنظيم «داعش» هو أخطر عرض ضمن العديد من الأعراض.

ونحن نقترح هنا استراتيجية تحتاج تطبيقا ممنهجا وطويل المدى على أساس 4 جهود متشابكة، وهى:

أولا: يجب على الولايات المتحدة أن تزيد من دعمها لتلك الجماعات المسلحة المحلية والمقبولة وفقا لمصالح لأمريكا، سواء كانوا يقاتلون الديكتاتور السورى بشار الأسد أو «داعش». فلا توجد سلطة مركزية فى سوريا أو العراق يمكن الاستيلاء عليها والاحتفاظ بها تحكم جميع الأراضى التى يحتفظ بها «داعش»، أو «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، لذلك فإن دعم قوات محلية أكثر اعتدالا هو السبيل الوحيد لتأمين هذه المناطق.

النجاح كان حليفنا عندما استخدمنا هذا النهج فى الماضى، بداية من «الصحوة السنية» خلال فترة التقاتل فى العراق إلى التطورات الحديثة من قبل القوات الكردية والسنية شمال شرق سوريا. لذلك فالجماعات التى سنعمل معها يجب أن يكون لها قبول لدى السكان المحليين، وهو ما يعنى دعم جماعات مختلفة فى مناطق مختلفة، وبناء الأمن من أسفل إلى أعلى. وأثناء تقديم الدعم لهذه المجموعات يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات لضمان عدم وقوع أى أسلحة نقدمها لهم فى الأيدى الخطأ.

ثانيا: يجب علينا زيادة الدعم العسكرى الشامل، كما ينبغى أن يشمل ذلك توسيع الضربات والغارات لإخراج قادة تنظيم «داعش» وجمع معلومات استخباراتية من شأنها أن توقف الهجمات الإرهابية خارج أراضى تنظيم «داعش»، ويجب علينا الاستعانة بالمزيد من مستشارى المعارك الأمريكيين مع شركاء محليين، وتوفير الدعم لشركائنا بشكل يمكنهم من فعل المزيد، مثل الدعم الجوى المباشر بشكل أكبر من جانب الولايات المتحدة والتحالف الدولى لهم خلال العمليات البرية والنقل الجوى للأشخاص والمعدات بسرعة إلى ساحة المعركة.

ويجب علينا أيضا استكشاف ما إذا كانت هناك خيارات عسكرية قابلة للتطبيق باستخدام محدود للصواريخ، وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى، والتى من شأنها ردع نظام الأسد ورعاته الروس من قصف المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة، دون أن يؤدى ذلك إلى تصعيد عسكرى كبير. الأهم من ذلك، يجب على القوات الأمريكية عدم الاستحواذ أو السيطرة على أى رقعة أرض أو الانخراط فى عمليات قتالية برية واسعة النطاق، يجب أن تقوم به القوات المحلية.

ثالثا: يجب علينا بذل المزيد من الجهد للحصول على دعم اللاعبين الدوليين الرئيسيين لهذه الخطة، على المدى القريب، نقترح التزاما أكبر من الولايات المتحدة نحو الشركاء الرئيسيين، خاصة تركيا والسعودية، ويمكننا اتباع التزام متزايد كوسيلة ضغط للحصول على تعاون أفضل بشأن من يقدمون السلاح وكيف يمكننا السيطرة معا على الحدود. ومع مرور الوقت فإن هذا الاستثمار من جانب الولايات المتحدة سيسمح لنا بتوسيع النفوذ مع روسيا وإيران، مع العلم أنهما لن تتخليا عن مصالحهما الجوهرية، ولكن زيادة مشاركة الولايات المتحدة يجب أن تفتح مساحة أكبر للتوصل إلى نتيجة عن طريق التفاوض.

وأخيرا، يجب علينا أن نركز على الحكم والسياسة من خلال توفير الدعم للهياكل البلدية التى يمكنها تقديم خدمات وتهدد حكم المتطرفين. وفى الوقت المناسب، مع اكتساب مجموعات أكثر قبولا النفوذ والأراضى، وعندما تصبح الجهات الخارجية أكثر مرونة، والمجتمع الدولى قادرا على إنهاء هذه الصراعات من خلال التفاوض بشأن النتائج التى تعتمد على حفظ سوريا والعراق ككتلة واحدة، ولكن مع وجود نماذج لنظم حكم غير مركزية.

نرشح لك

Comments

عاجل