المحتوى الرئيسى

سياسي جزائري: العراق يُباد وبوتفليقة يورط الجزائر

07/11 14:34

بوتفليقة يورط الجزائر في أزمات دولية

الغرب يبحثون عن بديل للأسد للمرحلة السلمية

ما يحدث في الفلوجة إبادة لسنة العراق

تطبيع تركيا وإسرائيل لن يضر بحماس

أكد المفكر السياسي الجزائري رضا بودراع الحسيني أن الجزائر ليست بعيدة عما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا، على العكس تمامًا، فالنظام الجزائري ورط البلد في كارثة استراتيجية عندما تخندق من البداية مع النظام الأسدي ودعم حكومة العراق وكذلك حكومة الوصاية في ليبيا.

وأوضح المفكر السياسي الجزائري في حواره لـ"مصر العربية" أن الحديث عن خليفة بوتفليقة، وكيفية انتخابه، هو لإلهاء الشعب الجزائري عما يحدث في الجزائر من أزمات.

وتابع: "ما يحدث في الفلوجة هي حرب إبادة ضد السنة في العراق، فهناك تفويض لكل من روسيا وأمريكا لإيران بالقتل المكثف تحت غطاء تحرير المناطق السنية في العراق.

"مصر العربية" تحاور المفكر السياسي الجزائري رضا بودراع الحسيني وتفتح معه أهم الملفات العربية الشائكة..

بداية.. لماذا الجزائر بعيدة عن الملفات الهامة في سوريا وليبيا واليمن؟

الجزائر ليست بعيدة عما يحدث في سوريا والعراق اليمن ثم ليبيا على العكس تماما، فالنظام في الجزائر ورط البلد في كارثة استراتيجية عندما تخندق من البداية مع النظام الأسدي في سوريا وعندما دعم حكومة الاحتلال في العراق، حكومة بريمر، عندما ساندها سياسيا ومسح عنها ديون العراق وهو الآن يدعم حكومة الوصاية في ليبيا..

"أقول كارثة استراتيجية لأن التخندق مع الحلف الرباعي الذي يضم كلا من روسيا، وإيران العراق ونظام الأسد بل وحتى أنه رفض الانضمام إلى الحلف الإسلامي كل ذلك يرهن سيادة البلد ويجعلها ضمن محور الشر الذي يحارب بشراسة إرادة الشعوب العربية والإسلامية لتحقيق الحرية ورفع الهيمنة".. 

هذه كارثة عظيمة، فكيف يتصور لبلد المليون ونصف شهيد الإصطفاف مع أعداء الأمة  ومن هنا أقول أن الشعب الجزائري مدرك تماما لهذا الخطر، وسيكون ذلك من أهم الدوافع للتغيير الحتمي القادم في الجزائر، الشعب الجزائري حر واع وينتظر الوضع الأمثل لإحداث التغيير متفاديا أخطار العشرية الحمراء والتجربة القاسية التي خاضها وحده.

البعض يتحدث بأن النظام الجزائري يُعد لما بعد بوتفليقة.. حقيقة ذلك؟

الشعب الجزائري يراد له أن يغرق  ويستهلك في البحث عن خليفة بوتفليقة، والحقيقة أن هناك أسئلة أهم بكثير من سؤال من يخلف الرئيس المريض وكيف؟، فمشكلة الجزائر ليس فقط في رئيسها وإنما في الأسئلة الكبرى المغيبة عن الشعب الجزائري مثل، هوية الدولة الجزائرية؟، ومشكلة هوية الإنسان الجزائري وإعادة رسمها؟..

وأيضا، هناك مشكلة كفاءة الجيش وقدرته على حماية الشعب والبلد في عصر الحروب الجديدة؟، وإشكالية رفع الوصاية الفرنسية عن الجزائر، إشكالية تحديد السلطة وتحقيق السيادة، وبرامج التنمية الحقيقية وتجسيد البدائل المثلى لاقتصاد المحروقات، ثم ماهي الرؤية الاستراتيجية للأمة الجزائرية في ظل التوازنات الدولية المتغيرة؟

"هذه المسائل الكبرى لا يتم تداولها بجدية في الإعلام الجزائري ولا بين الأحزاب، والنظام في الجزائر تراه يقدم على خطوة استراتيجية خطيرة كالتخندق في الحلف الرباعي "روسيا والأسد وإيران" دون ضبط المسائل التي ذكرنا، "إنها فعلا الكارثة"

قرارات أردوغان الأخيرة والتطبيع مع إسرائيل والاعتذار لروسيا.. كيف تراها؟

أولا الأمر كان متوقعا، فالسير الطبيعي لأي صراع بين الدول أن يصل لمرحلة التسوية، لكن الوضع الخاص الذي آلت إليه القضية الفلسطينية والفترة الحرجة التي تمر بها الأمة الاسلامية بما في ذلك تركيا تجعلنا نرى أن العودة  للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني "سقطة استراتيجية و تاريخيه "لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، فتداعيات التطبيع قبل الثورات العربية غير التطبيع أثناءها أو بعدها..

فعلى عكس ما تبدو عملية التطبيع أنها ستحقق متنفسا دبلوماسيًا وسياسيًا غير أنه ينطوي على عامل خطير يهدد رؤية المشروع التركي لعام 2023 والذي من خلاله تطمح تركيا أن تكون قوة عظمى و رأسا في العالم الإسلامي، ألا وهو "اليأس العربي" من المشروع التركي وأنه لايعدو أن يكون حلما تركيا لا أكثر، ومن هنا يغيب مفهوم الأمة الواحدة والمصير الواحد وهذا المفهوم تحديدا ما أدخل الأتراك في حلقة النار، لأن القيادة عند غيرنا واسترجاعها ولابد يمر بالصدام ولعل  استحقاقات المواجهة أربك القيادة التركية التي لا ترى أن شعبها خولها بذلك ويكفي أن تكون ظهيرة للمستضعفين لكن تركيا أولا.

"قلت إنه مهدد استراتيجي، لأن العرب يفهمون الموقف التركي، لكن على الأتراك أن يفهموا أيضا أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يؤهلهم أن يكونوا رأسا في العالم الإسلامي.

التقارب الإسرائيلي التركي هل سيضر بحماس والقضية الفلسطينية؟

أرى أنه لن يضر بالحركة وهيكلها، لكنه لا يلبي طموح حماس في مشروعها التحرري وإنهاء الاحتلال وهذا كان واضحا في بيانها إزاء الموضوع، لكن ما أريد التركيز عليه أن الذي سيضر بحماس تنظيما ومشروعا هو تقاربها مع إيران  وسقوطها في فخ مشروع الممانعة التي تكشفت حقيقته بعد الثورة السورية.

كيف ترى العلاقات التركية الروسية بعد أشهر من القطيعة عقب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا؟

بالنسبة لروسيا أيضا نرى أن تسوية الأزمات وتحسين العلاقات بين الدول أمر معروف ومطلوب، لكن دعني أطرح سؤالا على القادة الأتراك، أنتم تريدون التطبيع مع روسيا التي كانت تبعد عنكم3500كلم أم مع روسيا الجديدة NOVAIA RASSYA التي كانت تسمى سوريا قبل أربع سنوات؟ وهل سيدفع ذلك بوتين لتتقوقع قواته في قاعدة طرطوس ويفكك منظومة S400 التي جعلت الطيران التركي غير آمن قرب حدوده وفي مجاله الجوي؟..

"صحيح إن تحسين العلاقة مع روسيا قد يرجع لتركيا المشاريع الاقتصادية الكبرى لكنه لن يُرجع القيصر الروسي بوتين الذي ينام ويستيقظ وعنه على آيا صوفيا.

تركيا مؤخرا تعرضت لتفجيرات عديدة آخرها مطار أتاتورك.. من المستفيد من ضرب تركيا؟

إن ثمة أسباب تؤكد ضلوع إيران وداعش وراء تفجيرات مطار أتاتورك بإسطنبول، والذي راح ضحيته 50 قتيلًا و106 من الجرحى، أهمها: أن إسرائيل أصابعها بعيدة عن التفجيرات، فهي الآن تكاد تطير من الفرح للتطبيع التركي معها..

أما بخصوص روسيا، فالمتابع للأمر يرى أن روسيا تتلهف لعودة العلاقات مع تركيا وبالتالي يُستبعد ضلوعها في التفجير، أما أمريكا، المتهم الثالث، ليس من صالحها التورط قطعا، لكن أن تكون غضت الطرف عن معلومات استخباراتية أمر وارد فهي منزعجة من التطبيع التركي الروسي دون استشارتها، حتى قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إنهم عرفوا ذلك من صفحة الكريملن على الإنترنت.

لكن إيران بغض النظر عن موقفي من التطبيع، أعتبر أن الخاسر الأكبر من عودة العلاقات التركية مع روسيا والكيان الصهيوني مزعج ومقلق للغاية لإيران، وهي تعتبر أن التغير المفاجئ للسياسة الخارجية التركية التفاف خطير حول مشروعها في المنطقة، فعلاقات قوية مع حلفاءها تحد من فرص إضعاف تركيا. وعليه فإن الإبقاء على عوامل ضعفها يجب أن يكون مهما كلف الثمن..

"ما أظنه أن جناح داعش الذي تملك فيه إيران تأثيرا كبيرا قد يكون وراء هذين التفجيرين، قائلا: أستبعد البي كي كي للأسباب التالية، أن البصمة التفجيرية هي أقرب لتنظيم الدولة من الثاني من حيث إيقاع الصدمة ومشهد الدم وعدد الضحايا بين المدنيين، عكس البي كي كي الذي يستهدف عادة رجال الأمن ويحرص الإبقاء على شعبيته بين الأكراد.

وكذلك التوقيت وكان عقب إعلان التطبيع مع روسيا وإسرائيل مما يعطي انطباعا لدى العناصر "المؤهلة للتجنيد" ويحرضهم للانضمام إلى تنظيم الدولة التي انتقمت من "المطبعين مع اليهود"، وبذلك تستطيع إيران تعويض النقص العددي في صفوف التنظيم  جراء الصورة البشعة التي ظهرت بها داعش، وهذا ما احترفته إيران منذ فترة ليست بالبسيطة سواء مع الحشد الشعبي أو الحشد السني داخل تنظيم الدولة.

وكيف ترى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي؟

الخروج البريطاني كشف حقيقة المشروع "الفرانكيشتايني"المسمى بالاتحاد الأوربي فبالرغم من الاتحاد حقق كتلة اقتصادية، لكنه مع بداية هندسة الوحدة التشريعية  أخرجت أمراضه وتناقضاته الجوهرية وقد شبهته ب "فرانكيشتاين" أسطورة الإنسان الذي صنع إنسان بعدما جمع أجزاءه من أجساد مختلفة وكان بشعا للغاية، لكنه كان قويا ومخيفا، لكن في النهاية لم يقبل نفسه ولا قبله الغير..

"باختصار بريطانيا رأت أن بقاءها في كتلة تحمل في أحشاءها صاعق التفكك في أي لحظة أمر ليس بالمشجع، أما جيواستراتيجيا فبريطانيا تعلم يقينا أن نظام القطب الواحد  لا يمكن أن يستمر في حكم العالم وهو مقبل لا محالة على هزات كبرى يتولد بعدها نظاما دوليا جديدا متعدد الأقطاب..

وأيضا بريطانيا تعلم يقينا أن أوروبا المتناقضة ليست مؤهلة أن تكون قطبا متماسكا، فقررت الاعتماد على إرثها الإمبراطوري وعلاقة الأمومة التاريخية مع الدولة الكبرى والبنت الصغرى أمريكا، تحت ما يسمى بالمشروع الأطلسي والبقاء كأسياد البحر عوض الغور في أخطار البر و تركه للمشروع الأوراسي الذي يطمح من خلاله بوتين ضم أجزاء من أوربا لآسيا  ليعيد أمجاد أسياد البر، ومن خلال هذه المصطلحات التي يتداولونها بقوة تلوح في الأفق معالم موازين القوى والأقطاب المحتملة للنظام الدولي القادم.

إذا من المستفيد من انفصال بريطانيا؟

بريطانيا ستخسر مكاسب اقتصادية، لكنه لن يعادل كارثة السقوط الحر ضمن جسم ثقيل غير متجانس مثل الاتحاد الأوربي.

وما رؤيتكم في حكومة الوفاق في ليبيا؟

حكومة الوفاق في ليبيا، أفضل أن أسمي الأمور بمسمياتها وحالها، فهي حكومة وصاية كما يعتبرها كل الليبيين أو حكومة البارجة البحرية نسبة للفرقاطة الإيطالية التي دخلت بها ليبيا أو الحكومة المقترحة من الأمم المتحدة، فكما ترى، أن تسميتها بحكومة الوفاق الوطني دجل مبالغ فيه..

لكن مع ذلك تحاول هذه الحكومة أو بعض أفرادها ممن يرون ركوب موجتها لتحقيق مكاسب للشعب الليبي في انعدام البديل، غير أن مثل هذه الألاعيب ليست تخفى على الأمم المتحدة وهم فقط يريدون استعمالها لشرعنة الوصاية و تقنين الدخل العسكري تحت مسميات الحماية والتدريب والتأهيل وغيرها.

فيما يخص الشأن الليبي، نحن نرى أن المنظومة الدولية الممثلة بالدول الكبرى الثمانية والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات، أعيتها  الثورة الليبية  رغم كل الضغوط العسكرية والسياسية، وقد أرجعوا ذلك إلى أسباب هي في الحقيقة صمام أمان لليبيين ولا يجوز بحال التفريط فيها أو إضعافها وهي:

1- قوة العصبة في القبيلة

2- تملك الفرد الليبي للسلاح

3- العاصمة لازالت تحت سيطرة الثوار فعليا

4- لازالت أغلب  المحطات و المصافي النفطية في أيدي الثوار أو في مرماهم 

5- وجود المرجعية الشرعية المتمثلة في هيئة الإفتاء وعلى رأسها الشيخ صادق الغرياني

وبالتالي، هذه المكاسب الخمسة للشعب الليبي أعيت كل المناورات الدولية لإخضاع الثورة الليبية، وكما أسلفت أن الليبيين مئُعنَون شرعا وعقلا الحفاظ عليها وحمايتها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل