المحتوى الرئيسى

علاقات مصر وإسرائيل.. نحو سلام دافئ أم تغيير أولويات؟

07/11 20:24

فى رواية "الخلود"، يتحدث الروائي التشيكي ميلان كونديرا عما يسمى بالصورولوجيا. أي قيمة الصورة فى الترويج للزعيم السياسي والمشروعات المهمة أو المنتجات التجارية.

منذ وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مدينة القدس، كان هناك اهتمام من الحكومة الاسرائيلية بالصور، التي تعكس ما يشبه الأجواء الدافئة بين القاهرة وتل أبيب.

فى مقر الحكومة الإسرائيلية؛ حيث وقف الوزير المصري وخلفه ستة أعلام مصرية وإسرائيلية، وعلى يمينه تمثال تيودور هيرتسل، الذى جاء بفكرة إنشاء إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط.

وفي المساء، حل سامح شكري ضيفا على مائدة العشاء عند رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة. والصور أيضا وصلت إلى القاهرة سريعا: فهناك صورة تجمع الثلاثة، وهناك أخرى يتابع فيها نتنياهو وشكري المباراة النهائية في كرة القدم لبطولة أمم أوروبا بين البرتغال وفرنسا فى باريس.

وذلك يختلف عن السنوات الأخيرة لحكم حسني مبارك، عندما أمسك رئيس الاستخبارات العامة الوزير عمر سليمان بملف العلاقات مع تل أبيب، وكان يزور تل أبيب بين الحين والآخر للبحث فى ملفات هيمن عليها الطابع الأمني، وخاصة مع تصدير مصر الغاز إلى إسرائيل عبر شمال سيناء.

لكن الصورة قد تعكس تحولا فى فكر القاهرة تجاه إدارة العلاقات مع تل أبيب وإعادة ترتيب الأولويات. فوصول وزير الخارجية المصري إلى القدس رآه عضو البرلمان المصري سمير غطاس والمتخصص في الشؤون الاسرائيلية يخدم إسرائيل؛ لأن القدس مدينة محتلة، ولأن المسافات ما زالت شاسعة بين المفهومين المصري والإسرائيلي حول شكل التسوية النهائية وفق ما قال.

والصور الواردة من تل أبيب أشعلت حربا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فى مصر. فأنصار "الإخوان" ومعارضو الرئيس السيسي رأوا أن القاهرة تقدم شيكا على بياض للحكومة الإسرائيلية فى ملفات الأمن ومياه النيل. فيما ذهب الطرف الآخر إلى الحديث عن أهمية الزيارة لاستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفق رؤية طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ضرورة المضي قدما للتوصل إلى حل الدولتين، حتى تستقر الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.

وإذا كانت الصورة تعكس تقاربا بين القاهرة وتل أبيب، فانهما تدركان جيدا أن هناك لاعبين آخرين فى المنطقة. فالصحافي عبد الله السناوي، الذي يكتب يوميات فى جريدة "الشروق" المصرية، أكد أن إيران هي الفائز الأكبر من أي تقارب عربي–إسرائيلي؛ لأنها ستظهر بمظهر المدافع الأساس عن القضية الفلسطينية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل