المحتوى الرئيسى

العيساوي: هجمات داعش تؤكد عجز الحكومة العراقية

07/10 22:08

صور "التغلغل الإيراني" تغضب العراقيين

مطالبات بضم اهوار العراق الى لائحة التراث العالمي

في مكاشفة صريحة عن مرحلة ما بعد داعش وتحرير الفلوجة، اكد القيادي في تحالف القوى العراقية رافع العيساوي وجوب واهمية عَقِد شراكة واتفاق مؤلم للجميع مثل اتفاق الجمعة الكبير في ايرلندا.

ايلاف من بغداد: حذر أحد كبار ساسة السنة في العراق من فوضى السلاح في مرحلة ما بعد داعش وتحول الحشد الشعبي الى شكل يشبه الحرس الثوري الإيراني مؤكدا انه تجربة لا يمكن ان تؤدي الى "مأسست" المؤسسة الأمنية.

ودافع رافع العيساوي عن رجال الدين الشيخ رافع الرفاعي والعلامة عبد الملك السعدي والشيخ احمد الكبيسي وقال كان يتوجب ان تسأل الحكومة لماذا تحولوا الى هذا الرأي المتشدد وهم من مدرسة صوفية، متهما الحكومة بانها لا تريد ان تسمع الا من الشيوخ "الاتباع".

واكد العيساوي الذي لا يؤمن بتقسيم البلاد أهمية تدعيم اللامركزية في مرحلة ما بعد داعش، فانه اعتبر ان استنفار داعش بعد هزائمه في الفلوجة وغيرها من المناطق ليضرب في اكثر من مكان المدنيين يؤشر عجز الحكومة على حماية المدنيين.

وادناه الحلقة الأولى من الحوار:  

ماذا تقول بعد تحرير الفلوجة ؟

بلا شك انا اقدم التهئنة الى اهل الفلوجة بتحرير المدينة لانهم عانوا الامرين تحت سلطة داعش الاجرامية وفي رحلة النزوح الأليمة، والشكر موصول لكل عراقي ساهم في تحرير المدينة وأهاليها من احتلال داعش ولم تمتد يده على دماء المدنيين كما حصل في جريمة الصقلاوية.

رؤيتنا ومبكراً كانت ان داعش لا حل لها الا بالمواجهة والمواجهة الوطنية الشاملة على ان لا تحصل سلوكيات طائفية قد تتسبب بمشاكل بحجم اكبر من مشكلة داعش، وقد نبهت الى ذلك في السابع من أيار عام 2014 وأكدت على ذلك أيضا في المؤتمر العربي عام 2014 وكانت هناك اطراف من الحكومة مشاركة فيه وكان رأينا واضحا آنذاك ان المواجهة مع داعش هي الحل ولم نجعل خلافنا مع الحكومة مببراً للتنصل عن دورنا في مواجهة داعش.

بعد تحرير الفلوجة سيغير التنظيم من آلياته ويعتمد اسلوب القائدة بقيادة الزرقاوي لاذكاء الفتنة بما يؤول بالاوضاع الى ما قبل سقوط الموصل هل ترجح ذلك وما الاليات التي تعتقد بموجبها مواجهات هذه الهجمات ؟

جرائم جديدة ارتكبها داعش مؤخرا واستهدف فيها العراقيين المدنيين الآمنين في الكرادة والسيد محمد في بلد وقصف مخيم النازحين في الدورة في بغداد وهي تضاف لجرائم داعش والمليشيات على حد سواء في محاولة لخلق اجواء طائفية تدفع الناس للاقتتال الطائفي على غرار تفجيرات سامراء ٢٠٠٦.

ان استنفار داعش بعد هزائمه ليضرب في اكثر من مكان المدنيين العزل يضاف لها قصف المليشيات الطائفية لمخيمات النازحين العزل في بغداد ويؤشر لعجز حكومي في حماية المدنيين وسط تستر الحكومة على جريمة المليشيات في الصقلاوية التي راح ضحيتها ٦٤٣ مدنيا اختطفتهم الميليشيات دون اي اجراء حكومي؛ ان السلم الاهلي اسبقية لمرحلة مابعد داعش وهو ليس معركة عسكرية فحسب بل هو مصالحة وطنية وعودة نازحين واعادة اعمار واصلاح المنظومة السياسية والامنية وابعاد الطائفية السياسية عن حياة العراقيين وللاسف المتابع لا يرى جهدا حكوميا لتحقيق ذلك

ما هو الحل لمرحلة ما بعد داعش سؤال يطرح بقوة الان .. ولكن كيف يقيم الان رافع العيساوي أخطاء الماضي؟

بعد عام 2003 انقسم العرب السنة الى مشاركين في العملية السياسية ومعارضين وبسبب الممارسات الحكومية السياسية للأسف والتي كان لها ظلال طائفية انتهى انتهى جميع المشاركين من قيادات العرب السنة الى خارج العملية السياسية مستهدفين بذريعة الإرهاب وغيره ، حتى بان المعارضون يقولون: قلنا لكم ان المشاركة لا تنفع.

ثم جرب العرب السنة المظاهرات وتعلمون كيف تم التعامل مع المظاهرات في الانبار والحويجة وفي الفلوجة وكيف تمت معالجتها للأسف بالدبابات من قبل الحكومة السابقة، وكان العرب السنة جربوا الصحوات وكيف كان لها دور بارز ضد تنظيم القاعدة، لكن الحكومة تخلت عنهم وبعضهم قُتل او ان النظرة كانت حيالهم بانهم تابعون للامريكان ودارت حولهم الشكوك حتى فشلت تجربة الصحوات ، ثم ذهب العرب السنة للاقاليم في  ديالى وصلاح الدين والموصل، ولكن ما حصل مثلا في ديالى ان المليشيات دخلت فيما المحافظ ذهب الى كردستان ولمدة ستة اشهر لا يستطيع الوصول الى مكتبه، كل هذا وغيره مع اتفاقات سياسية وبرامج حكومية تكتب ولا تنفذ وعشرات الاف المعتقلين وانقلاب مستمر على الاتفاقات السياسية وممارسات اقصائية لاحقة مارستها حتى الحكومة الحالية كما في جسر بزيبز ونزوح خمسة ملايين من العرب السنة من محافظاتهم ما جعلهم يبحثون عن خلاص لاوضاعهم.

هل هذا هو ما أدى الى سقوط الموصل ومدن أخرى ؟

نعم ورافق ذلك تمسك فردي في إدارة الملف الأمني الامر الذي أدى الى بناء مؤسسة امنية قائمة على الفساد المالي والإداري والمحسوبية والحزبية وهذا يفسر سقوط كبرى وانهيار عسكري كما حصل في الموصل وهو امر طالما حذرنا منه، لكن رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي كان يستمع لضابط برتبة صغيرة لانه يعمل في مكتبه ولا يستمع لشريك ورئيس البرلمان آنذاك السيد أسامة النجيفي .

ونظرية المؤامرة باخراج إرهابيين من السجون ؟

أحيانا نظرية المؤامرة تتحرك وتطرح الأسئلة .. كيف خرجت قيادات داعش من سجن أبو غريب والتحقت في وادي حوران وبقيت هناك تتدرب فترة طويلة وانا اعلم جيدا ان محافظة الانبار والسيد المحافظ آنذاك ابلغ السيد المالكي بذلك ولم يتخذ أي اجراء وانا هنا أتكلم قبل سيطرة داعش على الانبار والمحافظات التي سقطت بيده.

كيف كان تعاطي العشائر بحسب اتصالاتك مع الوضع في ظل داعش في هذه المحافظات؟

في ظل هذا الوضع ومع انهيار المحافظات وسيطرة داعش تحولت العشائر الى مجموعات ساكتة ولا علاقة لها بالامر نكاية بالحكومة وتعتقد ان هذا ليس بواجبها، في حين ان هناك قسماً أخر منها خرج علنا واصدر بيانات وبايع داعش، مع وجود عدد غير قليل من العشائر اخذت قرار المقاومة منذ البداية كما حصل مع عشائر الجغايفة في حديثة وال بو عيسى في عامرية الفلوجة وال بو فهد وغيرهم من عشائر الدليم في الخالدية وجميعها اخذت قرار مواجهة داعش لكن للأسف لم يكن تسليح الحكومة لها بالشكل المطلوب وبما يجعلها قادرة وتمنع سقوط مدن أخرى، ولم تتجاوب مع هذه العشائر حكومة المالكي وكذلك الى حد كبير حكومة العبادي.

كيف ترى تحرير الفلوجة اليوم وقد تحقق ؟

اليوم نحن امام حقيقة مفادها انه تم تحرير الفلوجة ولله الحمد والشكر لكل من سعى وساهم في تحريرها وعلى اهل الفلوجة ان يدركوا ان هذا الفضل كبير من الله تعالى ومن إخوانهم في البلاد ولكن هناك أخطاء هائلة وتجاوزات في ملف حقوق الانسان حصلت جعلت الناس تسال هل نخرج من قتل داعش لندخل الى قتل الميليشيات؟.

ما الحل برايك في مرحلة ما بعد داعش او على وجه الدقة ما بعد الفلوجة ؟

خلال الفترة الماضي حصلت نقاشات، بشان ان الحل الأمني لا بد ان لا يكون مركزيا وان اهل مكة ادرى بشعابها وانه من الأفضل ان نذهب الى تشكيل الحرس الوطني، وكنت انا دخلت في نقاشات مع السيد فالح الفياض مستشار الامن الوطني بشان معرفة ما هو الحرس الوطني ، ولكن للأسف كان مصير الحرس الوطني كمصير الاتفاقات الأخرى وقد أهمل لنجد انفسنا امام نموذج الحشد الشعبي.

ما كان رأيك بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الديني السيد علي السيستاني والتي كانت الأساس في تشكل الحشد الشعبي؟

لا اعتقد ان العرب السنة يعترضون على فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد السيستاني لفتال داعش لان داعش تهديد لكل العراقيين وربما العرب السنة اكثر المتضررين من داعش، وأيضا لا اعتراض على الاخوة العرب الشيعة ان يكونوا جزءا من المؤسسة الأمنية في الدفاع عن بلدهم وعن أي شبر منه والقتال فيه ضد داعش تحريرا للأرض، وكذلك نحن نميز بين من يلبي فتوى ولقتال داعش كجماعة إرهابية تهدد جميع العراقيين وبين ميليشيات ارتكبت خروقات في حقوق الانسان وذبحت وقتلت في سلوكيات تشبه سلوكيات داعش .

الاعتراض الرئيسي ينطلق من ان المليشيات تجربة لا يمكن ان تؤدي الى "مأسست" الاجهزة الأمنية في مؤسسة رصينة والتي لا بد لها ان من وحدة قيادة، ولا بد ان تكون ضمن مؤسسة رسمية سواء في الدفاع او في الداخلية .

ولكن الحشد كهيئة بات مؤسسة رسمية .. وقد خصصت لهم رواتب من الموازنة ؟

نعم .. مجالس الاسناد إبان حكومة المالكي أيضا كانت تتسلم رواتب ولم يجعلها هذا كيان رسمي، انا أتكلم عن تجربة تحتاج الى حل لان السؤال الذي سيكون شاخصا هو ما الذي ستفعله هذه المجاميع المسلحة في محافظات العرب الشيعة اذا انتهت مشكلة داعش، اذا لم تكن جزءا من المؤسسة الرسمية وكانت لها قيادات مختلفة، فما الذي ستفعله هذه المجاميع .. وهنا لا اريد ان أسطح المشكلة كما يقول البعض (شكو بيها .. كل العراقيين يقاتلون داعش ..) وانا أقول هذا أيضا وهو امر مهم .. ولكن اريد ان أسال سؤالاً بروحية من يريد ان يبحث عن حل لا عن الاتهام: هل يقبل الاخوان في التيار الصدري وفي سرايا السلام أن يمسك الملف الأمني في مدينة الصدر عصائب اهل الحق مثلا او أي فصيل اخر .. الجواب سيكون بالتأكيد لا ، وهنا لابد من النظر الى عمق المشكلة المقبلة وليس الى سطحها .

هل هذا الامر ينطبق على الوسط السني .. بمعنى هل أنت رافض لتسليح مجموعات سنية من قبل الحكومة ؟

بالتأكيد .. هذا رأي ثابت؛ لا افضل نموذج الصحوات ولا أمراء الحرب لدى السنة ولا المليشيات السنية ولا الحشد السني ولا غير ذلك .. ينبغي ان يكون تكون المؤسسة الأمنية بتعريفها الواضح (الدفاع والداخلية) مؤسسة تستوعب الجميع وبإمكان العرب السنة والعرب الشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين ان يدخلوا فيها .

رئيس الوزراء، رئيس الجمهورية، وزير الخارجية، ووزير المالية يحضران مؤتمر سفراء العراق الثالث 

اين يكمن قلقكم .. وجميع فصائل الحشد تقول اننا ستترك السلاح بعد داعش ؟

القلق في الوسط السني .. وعلى الشركاء في العراق ان يسمعونها من اخ وصديق اننا نبني مؤسسة موازية للجيش تشبه الحرس الثوري الإيراني وهذه إشكالية ربما لا تسمعونها الا مني انا رافع العيساوي، ربما يجامل البعض الان ولكن ومن دون تسمية الأشياء بمسمياتها لا يمكن ان نصل الى أي نتيجة.

الى أي مدى يؤثر هذا الامر على علاقات العراق عربيا على سبيل المثال .. وانتم على تواصل بشان هذا الامر ؟

هناك شركاء في العراق يقولون نحتاج ان نتساعد في بناء علاقات العراق بمحيطه العربي وانا اقول اننا مستعدون بما نستطيع في تجسير هذه العلاقة ولكن لا يزال هناك قلق حيال هذه القضية .. وظهر على الاعلام بشكل صريح .. ومفاده ان المحيط العربي يستطيع ان يتعامل مع العراق كدولة أما ان تتعدد جهات القرار وبالذات الأمني فان هذا سيعرقل للأسف الشديد موضوع اندماج العراق مع محيطه العربي.

كيف كانت تنظر المحافظات السنية في العراق قبيل احتلالها من داعش الى الحكومة ؟

بدأ يتشكل في هذه المحافظات رأي عام ان الحكومة طائفية وان الحكومة لا تثق باهالي هذه المناطق وانها رفضت تسليحهم وحتى عندما جاءت مرحلة مواجهة داعش ترددت الحكومة بالتسليح على خلفية ان العشائر سلمت سلاحها لداعش؛ وهنا اسأل هل هو الجيش الذي انكسر سلم سلاحه لداعش ام العشائر؟ .

من ساهم في صناعة الرأي المتشدد في الوسط السني ولماذا برأيك يتهم باستمرار الشيخ رافع الرفاعي والشيخ عبد الملك السعدي باذكاء التشدد في الشارع السني ؟

هؤلاء العلماء هم في حقيقة الامر صوفية وليس لهم علاقة بالسياسة مثل الشيخ رافع الرفاعي والشيخ عبد الملك السعدي والشيخ احمد الكبيسي وبدلا من ان يُجلس معهم ويسمع منهم لماذا تحولوا الى هذا الرأي المتشدد، يظهر واحد مثل خالد الملا (رئيس جماعة علماء العراق) ويبدأ بالسب والشتم ؛ سياسة صناعة الاتباع للحكومة لا تحل المشكلة، ما يحل المشكلة هو عندما تجلس مع أزعج خصومكم وتبحث معه عن حل.

هل لا تزال تؤمن بتقسيم العراق .. وما الحل برأيك؟

نحن لا نؤمن بتقسيم البلاد، هناك دراسة لـ125 نموذج حرب أهلية بعد الحرب الاهلية 21 منها فقط تقسمت و104 تعايشت، وحتى الذين تقسموا لم يتخلصوا من الحروب مثل الصرب والكروات، لا التقسيم ينهي الموضوع ولا الحروب ولا الهيمنة تنهي الصراع، الاتفاق السياسي ذو الخطوات الوطنية هو من ينهي الصراع والخلافات .. ولا بد لنا من اتفاق كبير كاتفاق الجمعة الكبير في ايرلندا عام 1998 يتفق فيه الجميع على سلام نهائي، فتجاربنا دامية وقاسية ومن الحماقة السماح باستمرارها وعلى الحكومة ان تستثمر في السلم الأهلي وليس في الحرب فقط .

Comments

عاجل