دوري «الدواعي الأمنية».. قصة من 3 فصول

· المارد الأحمر واجه المصري والإسماعيلي والمحلة خارج أرضهم لـ«دواعٍ أمنية»

· الأمن نقل مباراة الأهلي أمام الفلاحين من المحلة للإسكندرية.. ولقاءه أمام الحرس من الإسكندرية لبرج العرب!

· وزير الرياضة قال: «لما الأهلي بيكسب الناس بتفرح.. وشوفوا التقارير الأمنية»

· في عدد ضربات الجزاء.. الأهلي أكثر من ضِعف الزمالك

نفس الأهلي الذي اقتنص درع الدوري قبل نهاية البطولة بأسبوعين، خسر مباراتين متتاليتين في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا وأصبح قاب قوسين أو أدنى من مغادرتها، والأهم أنه خسر إحداهما على أرضه وسط جمهوره أمام أسيك أبيدجان الإيفواري صاحب التاريخ الضعيف إفريقيًّا مقارنةً بالقلعة الحمراء، وهو نفسه من خاض مباراة القمة أمام الزمالك أمس، بأداء شديد الضعف، في ختام مباريات الدوري، بلقاء أداره تحكيميًّا النرويجى سفين أودفر موين، وانتهى بالتعادل السلبي.

انكشاف قلة حيلة البطل، في اللقاءات التي يديرها حكام أجانب، سواء بالمباريات الإفريقية أو مباراة القمة، استغله مشجعو الزمالك على مواقع التواصل الاجتماعي، لإثبات أن التفوق المحلي للشياطين الحُمر أتى بعوامل مساعدة أو ما يصفونه بـ"الدواعي الأمنية"، تأكيدًا على ما يروجون له دائمًا من أن الأهلي هو الفريق المفضل للدولة أو "نادي النظام"، وأنه يحظى بمجاملات من جهات رسمية تُسهم في بقائه على القمة.

لكن ماذا يقصد جمهور الزمالك بـ"الدواعي الأمنية"؟ وكيف أثبتوا تحيز الدولة للنادي الأحمر؟ نحاول الإجابة على ذلك من خلال 3 نقاط.

1-  برج العرب.. هنا يقطن الأهلي

هو الملعب المفضل للأهلي، يتمسك به النادي الأحمر كما لو كان بيته، بل يخوض المعارك ويهدد بالانسحاب من أجله، الجديد أن الدولة أصبحت تخوض تلك المعارك بالنيابة عن النادي لإقامة المباريات على استاد الجيش ببرج العرب "لدواعٍ أمنية"، حسب تعبير ثروت سويلم، القائم بأعمال رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، والذي وصف الأهلي بأنه "مُجبَر" على اللعب في برج العرب لأسباب تتعلق بالتأمين.

ما يُغضب جماهير الزمالك أن تلك "الدواعي" جعلت المارد الأحمر يواجه المصري البورسعيدي "رايح جاي" في برج العرب، رغم أن أن الزمالك خاض مباراته الأولى أمام المصري على استاد الإسماعيلية. أيضًا تقابل الأهلي مع الإسماعيلي في برج العرب واستاد الإسكندرية، بينما ذهب الزمالك في مباراة الدور الأول ليلاقي الإسماعيلي على أرضه. حتى مباراة المحلة والأهلي التي كان مقررًا إقامتها على استاد الفلاحين تم نقلها في آخر لحظة لتقام في الإسكندرية.

لكن حتى الإسكندرية أصبحت مُحرمة على الأهلي مؤخرًا، هذا ما اتضح من الطلب الذي تقدمت به الجهات الأمنية لاتحاد كرة القدم المصري، لنقل مباراة الأهلي وحرس الحدود، بعد غد "الثلاثاء" في ثمن نهائي كأس مصر، إلى استاد برج العرب، بعدما كان مقررًا خوض اللقاء على استاد الإسكندرية، وذلك رغم أن الشياطين الحمر لا يواجهون أي مشاكل في محافظة الإسكندرية عادةً.

وهنا تجدر الإشارة إلى إصرار الأمن على عدم إقامة قمة الأمس في استاد بتروسبورت "ملعب الزمالك"، ما أدى إلى نقلها لمحافظة السويس، رغم أن نهائي كأس مصر العام الماضي، أقيم على أرض "بتروسبورت" دون مشاكل أمنية، وفي وقت كانت فيه البلاد أقل استقرارًا وأكثر تعرضًا للهجمات الإرهابية، علاوة على أن القلعة الحمراء خاضت مباريات عديدة على هذا الملعب في الموسمين الأخيرين.

بعد حسم الدوري للأهلي، أعاد مشجعو نادي الزمالك بمواقع التواصل، تداول فيديو لحديث تليفزيوني أجراه الإعلامي خيري رمضان ببرنامجه "ممكن" على قناة "سي بي سي"، مع الدكتور خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، الذي أدلى فيه بتصريحات تحمل إدانة للدولة.

الحديث الذي أُجري يوم الأربعاء الموافق 19 أغسطس 2015، قال خلاله الوزير: ".. وتقدر تشوف التقارير الأمنية، يوم ما الأهلي بيكسب الدنيا سعيدة والناس مبسوطة وماشية في الشارع مبسوطة، يوم ما الأهلي بيأدي أداء كويس انزل في أي حتة مش هتلاقي مشاكل، هتلاقي الناس سعيدة بفوز النادي الأهلي"، وهنا قاطعه الناقد الرياضي حسن المستكاوي متسائلًا "والناس بتزعل لما الزمالك بيكسب؟"، ليرد الوزير "لأ مش بتزعل بس إنت بتتكلم عن الأغلبية، لازم نبقى عارفين إن فيه أغلبية، ده مهم جدًا".

وهنا تدخل خيري رمضان في الحوار، قائلًا "المستشار مرتضى منصور قال إن السيدة جيهان قالت إن الرئيس أنور السادات كان بيفرح لما الأهلي يفوز، قال لك فاز في السبعينيات كلها، دلوقتي هيفتكر نفس الشيء لما الوزير يقول كدة".

وتعني كلمات الوزير بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك تقارير أمنية تصدر، تقول إن فوزالأهلي من مصلحة استقرار الدولة، وبما أن التقارير تصدر ليترتب عليها أفعال، فربما هناك قرارات وإجراءات تُتخذ في أوقات معينة لترجيح كفة النادي الأحمر، هذا ما استنتجه "الزملكاوية".

التحكيم متهم دائمًا من قبل الجماهير البيضاء بالتحيز للأهلي، لكن هذا الموسم تزايدت الشكوى لعدة أسباب أبرزها عدم احتساب سوى 3 ركلات جزاء فقط للزمالك منذ بداية الدوري حتى الآن، فرغم أنه وصيف الدوري، بما يعني أنه ناد هجومي، إلا أنه ضمن أقل 4 أندية احتُسبت لها ركلات جزاء في البطولة (حرس الحدود وإنبي والمقاصة)، أما الأهلي فنال 8 ركلات جزاء.

ولم تحتسب أي ركلة جزاء للزمالك في الفترة بين مباراتي سموحة في يناير الماضي، والشرطة في يونيو المنقضي.