المحتوى الرئيسى

الخطبة الارتجالية والمكتوبة.. حرب بين الأئمة والأوقاف

07/10 10:18

اعترض عدد كبير من أئمة وزارة الأوقاف، على قرار تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر، مع الاستمرار في توحيدها، وتعميمها مكتوبة والتخلي عن الخطبة الارتجالية واقتصارها عن الخطباء المتميزين فقط.

واعتبر الأئمة، أنَّ في القرار إهانة وقتل للإبداع ومحو لشخصية الإمام وضياع ما تبقى من كرامته وسط جمهوره، مؤكدين أنه لن يكون هناك فارق بين الإمام والعامل بعد ذلك، متسائلين عن كيفية تعامل وزارة الأوقاف مع الأئمة المكفوفين في حالة تطبيقه.

وبرَّرت وزارة الأوقاف موقفها بأن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر سواء بالإطالة التي تخالف سنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، أم بالخروج عن الموضوع إلى موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالموضوع بما يربك المستمع ويشتت ذهنه، ويضيع المعنى المقصود من وراء الموضوع، أم بالدخول في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة، فيكون أداؤهم للخطبة المكتوبة مقروءة على المنبر أيسر وأحكم، من باب التيسير على هؤلاء، والضبط لأولئك، وتحقيق الرسالة التي تهدف إليها خطبة الجمعة على أكمل وجه ممكن.

وأوضحت أنه يمكن لمديريات الأوقاف أن تقدم كشفًا بأسماء الخطباء المتميزين الذين يمكن السماح لهم بأداء الخطبة الموحدة ارتجالاً بعد موافقة القطاع الديني بالوزارة .

بدورها سارعت صفحة "اتحاد العاملين بوزارة الأوقاف" على موقع التواصل الاجتماعي، بأن القرار عبارة عن تجس نبض ورد فعل الأئمة على اقتراح قراءة الخطبة من ورقة على المنبر، موضحة أنه على قدر ردود الأفعال سيتم اتخاذ القرار.

وعن رد فعل الأئمة، أعلن الشيخ محمد دحروج إمام وخطيب بأوقاف كفر الشيخ تحفظه على القرار، لافتا إلى أن ما أسماه بالنموذج الخليجي لا يناسب الدعوة فى مصر، ومؤكدا تأييده لقرار توحيد موضوع الخطبة مع ترك الصياغة للإمام بما يتناسب مع المكان والجمهور واستثناء بعض الأماكن لظروف طارئة خاصة .

أما الشيخ مصطفى محمد إمام وخطيب بأوقاف الجيزة، فأكد أن القرار سيقضي على قدرة الإمام على التميز والتفوق وعدم التحضير وتجعل عقله "يصدى ويهنج ويحتاج فرمته"، وستصبح الخطبة كلام بلا روح، ولن يعيشها الإمام وجدانيا، لافتا إلي أنها ستكون بداية جديدة لفشل الخطاب الديني.

فيما وصف الشيخ مجدي السراج إمام وخطيب بأوقاف جنوب سيناء، القرار بالغريب ويأتي في إطار تفريغ الخطبة من مضمونها وتأثيرها علي الجمهور بالتالي ضياع ما تبقي من كرامه الإمام، فضلا عن أنه سيقتل روح التنافس بين العلماء في الدراسة والاطلاع ويصبح الجميع سواسية المجد المجتهد مع غيره وهذا لا يليق بعلماء الأوقاف".

وأضاف: "أن القراءة من ورقة فوق المنبر لا تحتاج إلى عالم أزهري إنما تحتاج أي إنسان حتى لو حاصل على محو أمية ويجيد القراءة.. فهل وصلنا إلى هذا الحد من المهانة!! ولا أدري ماذا الخطوة القادمة إذ يبدو جراب الوزير مليء بالأمور الغريبة على الأزهر وغير المتوقعة وستكون هناك عقوبة جديدة اسمها الخروج على النص لمن يبدل جملة في الخطبة المقروءة من ورقة".

وأكد الشيخ حسين العيسوي، أن أكبر مشكلة في القرار هو على أى أساس سيتم اختيار المتميز، مضيفًا: "وإذا وقع الاختيار على بعض الأشخاص فمن البديهي أن بقية الأئمة فشله، كيف تكون صورتهم عند الجماهير والرواد؟ وهل بقية الدول التى تطبق هذا النظام بها مميز وفاشل؟.

قطاع كبير من الأئمة عبروا عن غضبهم عن القرار على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث قال الشيخ رضا النجار : "طبعا كده مفيش فرق بين الإمام والعامل"، وعلق الشيخ عبد الله عبد الرؤف قائلا : " هذا تدمير للأئمة المتميزين"، ليضيف إليه الشيخ أحمد الزرقاء : "شكلنا كأئمة هيكون بايخ أمام الناس، بالإضافة لو كانت الخطبة مقروءة لن يكون لها صدي وستكون مملة".

 وأشار الشيخ عبد الحمید البدوی، إلى أن القرار خاطئ سيظهر الخطيب على أنه لا قيمة له أمام الجمهور وسيضعفه علميا، وانضم إليه الشيخ يوسف عتمان الذي قال :"نفسي أعرف الامتياز فى الموضوع ده فين! شكلنا هيبقى وحش أوى يا سيدى.. إذا بليتم فاستتروا.. بهذه الطريقة سيصبح الإمام كوميديان عند الجمهور طالع المنبر بالزى الأزهري ماسك ورقة.

وسخر الشيخ محمد إسماعيل، قائلا : "ممكن سعادة الوزير يستغنى عن الخطيب نفسه ويسجل الخطبة ثم تذاع أمام الناس؛ منها يوفر ملايين للحكومة ومنها لا يثقل على الخطباء"، ليضيف إليه أحمد موسي هيبه، : "الوزير أحسن حاجة يعملها يسجل الخطبة ونشغلها صوت ع المنبر وخلاص ولا نصلي خلف الإذاعة أحسن".

وتساءل أحمد عثمان: " وبالنسبة للإمام الكفيف هيعد من المتميزين أم سيقعد في البيت؟" مضيفا : " أنا أرى أن تغلظ العقوبة على الإمام الذي يتكلم في السياسة ويتركوا لنا الحرية في اختيار الموضوع"، وتعجب مراد بسيوني قائلاً:" دا ضياع ومحوا لشخصية الإمام وجعله دمية ناطقة، بدل ما يحطوا دورات لرفع قيمة الإمام العلمية".

وأكد الشيخ محمود الشال، أن القرار أبعد ما يكون عن الدعوة ومصلحتها، مؤكدا فى الوقت ذاته إلى انه دليل على ضعف مراقبة الدعوة في الوزارة، مضيفا:" على الوزير بدلا من ذلك أن يبحث كيفية متابعة الدعوة ومعاقبة المخطئ أو المتجاوز بدلا من تحجيم الدعاة عن القيام بواجبهم كل في مجتمعه.. فيه حاجه اسمها بدل صعود منبر ينبغي أن يطبق على من يخالف لا أن تعمم ورقات حتى لا يخالف أحد !"

الأوقاف تدرس التخلي عن الخطبة الارتجالية واستبدالها بالمكتوبة

مسابقة الأئمة الجدد.. آمال الآلاف على عتبات الأوقاف (ملف)

إيقاف إمام مسجد الرفاعي وقيادات بالأوقاف عن العمل

الأوقاف تحارب "المال الحرام" في خطبة الجمعة المقبلة

مفاجأة.. الأوقاف لم تحدد موعد أو شروط مسابقة الأئمة حتى الآن

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل