المحتوى الرئيسى

إسرائيل تتوسع في إفريقيا لحصد 3 مكاسب

07/10 06:45

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الأهداف الحقيقية لجولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عدة دول إفريقية هو رغبة تل أبيب في توسيع علاقاتها مع القارة السمراء، ومحاربة ما تسميه "الإرهاب الإسلامي", بالإضافة إلى السبب الأهم, وهو محاولة استعادة صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي, الذي تم إلغاؤه في 2002 , بناء على طلب من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

أضافت المجلة  أنه في عام 1975 , وصلت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول الإفريقية إلى التدهور التام, وذلك بعد صدور قرار الأمم المتحدة الذي اعتمد في نوفمبر من ذلك العام, الذي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.

وتابعت " قبل ذلك وتحديدا منذ عام 1967 , كانت إسرائيل تعاني من القطيعة في علاقاتها مع معظم الدول الإفريقية, على إثر حرب الأيام الستة ضد مصر ودول عربية أخرى, ولم تكن هناك سوى ثلاث دول إفريقية فقط تحافظ على علاقات معها هي ملاوي وليسوتو وسوازيلاند".

واستطردت المجلة " الطفرة في علاقات إسرائيل مع الدول الإفريقية حدثت بسبب مصر, وتحديدا في عام 1978 بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين القاهرة وتل أبيب".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن علاقات إسرائيل مع الدول الإفريقية تنمو بشكل متزايد منذ عام 1978 , موضحة أن تل أبيب ستقوم بمساعدة كينيا على بناء جدار بطول 708 كلم تقريبا على طول الحدود مع الصومال، لمنع هجمات حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية داخل الأراضي الكينية.

ونقلت المجلة عن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا, قوله :" إن هناك مصلحة مشتركة بين بلاده وجيرانها وإسرائيل في محاربة الإرهاب الإسلامي", حسب تعبيره.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام الاثنين 4 يوليو بجولة إفريقية استغرقت عدة أيام، وزار خلالها كلا من أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا.

وحسب "الجزيرة", وصف ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الجولة بـ"التاريخية" بعد غياب طويل، خاصة وأن زيارة نتنياهو هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى إفريقيا منذ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين للمغرب للقاء الملك المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1993.

وجاءت الجولة بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول القارة الإفريقية وصلت ميزانيتها إلى حوالي 18 مليون دولار أمريكي.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية, قالت أيضا في وقت سابق إن العلاقات بين مصر وإسرائيل هي الآن في أفضل حالاتها على الإطلاق, خاصة فيما يتعلق بما سمته بالتنسيق المشترك  في مواجهة الجماعات المتشددة, وزيادة عزلة حركة حماس.

وأضافت الوكالة في تقرير لها في مطلع يوليو, أن هناك ارتياحا كبيرا في إسرائيل بسبب الحملة التي تشنها السلطات المصرية على الأنفاق, التي أنشأتها حركة حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، والتي تعتبرها تل أبيب السبب في تدفق الأسلحة إلى غزة.

وتابعت " إسرائيل تمتدح أيضا الحملة الشرسة التي تشنها السلطات المصرية ضد الجماعات المتشددة في سيناء, وعلى رأسها تنظيم الدولة".

وأشارت الوكالة أيضا إلى أن إسرائيل تشعر بالارتياح أيضا لأن النظام المصري ساعد في زيادة عزلة حركة حماس, التي تسيطر على قطاع غزة، حسب تعبيرها.

ونسبت "أسوشيتد برس" إلى السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين, قوله :"هذه أفضل الأوقات بيننا على الإطلاق, هناك تعاون أمني جيد بيننا، ولدينا تفاهمات حول سيناء، ولدينا وجهات نظر متشابهة بشأن التطورات في المنطقة", على حد زعمه.

وكان الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية تسيفي بارئيل تحدث أيضا في وقت سابق عما سماها تغييرات إيجابية في المناهج الدراسية المصرية، يتم تصوير إسرائيل فيها بصورة جيدة, حسب زعمه.

وأضاف بارئيل في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية في 6 يونيو الماضي، أنه للمرة الأولى تظهر صور مشتركة تجمع الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في المناهج الدراسية المصرية.

وتابع " هذه السابقة هي تعبير عن تغييرات إيجابية لصالح إسرائيل، ومؤشر جديد على الوجهة الحسنة من قبل النظام الحالي في مصر تجاه إسرائيل", على حد قوله.

واستطرد "التغييرات الإيجابية ظهرت بوضوح في كتاب جغرافيا الوطن العربي وتاريخ مصر الحديث، الذي تظهر فيه بصورة واضحة أهمية اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل".

ونسب بارئيل إلى أوفير فينتر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، قوله إن إجراء مقارنة للمناهج الدراسية المصرية حاليا وفي عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تكشف أن المناهج التعليمية الجديدة في ظل النظام الحالي في مصر تجعل من إسرائيل شريكة صديقة، لأن هذه المناهج لا تعطي حيزا كبيرا للحروب العربية الإسرائيلية", حسب تعبيره.

وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, قالت أيضا إن إسرائيل التي يحكمها الآن أكثر الحكومات تطرفا, تعيش أفضل أيامها, بسبب التقارب غير المسبوق بينها, وبين عدد من الدول العربية, على رأسها مصر.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 يونيو, أنه بدلا من ممارسة الضغوط على إسرائيل لتحقيق السلام, أصبحت الآن تنعم بتقارب المصالح مع عدة دول عربية, كما أصبحت علاقتها مع مصر والأردن أكثر متانة, حسب تعبيرها.

وتابعت " أحد المسئولين الإسرائيليين وصف مؤخرا الوضع في المنطقة بأنه أنباء سارة لتل أبيب, لأن مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لم تعد الحدث الأكبر في الشرق الأوسط".

وأضافت " انشغال الغرب بالأزمات بسوريا والعراق وليبيا واليمن، جعله لا يهتم كثيرا بالصراع العربي الإسرائيلي, كما تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على قائمة الأولويات الإقليمية والدولية". 

واستطردت الصحيفة " الأمر اللافت أنه بينما تحكم إسرائيل حاليا أكثر الحكومات تطرفا, والأقل اهتماما بالتوصل لتسوية للصراع مع الفلسطينيين, يحدث في المقابل, تطور غير مسبوق في علاقات تل أبيب مع عدد من الدول العربية، خاصة مصر".

وتابعت "بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين من السلطة في مصر، زاد التقارب بشكل كبير ولافت بين القاهرة وتل أبيب, خاصة أن النظام الحالي في مصر يشترك مع إسرائيل في العداء تجاه حركة حماس, التي تسيطر على قطاع غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الحالي في مصر يناصب حماس العداء, في ضوء حربه الداخلية مع جماعة الإخوان, والنظر إلى حماس على أنها امتداد لفكر الجماعة, حسب تعبيرها.

وخلصت إلى القول إن تنامي العلاقات مع مصر, هو ما يحقق طموح إسرائيل بالتقارب مع الدول العربية, وهو ما يحدث حاليا.

وكان الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية إيلي أفيدار, قال أيضا إن النظام المصري يعد اليوم الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل في المنطقة، ويمتلك مصلحة حقيقية في توثيق علاقاته معها، حسب زعمه.

وأضاف أفيدار في مقال له في مطلع يونيو أن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يصب في مصلحة النظام المصري والعلاقات المتنامية بين القاهرة وتل أبيب.

وتابع " ليبرمان لديه خطة قاسية ضد قطاع غزة, الذي يرى فيه النظام المصري مصدر تهديد, بسبب وجود حركة حماس فيه, والتي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين, وتوفر دعما للحركات الجهادية في سيناء", على حد قوله. 

واستطرد " مصر تقف اليوم أمام تهديد أمني آخذ بالتصاعد من قبل المنظمات الإسلامية الراديكالية، لا سيما من قبل تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة، ولذا فإن خطط ليبرمان ضد غزة ستساعد النظام المصري كثيرا في التصدي لهذه المنظمات".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل