"الأسماك المفترسة تحاصر السواحل المصرية" .. البيئة تكذب: شواطئنا آمنه.. وخبراء : اتهام دول بتوجيهها لمصر "لعب عيال"!

أصابت الهجمات المتكررة للأسماك المفترسة علي المصطافين بشواطئ السواحل المصرية، حالة من الهلع والفزع بين المترددين علي المدن الساحلية، ما أضطرت علي إثره السلطات لمنع النزول الي الشواطئ ذات الخطورة العالية، لحين التحقق من سلامتها.

كانت البداية في مارس قبل الماضي حينما بدأت السلطات المصرية حملات مكثفة للبحث عن سمكة قرش التهمت سائحا ألمانيا كان يسبح خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية المطلة على ساحل البحر الأحمر.

أعقبه هجوم آخر من سمكة قرش علي المصطافين في احد شواطئ البحر الأحمر، تسبب في بتر كامل للساق اليسري لشاب مصري من محافظة السويس كان يسبح خلال رحلة بحرية مطلع الشهر الماضي.

وأعلنت في أعقابه أجهزة الأمن عن ضبط تشكيل عصابي لتصدير أسماك القرش لسواحل مصر، بهدف ضرب السياحة وترويع السائحين من زيارة مصر، إذ قامت بالتحفظ علي

مركب صيد تدعي الحاج رجب، بعد رصد قيام طاقمها بتسلم حقيبة سوداء اللون من أحد المراكب العملاقة عند نقاط وعلامات دولية فى عرض البحر وتبين وجود أسماك قرش في تلك الحقيبة.

وأخيرًا فوجئ المصطافين بشواطئ "مارينا" أمس بحوت عملاق يهاجم السباحين بالمياه، واقترب الحوت العملاق لمسافة قريباً جداً من الشاطئ، إلا أنه لم يصب أحدهم بأذي بعدما لاذوا بالفرار للشاطئ فور رؤية الحوت العملاق.

الدكتور علاء الحويط، أستاذ بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، رجح ظهور الأسماك المفترسة بكثرة في السواحل المصرية يعود إلي إيقاف صيد أسماك القرش بموجب قانون البيئة قبل 3 أعوام، ما أدي إلي زيادة أعدادها علي غير المعدل الطبيعي، لافتا إلي أن إقتراب هذه الأسماك من الشواطئ نتيجة نشاط الحواجز المائية المثبته في القري السياحية، والتي تجعل من تلك الشواطئ بيئة صالحة لنمو مجموعة الأسماك التي تتغذي عليها الأسماك المفترسة.

وشدد علي ضرورة العمل علي تحديد مساحة من المياة للإستخدام الترفيهي بواسطة حواجز من الشباط تجنبًا لخطورة التواجد بالقرب من أماكن تجمع الأسماك المفترسة.

وأشار الي أن تلك الحوادث ليست الأولي من نوعها، وانما تتكرر كل عام، لكنها زادت وتيرتها مؤخرًا، فضلا عن تسليط الضوء عليها بكثافة من قبل وسائل الإعلام، مستبعدًا أن يكون هناك أطراف تستخدم ذبذبات لتوجيه سمك القرش لمهاجمة السواحل المصرية.

اما الدكتور محمد ناجي، مدير مركز حابي للبيئة، قلل من خطورة تلك الهجمات المتكررة، قائلا أنها مجرد حوادث فردية بسيطة من قبل أسماك شاردة من الأنواع غير المعتادة بالنسبة لنا، يمكن ان تكون بفعل التغيرات المناخية التي دفعت تلك الأنواع للهرب نحو الشواطئ بشكل عشوائي.

وأضاف: ينبغي علي وزارة البيئة دراسة تلك الظاهرة للوقوف علي ملابساتها، و الأسباب وراء نمو وانتشار النوعية المفترسة من الأسماك، والتعرف علي اتجاه سباحتها، وصفا اتهامات دول بتوجيه تلك الأسماك بـ"لعب عيال" لا يمكن تصديقه.

ورأي الدكتور محمد سالم، رئيس الإدارة العام للتنوع البيولوجي، إن ظهور الحيتان بالسواحل المصرية أمر طبيعي، لاسيما وأنها لا تمثل أي خطورة على البشر ولم يذكر على مر التاريخ أن هاجم حوت البشر، بإستثناء الحوت القاتل في القطب الشمالي والجنوبي.