المحتوى الرئيسى

هُنا الأَلم ..

07/09 17:34

كنتُ أتخذُ دور القارئ للوجوه وقتها.. كثيرات من الفريق قررنَّ التأمُلَ في الأرض التي كانت تسيل فيها مياه لم نعرف لها مصدراً ومُلئت بأعقاب السجائر والأكياس الورقية وجمعٌ من الحشرات الذي ارتبك خط سيره على وقع أقدامنا الكبيرة.. وكأنه خَجلٌ يخبِر عن حال أصحابه بقلة الحيلة وانعدامِ الوسيلة!

فلم تكنّ مطياتنا إلا النوايا واستذكار دابة عمر بن الخطاب التي خَشي عليها أن تتعثر في أطراف دولته وطير عمر بن عبدالعزيز الذي اتقى الله بتلاصقِ أمعائه الصغيرة فنثر له الحَب على رؤوس الجبال.. هاهُنا أم فقيرة لثلاثة عيال من ذوي الاحتياجات الخاصة تلازمُ باب الدار مللاً، وأم ترضى بقدرها لدرجةِ أن تقبلت أن تنام هي وفلذات ُأكبادها تحت سقفِ يؤول للسقوط في أي لحظة، وهنا ذكرى رجل قد رحل في رمضان العام الماضي تاركاً خلفة زوجة ألقتها الحاجة في طريقنا فأبت أن تقابل الإحسان إلا بالإحسان ودفعت إلينا بأقراص مدمجة تحمل تسجيلات دعوية عن روح الزوج الذي أورثها بؤسهُ ورحل.. أي وفاءٍ هذا، أيُ قلبٍ هذا!

هذا بعض ما نقلته لكم كما رأيته وتبقى أشياء كثيرة ترفض إلا أن تبقى أحفورة نادرة خالدة بالذاكرة تُشاهدُ لمرةٍ واحدة ولا تُحكى ولا تُقال.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل