المحتوى الرئيسى

نتنياهو يقص شريط عودة العلاقات الإفريقية.. إسرائيل تنفذ مخطط «الاستيطان الاستثماري» في القارة السوداء.. الاحتلال يفعّل اتفاقياته مع «التحالف الدائر» من أجل تطويق مصر وحصارها مائيًا

07/09 16:33

تدرك إسرائيل الأهمية الإستراتيجية للقارة الأفريقية، ولذلك دأبت خلال سنوات طويلة من القطيعة، على التوغل ببطء فيما عُرف سياسيًا باستراتيجية «التوغل الناعم»، التى تعتمد في المقام الأول على إغراء دول القارة السمراء، بدعمها في كافة المجالات، وعلى رأسها الاقتصادية والعسكرية.

وانطلاقًا من هذه الأهمية، جاءت جولة نتنياهو الأفريقية، الذي ذهب رفقة 80 رجلا من أبرز رجال الأعمال في إسرائيل وبمجموعة من المشاريع الاقتصادية والتنموية والوعود المغرية، الاثنين الماضي، بدايةً من أوغندا، مرورًا بكينيا ورواندا وانتهاءً بإثيوبيا، التي تعد أكثر المحطات جدلا، خصوصًا أن ثمة أزمة مندلعة بين أديس أبابا والقاهرة بشأن سد النهضة، لكن هذه الزيارات جاءت بعد عمل دؤوب وتخطيط مكثف، دام سنوات، في صمتٍ تام، من أجل تنفيذ سيناريو التوغل الناعم وتشكيل التحالف الدائر، الذي يعتمد على توطيد العلاقات مع الدول المحيطة بالدول التي تعتبرها إسرائيل خطرًا عليها، وتحديدًا مصر والسودان.

إسرائيل لا تستهدف من كل تلك المحاولات سوى ضمان أمنها المائي والحصول على حصة ثابتة من مياه نهر النيل، وهي خطة قديمة تعود إلى سنة 1903 عندما قدم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية للحكومة البريطانية مشروع توطين اليهود في سيناء، واستغلال ما فيها من مياه جوفية وكذلك بعض مياه النيل، لكن بريطانيا، التي كانت تستعمر مصر وقتها، وتستفيد من زراعتها، رفضت هذه الفكرة.

وفي عام 1974 طرح المهندس الإسرائيلي، إليشع كالي، مشروعًا باقتراح نقل مياه النيل إلى صحراء النقب عبر أنابيب تمر أسفل قناة السويس، لكنه قوبل برفض الجهات المصرية، ثم أعادت إسرائيل طرحه سنة 1986 و1989، ثم ظهر مرة أخرى في كتاب أصدره اليشع كالي سنة 1991 تحت عنوان «المياه والسلام»، لكنها حين أيقنت بالفشل بدأت تستخدم مخطط التطويق من أجل الضغط على مصر والسودان.

وبحسب خبراء الشأن الإسرائيلي، فإن مخطط التطويق بدأ بتقسيم السودان، لضمان ميلاد دولة جديدة تدين بالولاء لإسرائيل، إذ لعبت دورا هاما في انفصال جنوب السودان، وهو ما أكده جوزيف لاقو، مستشار الرئيس سلفاكير، للمهمات الخاصة، وزعيم حركة الأنيانيا الجنوبية الانفصالية في خمسينات القرن الماضي، الذي اعترف في كتابه «حركة تحرير جنوب السودان»، بالدعم الذي قدمته إسرائيل للحركة، أثناء قتالها ضد حكومة الخرطوم.

كما تعد إريتريا أكبر قاعدة للوجود العسكري الإسرائيلي في إفريقيا، حيث كشفت وثيقة صادرة عن إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الإسرائيلية في شهر أغسطس عام 1997 عن وجود ما بين 500 إلى 700 مستشار عسكري من مختلف صنوف الأسلحة يتولون تدريب القوات الإريترية، إضافة إلى قيادة بعض الوحدات المهمة مثل بعض القطع البحرية وتشمل المنظومات الإلكترونية، ووسائل الدفاع الجوي والبحري، ومحطات الرادار.

أما المخطط الثاني فهو الاستيطان الاستثماري، وذلك من خلال الشركات الاستثمارية الإسرائيلية، التي تجاوز عددها الـ 100 شركة، في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاتصالات، والبنية التحتية، والزراعة، وكذلك الشركات العاملة في مجالات بناء السدود، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أعلن نتنياهو خلال جولته المثيرة، 13 مليون دولار من إسرائيل لإفريقيا فى البنك الدولي مع استخدام المزايا النسبية لإسرائيل.

كما وعد حلفاءه الأفارقة بتقديم المشاريع المالية من خلال إنشاء آلية لخفض التكاليف للشركات الإسرائيلية لممارسة الأعمال التجارية في أفريقيا، وإنشاء وكالة في وزارة الصحة كمنصة للاتفاقات بين النظام الصحي الإسرائيلي والنظم الصحية في هذه البلدان الأفريقية، وتوفير المنح لدعم المنتجات التي تحتاج إلى نشاط في البحث والتطوير لتكييفها بخصوص التكنولوجيا.

وتحت عنوان «العلاقات الإفريقية الإسرائيلية تعود لأيام مجدها»، قال «بيسموت» السفير السابق لتل أبيب في نواكشوط، في مقال بصحيفة، إسرائيل اليوم، أن إفريقيا يمكن أن تفتح أسواق جديدة للمنتجات الإسرائيلية سواء الزراعية أو التكنولوجية وكذلك الأسلحة.

ولا يمكن تجاهل الأهداف السياسية للتحرك الإسرائيلي، داخل إفريقيا، إذ إنها تسعى للحصول على صفة مراقب لدى الاتحاد الأفريقي، وهم ما يضمن لها تواجدا كاملا في القارة، وعلاقة غير مباشرة مع دول شمال أفريقيا، ولضمان نتائج أفضل، أعلن نتنياهو أنه يخطط لزيارة غرب أفريقيا أسوة بالجولة الحالية التي تقوده إلى دول في شرق القارة. وأضاف أن «لقاءه بقادة شرق أفريقيا سيُنظر إليه في إسرائيل كنقطة تحول في قدرتنا على الوصول إلى عدد كبير من الدول الأفريقية.. هذه القمة تبشر بفتح عصر جديد في العلاقات بين إسرائيل ودول أفريقيا».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل