المحتوى الرئيسى

حين يصاب رونالدو بحمى الفوز بلقب يورو 2016!

07/07 15:59

فعلها رونالدو إذن! فقد قاد منتخب بلاده إلى نهائي يورو 2016، مطيحا بأحلام زميله في فريق ريال مدريد غاريث بايل ورفاقه (2-0)، لتتأهل البرتغال على حساب ويلز لنهائي بطولة الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا إلى غاية يوم الأحد القادم.

رونالدو أحرز الهدف الأول (50) وصنع الثاني لناني (53)، وللمفارقة، حصل ذلك في ذات اليوم الذي تلقى فيه منافسه الرئيسي الأرجنتيني ليونيل ميسي هدّاف برشلونة عقوبة السجن 21 شهرا بتهمة التهرب الضريبي في إسبانيا مع وقف التنفيذ. وفي هذه المباراة عادَل حامل لقب الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، الرقمَ القياسي للأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الهداف التاريخي لكأس الأمم الأوروبية برصيد تسعة أهداف.

ورغم كل هذا أظهر رونالدو تواضعا شديدا فاجأ به الكثيرين ممن يتهمونه بالنرجسية المفرطة. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد البرتغالي عقب الفوز على ويلز، قلّل "الدون" من حجم إنجازاته مشيرا إلى أن "تحطيم الأرقام القياسية أمر رائع، لقد فعلت ذلك من قبل للنادي والمنتخب، الأمر أصبح عاديا، ولكن الأهم الآن هو الوصول إلى النهائي".

الملفت أيضا أن رونالدو سارع إلى مواساة زميله في ريال مدريد غاريث بايل. كما أنه في جميع تصريحاته أشاد بقوة بالروح الجماعية وروح الفريق لدى منتخب بلاده وذلك دون أن ينتقد أخطاء زملائه، وكأنه بذلك يريد الاعتذار عن أداء المنتخب المتواضع عند بداية البطولة وأيضا عن السلوك الغريب الذي بان عليه حين ألقى بميكروفون أحد الصحفيين في النهر، وعن استخفافه بمنتخب أيسلندا عقب تعادل الفريقين 1-1 في أول مباراة لهما.

وكذلك لأنه تحدث بلغة الجمع هذه المرة، إذ قال رونالدو: "نشعر بسعادة فائقة لأننا حققنا إنجازا، الأمور لم تسر بشكل جيد في بداية البطولة، لكننا كنا نثق دائما في قدرتنا على تحقيق التقدم".

ويأتي فوز المنتخب البرتغالي المقنع هذه المرة بعد أن واجه انتقادات عديدة لأنه لم يلمع في هذه البطولة. ليس هذا فحسب، بل إنه لم يفز في أي من المباريات التي خاضها في التوقيت الرسمي للمباريات. فقد أنهت البرتغال منافسات دور المجموعات بثلاثة تعادلات وفي المركز الثالث، لتستفيد من قوانين البطولة الجديدة التي سمحت بتأهل أفضل أربعة فرق صاحبة المركز الثالث إلى دور ثمن النهائي.

ورغم أن المنتخب البرتغالي كان الأفضل حينها أمام أيسلندا (1-1) والنمسا (0-0) إلا أنه لم يفز أمامهما. كذلك الأمر أمام المجر (3-3)، هدفان منهما حملا توقيع رونالدو. وأمام كرواتيا في دور الستة عشر، لم يحسم المنتخب البرتغالي المباراة إلا في أشواط التمديد (كواريشما 117)، وبعد ذلك في ربع النهائي عبر ضربات الترجيح أمام بولندا (3-5). أما الآن وأمام ويلز، فقد تغيّر الأمر وكان الفوز مستحقا وفي التوقيت الأصلي للمباراة، وهو أفاق حمى الحلم باللقب في جميع أنحاء البرتغال.

ومن منطلق أن الهدف الآن بات اللقب فقط، أطلّ المدرب فيرناندو سانتوس في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة للتأكيد بجديته المعهودة على فريقه "لم" ينجز شيئا بعد، وأن الأمر "لا يتعلق بالتأهل إلى النهائي وإنما الفوز بلقب البطولة".

وهناك في البرتغال لم يندمل بعد الجرح الذي خلفه نهائي البطولة الأوروبية التي نظمت على أرض برتغالية لكن اللقب ذهب إلى اليونان، بعد أن اصطدم أصحاب الأرض بالحائط الفولاذي الذي شيده المدرب الألماني آنذاك أوتو ريهاغل.

ومنذ ذلك الحين تريد الذاكرة الجماعية الكروية محو تلك الذكرى الحزينة، ولهذا لا بد من الفوز، لأنه وحسب كريستيانو رونالدو "البرتغال تستحق اللقب، والجمهور يستحق اللقب، وأنا أستحق اللقب".

ويبدو رونالدو مصرا على ترك بصمات تاريخية في البطولة الجارية، التي تكهن الكثيرون بأنها قد تكون فرصته الأخيرة للتألق مع منتخب بلاده، ولهذا صرح أنه "دائما يحلم بتحقيق شيء ما مع البرتغال"، مضيفا "قد يصبح الحلم حقيقة الآن، أتمنى أن نترك الملعب بابتسامة يوم الأحد وليس بالدموع مثلما حدث في 2004".

أما بالنسبة لمنتخب ويلز فإنه ودع البطولة ورأسه مرفوع تماما مثل أيسلندا التي سلبت قلوب الجماهير. وأثار أداء ويلز إعجاب محبي كرة القدم لما أبانت عليه كتيبة المدرب كريس كولمان على استماتة وحماسة وروح فريق عالية. وقد انحنى الجمهور لهذا الفريق وأبى أن يغادر مكانه على ملعب ليون مساء الأربعاء قبل إنشاد الأغاني التقليدية لويلز حيث امتزج شعور الفخر بالحسرة، في وقت كان لاعبو البرتغال قد غادروا المكان سلفا وتركيزهم منصب على النهائي المنتظر بينهم وبين الفائز في مباراة فرنسا وألمانيا.

قبل بدء بطولة كأس العالم في السويد عام 1958 حصل كل لاعب في المنتخب الألماني على عشرة ماركات. وبعد هزيمتهم في مباراة نصف النهائي أمام السويد، أرسل المدرب سيب هيربيرغر لاعبيه للتسوق. وقد جمعت المباراة على المركز الثالث منتخب ألمانيا مع فرنسا.

في تلك المباراة منيت ألمانيا بأعلى خسارة 6:3، وفيها أيضا حقق اللاعب الفرنسي Justo Fontaine 13 هدفا، وهو رقم قياسي ما زال قائماً حتى يومنا هذا. آنذاك تغيّب من المنتخب الألماني فريتس فالتر وهورست إيكل وأوفه زيلر.

بعد 24 عاما اختلف الأمر وذلك في نصف نهائي بطولة العالم في إسبانيا عام 1982. ليتبارسكي سجل الهدف الأول في الدقيقة 17 وبعد تسع دقائق سجل ميشيل بلاتيني هدف التعادل.

وفي هذه المباراة حصل خطأ كبير من حارس مرمى ألمانيا طوني شوماخر، والذي خرج من المرمى في الدقيقة 57 واصطدم بكوعه باللاعب الفرنسي Patrick Battiston. الحكم والجمهور لم يشاهدوا ما حدث لكون أعينهم كانت تتابع الكرة.

.. الكرة تصطدم بقائم المرمى واللاعب Patrick Battiston يبقى مغمياً عليه على الأرض، ليغادر الملعب لاحقا بكسور في الرقبة وقد فقد اثنين من أضراسه.

.. وتستمر الدراما بعد تمديد المباراة. الفرنسيون يتقدمون بهدف من Marius Tresor ثم يرفع اللاعب Alain Giresse الفارق إلى 3:1، لكن كارل هاينس رومينيغه وكلاوس فيشر يحرزان التعادل، ليتم حسم المباراة بركلات الترجيح.

الفصل الرابع والأخير من هذه المباراة (مونديال 182): ألمانيا متأخرة بهدفين إلى ثلاثة أهداف في ركلات الترجيح لأن أولي شتيليكه لم يسجل هدفه، إلا أن حارس المرمى الألماني شوماخر ينجح في صد ركلتين من Didier Six و Maxime Bossis. ثم يسجل هورست هروبيش ركلته، لتتأهل ألمانيا إلى النهائي وتخسر بعد ذلك أمام إيطاليا.

لقاء آخر يجمع بين ألمانيا وفرنسا بنصف النهائي في بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك. آنذاك فاز الفرنسيون على البرازيل ليواجهوا منتخب ألمانيا بقيادة المدرب فرانس بيكينباور، لتقول الماكينات كلمتها الأخيرة وتفوز بهدفين لصفر.

سيطر اللاعبون الفرنسيون على المباراة في الدقائق الثمانين الأولى، لكن رودي فولر حطم آمالهم قبيل نهاية المباراة. وفيها أثبت الألمان أنهم فريق بطولات وأن أداءهم يتصاعد مع تقدم البطولة. لكن الأرجنتين فازت بالكأس.

المواجهة الرسمية الأخيرة بين منتخبي ألمانيا وفرنسا كانت قبل سنتين في كأس العالم بالبرازيل 2014. وهذه المرة في مباراة ربع النهائي حين أحرز المدافع ماتس هوملز هدفاً مبكراً في الدقيقة 12، الأمر الذي منح المنتخب الألماني المزيد من الثقة بالنفس.

قبيل انتهاء المباراة لاحت فرص كثيرة للمنتخب الفرنسي، وكان أفضلها في الوقت بدل الضائع للاعب كريم بنزيما الذي حرم من المشاركة في بطولة فرنسا، لكن حارس المرمى مانويل نوير تصدى للكرة وأنقذ فوز ألمانيا بهدف لصفر.

والآن سيلعب المنتخبان في نصف نهائي يورو 2016 على أرض فرنسا، في أول لقاء بين الفريقين في بطولة أمم أوروبا.

ماريو غوميز مصاب ولن يشارك، كذلك الأمر بالنسبة لسامي خضيرة. وباستيان شفاينشتايغر مصاب أيضا لكن مشاركته لم تحسم بعد. ماتس هوملز ممنوع من المشاركة بعد نيله بطاقتين صفراء. والتحدي المطروح أمام المدرب يواخيم لوف البحث عن أفضل البدائل لسد الفراغ الناجم عن غياب أعمدة الفريق.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل