المحتوى الرئيسى

نتنياهو في إفريقيا.. أسباب الزيارة وحلم العودة الذي يراود إسرائيل (تقرير)

07/07 23:34

أخذت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الدول الإفريقية الأربعة (أوغندا، وكينيا، ورواندا، وإثيوبيا) منذ أيام، اهتمامًا واسعًا في الأوساط العالمية والإقليمية، كونها أول زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي منذ عام 1987.

وبدأ نتنياهو جولته الإفريقية بزيارة أوغندا، والذي قدّم العزاء – إن صح القول – لنفسه أمام قبر أخيه جوناثان نتنياهو الذي قتل في عملية إنقاذ رهائن إسرائيليين بأوغندا عام 1976.

ويشار إلى أن أوغندا كانت من ضمن الدول التي رأت المنظمة الصهيونية العالمية أن كون وطن قومي لليهود في إفريقيا، بجانب الأرجنتين وفلسطين.

وتأتي هذه الزيارة لاستعادة " أسس هشة"، حسبما ذكرت صحيفة نيوزويك، بين إسرائيل وإفريقيا، بعد قطع العلاقات بين إفريقيا وإسرائيل في أعقاب حرب 1973 تحت ضغط وتأثير عربي، إلا أن إسرائيل نجحت في استعادة هذه العلاقات مرة أخرى، وتُوجت مساعي إسرائيل بزيارة نتنياهو الأخيرة إلى إفريقيا.

واعترف نتنياهو بأن هذه الزيارة هي محاولة لاستعادة هذه العلاقات، وقال "كانت إسرائيل على القائمة السوداء في أفريقيا، بدأت أساسا من خلال الضغط السياسي من العديد في سبعينات القرن الماضي، واستغرق الأمر بعض الوقت للتغيير".

ولعل أبرز أسباب زيارة نتنياهو إلى إفريقيا، هي القيام بأعمال التجارية والحصول على بعض الخدمات، وهو ما أعلن عنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من إطلاق حزمة 13 مليون دولار للدول الإفريقية، تشمل قطاعات الزراعة والصحة والأمن الداخلي.

وفي هذا الصدد، يقول علاء الفار، الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن الحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعات في شهري يناير وفبراير الماضي، حضرها مسؤولون أفارقة، مؤكدًا أن هذه الاجتماعات أكدت على تعاون إسرائيلي مع دول حوض النيل في ملف المياه والسدود، بالإضافة إلى مشروعات مختلفة في مجالات الطاقة والكيماويات.

وأضاف الفار لـ"مصراوي"، أن هذه الاجتماعات جهزت لزيارات إسرائيلية متعاقبة إلى دول غرب إفريقيا في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد لعب دور المراقب داخل المجتمع الإفريقي.

وتريد إسرائيل حشد التأييد لصالحها من الدول الإفريقية في مسألة بناء مستوطنات في الضفة الغربية والحصار المفروض على غزة، خاصة بعد إدانة المجتمع الدولي لبناء المستوطنات الإسرائيلية في أكثر من مناسبة، وقد أكد ذلك ارييه عوديد، السفير الإسرائيلي السابق لدى كينيا وأوغندا الاذاعة الالمانية لـDW، بقوله " الامم المتحدة بها العديد من القرارات التي تستهدف إسرائيل، ونحن نريد تغيير هذا بمساعدة من الأفارقة".

وهو ما قال له الدكتور أيمن شبانه، الخبير بالشؤون الإفريقية لـ"مصراوي"، إن إسرائيل تريد التحكم في الثقل التصويتي للدول الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو ما برز في دعم إثيوبيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن لمنح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي ميريام ديسالين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي، "إسرائيل تعمل بجهد كبير في عدد من البلدان الأفريقية، وليس هناك أي سبب لحرمانها من وضع المراقب".

وكانت إسرائيل عضوا مراقبا في منظمة الوحدة الأفريقية حتى 2002 ، لكنها حلت واستبدل بها الاتحاد الأفريقي، الذي تسعى إسرائيل للحصول على صفة مراقب به.

ولا يغيب عن إسرائيل، إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة فلسطين كدولة مراقبة غير عضو في عام 2012؛ لذا فهي تريد الدول الأفريقية جنب إلى جنب معها في الأمم المتحدة.

ومن جملة أسباب زيارة نتنياهو إلى إسرائيل حسبما يقول الدكتور أيمن شبانه، هو التنسيق الأمني بين إسرائيل بين وإفريقيا في مواجهة الجماعات المسلحة التي تؤرق الأنظمة الإفريقية، بالإضافة إلى تأمين إسرائيل الملاحة على البحر الأحمر من خلال إقليم القرن الإفريقي، الذي يتحكم في مضيق باب المندب، أيضًا التأثير على الأمن المائي والغذائي للدول العربية وأهمها مصر خصوصًا في مشروع سد النهضة.

ما تأثير هذه الزيارة على مصر؟

يقول علاء الفار الباحث في الشأن الإسرائيلي، إن هذه الزيارة تضر بمصالح مصر السياسية والاقتصادية، حيث تسعى إسرائيل إلى سد الفراغ المصري والعربي في إفريقيا من خلال التواجد السياسي والمشاريع المائية التي ستعوض الفاقد عند إسرائيل من المياه بسبب فشل مشروعات مائية لها عبر البحر الميت.

وأضاف الفار، أن نجاح هذه الزيارة يعد انتصار سياسي إسرائيلي على مصر في القارة الإفريقية، لأن الوجود الإسرائيلي يضر بالأمن القومي المصري، ويشرك إسرائيل التي تعد حليفًا قويًا لدول مثل إثيوبيا وكينيا في اتخاذ مواقف وقرارات لا تتوافق مع السياسة المصرية، بالإضافة إلى "خنق مصر مائيًا، حسبما يقول الدكتور أيمن شبانه، خبير الشؤون الإفريقية.

واقترح شبانه، أن تعمل مصر سريعا في إفريقيا بلغة المصالح، وإعلان عن جدول زيارات سنوية يقوم بها رئيس الجمهورية إلى الدول الإفريقية، لتبادل المصالح المشتركة بين الطرفين، وهو ما سيعزز استعادة دور مصر الإفريقي كما كان عليه أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل