المحتوى الرئيسى

مظاهر وتقاليد جزائرية في عيد الفطر

07/06 23:16

للجزائر طقوس في عيد الفطر المبارك لاتختلف كثيرا عن نظيرتها في الدول الإسلامية، فالقاسم المشترك صلاة العيد في المساجد، حيث  يتبادل المصلون تحية العيد والأمنيات بعودة العيد والناس بخير.

تحية العيد في الجزائر"صحة عيدكم" وتتبعها عبارات تحمل أمنيات " تعيّدو وتزيدو، وتفرحو بالعزاب والعواتق " وتعني ينعاد العيد عليكم كل عام ، وتفرحون بالشباب والبنات ، هذه أمنيات تتبادلها النسوة ، تهاني العيد تستمر يومي العيد هب المدة الرسمية ، عطلة مدفوعة الأجر.

على الساعة السابعة يشرع المصلون في صلاة العيد بالمساجد الجزائرية ، بعد انتهائها يعود المصلون إلى منازلهم ، حيث تتناول العائلة حلوى العيد ( مقروط ، بقلاوة ، شاراك ، غريبية ، صمصة، دذايرية ) وغيرها من أنواع الحلوى تجتهد ربات البيوت في تحضيرها استقبالا للعيد والزوار من الأهل والأصدقاء ، يقدمون الحلوى مع القهوة والحليب ، والشاي الأخضر احتفاء بضيوف تحملوا مشقة السفر ليقدموا التهاني بالعيد..

لكن هذه الزيارات أصبحت قليلة  كما قالت زليخة ( ربة عائلة 55 سنة) لمصر العربية " كنا زمان تزور العائلة كبيرها ، ويهنئنون بعضهم بالعيد، الناس تزور بعضها بالعيد أهل وجيران وأصدقاء ، لكن هذه الأيام ، خاصة بعد سنوات الإرهاب في التسعينات من القرن الماضي تراجعت  الزيارات، وأصبح كل واحد يحتفل بالعيد مع عائلته ، وغابت العلاقات الدافئة بين الأهل ، وسيطرت المصلحة على العلاقات "

ورغم هذه الشكوى من انكماش العلاقات الاجتماعية يلاحظ المتجول في شوارع المدن الجزائرية تبادل الزيارات بين الأهل ويسمونها  " زيارة التغافر " للأهل ، ليطلب الأبناء الصفح والرضا من الوالدين ، خاصة  رضاء الأم ، لما للأم من  مكانة كبيرة بالمجتمع الجزائري.

وتفسر كريمة أستاذة ثانوي لمصر العربية أسباب انكماش العلاقات الاجتماعية "بارتفاع  تكاليف الحياة ، والضيافة غالية الثمن ، فعوضت  الهواتف الذكية واللوحات الألكترونية الزيارات برسالة قصيرة ( صحة عيدكم ) بلا عناء ازدحام الطرق أو السفر للأهل في المناطق البعيدة ، يكفي اتصال هاتفي يسأل عن أهله ويتبادلون التهاني  بالعيد هاتفيا ، كل واحد يمضي العيد لوحده فراحت بركة فرحة المفطر بعيد الفطر"

قلة التزوار لا تنعكس على فرحة الأطفال "بالعيدية" فالجزائريون يعطون العيدية للأطفال بالشارع تعبيرا عن بركة العيد بضحكة الأطفال وهم يرتدون ملابسهم الجديدة ، ومعهم ألعابهم.

وتحضيرات فرحة الأطفال قبل أسبوع من حلول العيد، تقوم العائلات بشراء لوازم العيد لاطفالهم ، فتكتظ الأسواق بالعائلات مصطحبين الأبناء لانتقاء مايناسب وتتحمله ميزانية الأسرة، لأنه "موسم" للتجار فيرفعون أسعار الملابس.

في الجزائر عرف اجتماعي في العيد " التغافر " أي يغفرون لبعضهم البعض سوء تفاهم أدى لقطيعة بين جارين أو بين الأهل ، يتعانقون " السماح خويا " فيرد الآخر " السماح ساعة شيطان وراحت " وتكون المغافرة أمام الناس ، فيشهدون على الصلح ويباركونه ، فكل الخصومات تجد حلولها في العيد.

في العيد تمتليء المقابر بالزوار ، يحملون باقات الريحان والورود يضعونها على قبور أحبتهم ، ويقرأون الفاتحة على أرواحهم ، ويوزعون الحلوى أو النقود  على الفقراء تقربا لله ليرحم  أمواتهم ، وعادة الفقراء  يقصدون المقابر ليحصلوا على " العيدية "،..

وقالت كريمة لمصر العربية " نحن نزور قبر بابا ، توفي قبل أربع سنوات نزوره كل عيد إجباري ، وعندما نشتاق كثيرا نزوره الإثنين، وزيارتنا للمقبرة بالعيد بعد الظهر، وفي الصباح الزيارات للأحياء، نتبادل التهاني بالعيد"

وفي العيد تنشط الجمعيات الخيرية بتنظيم زيارات للمشافي ودور المسنين ومراكز الطفولة المسعفة ، فيحملون لهم الهدايا والحلوى والورد ، يشعرونهم بجو العائلة المفقود لديهم.

وقالت الناشطة الإنسانية ياسمين جنوحات وهي شاعرة لمصر العربية "نقوم بزيارة المرضى بالمستشفيات، الذين ذووهم لا يستطيعون المجيء، ونخصص زيارات لدار المسنين، الذين أنكرهم ابناؤهم ورموهم في هذه الدور، نعوضهم قليلا من حنان الأبناء، كما ننظم زيارات لمراكز الطفولة المسعفة، لايعرفون معنى العائلة فهم لايعرفون والديهم، نحاول إدخال البهجة على قلوبهم  في العيد ليشعروا بدف الأسرة المحرومين منها "

الحفاوة بالعيد قبل أسبوع من حلوله ، بتنظيف المنزل وأثاثه ، وتحضير الحلوى ، وشراء ملايس العيد ، وتحضير مأكولات العيد ، وهي أكلات شعبية " كسكسي بالخضر واللحم " أو " الرشتة بالدجاج "

ليلة العيد تضع النساء الحنة في أكفهن وأكف اطفالهم، كفأل خير على المحبة والتآلف، وقالت الحاجة فاطمة " الحنة حنينة، يتعلم الطفل الحنان والرأفة في حياته " فالطفلة تحني كفها، والصبي يحني أصبعا من أصابع كفه.

وفي صباح العيد يرتدي الأطفال ملابسهم الجديدة، كالفراشات  يصطحبهم أهلوهم  في زيارات الأقارب أو يأخذونهم إلى مدينة الملاهي، التي تعيش بهجة العيد بأسراب الأطفال يلعبون في مختلف الألعاب الترفيهية.

يسعى المحسنون والجمعيات الخيرية إلى ترسيخ قيم التضامن، وإعطائها بعدا روحيا من خلال تعاليم الإسلام الحنيف، من أبرز صور التضامن جمع زكاة عيد الفطر وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في كل حي تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية، بتكليف لجان المساجد على جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل