المحتوى الرئيسى

في العيد : الألعاب النارية.. فرحة تحفها المخاطر

07/06 19:07

وسط أجواء من الفرحة والسعادة بقدوم العيد حيث ارتداء الملابس الجديدة و(العيدية) يتنافس الأطفال بل والشباب بإحداث طلقات مدوية قد تسمع صوتها يأتيك من بعيد، وقد ترى بريقها يملأ السماء، بألوان زاهية تخطف الأبصار.

ولا تختلف كثيرا طقوس الأعياد في بلادنا الإسلامية والعربية، فما إن تنتهي صلاة العيد حتى يشرع الأطفال في إشعال فتيل ألعابهم النارية وتراهم (كالنمل) يعرفون أين تباع هذه الألعاب؟

لكن ما يستدعي القلق أن معظم الأطفال لا يكونون على دراية كافية بطريقة استخدام هذه الألعاب النارية بشكل آمن، ومنهم من يستخدمها دون قراءة تعليمات إشعالها، وهو ما يجعلهم عرضة للإصابة بمخاطر في العين أو حروق أو غيرها من المشكلات التي قد تسرق فرحتهم بالعيد .

فوفقا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون هناك أكثر من 8500 حالة إصابات سنويًا في الولايات المتحدة جراء استخدام الألعاب النارية. منها أكثر من 2000 إصابة في العيون. وثلث تلك الإصابات في العين تتسبب بأضرار دائمة، ربعها فقد تام أو جزئي لقدرات الإبصار.

ونستهدف من طرح هذه القضية تبصير الآباء والأمهات بمخاطر بعض الطلقات (الطائشة) التي قد تنال من أبنائهم لا قدر الله .

في البداية يقول الطفل لؤي هيثم: العيد بالنسبة لي يعني (صواريخ،ومسدسات صوت، وبمب)، فأنا أنفق معظم عيديتي على هذه الألعاب وكذلك أخي وأصدقائي.

وتري السيدة آمال احمد (ربة منزل) أن الألعاب النارية، (مبهجة لكنها خطيرة) فهي تبعث على الفرحة في الأعياد والمناسبات لكنها قد تسبب مخاطر كبيرة على مستخدميها وبالأخص الصغار، وروت كيف تضررأبناء جارتها العام الماضي جراء محاولتهم تصفية البارود من أحد الألعاب، وجمعه في علبة لقذفه من أعلى المبنى؛ ليحدث انفجارا كبيرا ، وللأسف اشتعل البارود في وجه وأيدي الأطفال بسبب تفاعله مع المعدن(المصفاه)التي كانوا يضعوه فيها ، فسبب لهم حروقا متفاوتة في الوجه واليدين وتم نقلهم للمستشفى مباشرة.

وعن أكثر السلبيات التي يفعلها بعض الأطفال يقول محمود علي(طالب جامعي)، عندما كنت صغيرا كنت أرى -ومازلت- بعض الأطفال يشعلون الصواريخ بشكل فيه ضرر بالغ عليهم ، حيث يقومون بتجميعها في زجاجة ويشعلونها فتنفجر وتتهشم ، وقد يصاب أحدهم إذا لم يبتعد بشكل كاف ، أو يتضرر أحد المارة.

اما علي سعيد(مهندس زراعي) فقد وصف هذه الألعاب (بالغير مضمونة)، وقال في الماضي لم تكن ألعاب العيد بهذه الخطورة الموجودة حاليا، ودعا الأهالي لتوجيه طاقة أبنائهم في اللعب في الملاهي أو مشاهدة عروض السيرك المثيرة التي تُطلق فيها العروض النارية دون خطورة عليهم.

في حين يرى الحاج(فتحى محمد) أنه من الممكن أن نفرح دون أن نضر بالأخرين، لاسيما وأن كثيرا من الشباب والصغار لا يراعون حق الكبير والناس في الراحة فيسهرون طيلة الليل يفجرون ويشعلون ألعابهم بشكل مبالغ فيه و مزعج ، وليس ذلك من الدين في شيء.

وبطرح قضية الالعاب النارية ومخاطرها علي المختصين من الاطباء أكد د كرم عبد العليم رئيس قسم الأنف والأذن والحجرة بمستشفى المطرية التعليمي أن الأصوات القوية والعالية التي تصدر من بعض الألعاب النارية تحدث ضررا بوظيفة الأذن ، حيث إن ضغط الصوت العالي يؤثر سلبا على طبلة الأذن وتضر بعظيمات الأذن فتحدث شعورا كما لو تلقى شخصا ما ضربة قوية على أذنه، فضلا عما تسببه الأصوات القوية والضوضاء من خلل في الأذن الداخلية، التي تحول الصوت من طاقة ميكانيكية إلى طاقة كهربية تسير في العصب ومن ثم نستطيع أن نسمع جيدا، هذا الخلل الذي يصيب الأذن الداخلية مع الوقت ينتج عنه ضعف سمعي.

وأوضح عبد العليم أن تأثير الأصوات العالية لا يظهر بشكل مباشر أو لحظي على الأذن ، فقد يظهربعد فترة طويلة، مبينا أن المفرقعات وما تصدره من أدخنة تهيج الأغشية المخاطية للأنف والجيوب الأنفية ، ولو كان الطفل أو مستخدم المفرقعات يعاني من مشكلة في الجيوب الانفية فإنه سيشعر بسبب هذه الادخنة بآلام وحرقان وانسداد بالأنف والتهاب بمنطقة الجيوب.

وأشار عبد العليم إلى أن تواجد الأطفال بالأخص في أماكن التي ليس بها هواء نقي والممتلئة بالأدخنة و روائح الاشتعال فأنها تضر بالجهاز التنفسي ولا يتوقف الأمر عند حساسية الجيوب الانفية فقد يصاب بحساسية صدرية وشعور بهياج وكحة وألم في الصدر و عدم القدرة على التنفس بشكل جيد، وتزداد المخاوف مع نقص المناعة لدى الطفل حيث إنه قد يصاب ببعض هذه الأعراض أكثر من قرنائه أصحاب المناعة القوية.

و عن الآثار السلبية التي قد تصيب العين بسبب سوء استخدام الألعاب النارية أكدت مدرس الصحة العامة بجامعة المنوفية وأخصائي طب وجراحة العيون د. شيماء شريف أن تعرض الطفل أو المستخدم للألعاب النارية متجددة الإشتعال بشكل مباشر، تزيد من خطورة تأثيرها على العين، حيث إن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يؤثر بدرجات مختلفة على المستخدم ، و تتوقف هذه الإضرار التي قد تلحق بالعين على مسافة الشخص من الصاروخ أو الألعاب المنفجرة وكمية المواد المتفجرة الصادرة منها، ودعت الآباء والأمهات إلى تحذير أبنائهم من الاقتراب من الصاروخ الذي لم ينفجر بعد لأنه قد ينفجر فجاة ، وعدم اشعال فتيل ما تم إشعاله من قبل .

وتكمن خطورة الألعاب النارية – تضيف د.شيماء- في احتوائها على مواد كيماويه تزيد من التهاب العين وتضاعف من تأثير الحرق، حيث يتعرض المصاب إلى حرق حرارى وحرق كيميائي أيضاوقد أاكدت أحد الدرسات الأمريكية الصادرة عن الهيئة الامريكية لحقوق المستهلك والتى نشرتها الأكاديمية الرمدية الأمريكية بأن19% من المصابين بالألعاب النارية هم من الأطفال، وأن واحدا من بين خمسة مستخدمين لهذه الألعاب تكون اصابتهم في العين.

وأضافت بانه اهم الأصابات تظهر في الحروق الخارجية والتى قد تكون مصحوبة بجروح في العين بدرجات مختلفه، مثل: خدوش سطحية بالجفن أو القرنيه حتى انفصال بالشبكيه أو إنفجار بمقله العين.

وبيّنت أن حجم الجروح أو الحروق التي قد تصيب المستخدمين منها ما يتم شفاؤه تماما كالجروح البسيطه في القرنيه ومنها ما يكون أكثر عمقا، ومن الممكن أن تترك أثرا مثل (عتامة) على القرنيه، لذلك في حالة حدوث أي ضرر –لاقدر الله - بالعين يفضل غسلها بالماء فقط مع سرعة التوجه للطوارئ أو اقرب طبيب عيون.

وحول مخاطر اقلام الليزر اكدت د. شيماء ان هذه الجروح يسببها ايضا اللعب بمسدسات الخرز وغيرها من الألعاب التي تنتشر في الأعياد ، فضلا عن أقلام الإشارة بالليزر (laser pointers) والتى تؤثر تأثيرا مباشرا على مركز الإبصار بالشبكية (الماقولة) وتستطيع أن تحدث ضررا بالغا قد يؤدى إلى تلف مركز الإبصار ينتج عنه فقد للبصر بشكل كلى أو جزئي حسب قوة الليزر ومدة التعرض له.

وتكمن خطورة أقلام الليزر -تضيف د. شيماء - فى قدرتها على إحداث ضرر بالغ بمركز الإبصار بالشبكية بدون أي أثر يذكر على أجزاء العين الخارجية مما يجعل من الصعب أن ينتبه المستخدم إليها إلا بعد أن تكون قد أحدثت ضررا بالغا فى ( الماقولة) وللأسف تتواجد بكثرة فى أيدى الصغار بل ويقومون بتوجيهها الى أعين بعضهم البعض على سبيل اللعب او المزاح فتكون المخاطر افدح .

وتشير د. ريم أحمد عبد العزيز أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية، إلى أن الحروق الناجمة عن اللعب بالمفرقعات النارية تعد من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال خاصة في الأعياد، حيث تتلقى أقسام الطوارئ بالمستشفيات الكثير من المتضررين من هذه الألعاب.

وترى أن أضرار الألعاب النارية مختلفة فمنها ما هو صغير ويحدث صوت دون انفجار ضخم مثل (البمب)ومنها ما يحدث اشتعال وتفجير كبير وخطير، ولعل من أشد هذه الألعاب خطورة على مستخدميها -خاصة الأطفال- هي (الشماريخ)و الألعاب التي تحدث ألوان مثيرة لأن بها مواد مشتعلة تزيد من نسبة الحرق كمادتي(الماغنسيوم والحديد).

كما أن الصواريخ (الحلزونية) التي تتحرك بشكل سريع وحلزوني عند اشتعالها؛ تعد من الألعاب الخطيرة، لأن مستخدمها قد يشعلها ويُفاجأ بأنها قد غيرت اتجاهها واتجهت نحوه، فتنفجر فيه قبل أن يبتعد عنها.

وبينت عبد العزيز أن بعض الأطفال المائل جلدهم للحساسية بطبيعتهم يسهل تعرضهم للإجزيما التلامسية(الحساسية) في المكان الذي تم ملامسته لهذه الألعاب دون اشتعالها، لاحتوائها على مواد قد تهيج بشرة بعض الاطفال، وأضافت أنه يختلف تأثير هذه الألعاب على الجلد وفقا لتلامس المادة المشتعلة ونوع هذه المادة الكميائية التي تعرض لها ودرجة الأشتعال ومدة تعرض الجلد لها.

واوضحت انه إذا كانت الحروق بسيطة من الدرجة الأولى يسهل علاجها، بينما لو كان الحرق من الدرجة الثانية يحدث تغير للون الجلد وملمسه ويلاحظ على الجلد ندبات جلدية، وتزداد الخطورة مع الحروق من الدرجة الثالثة التي يحدث فيها للجلد(ندبات مكرمشة)و(حفر) و تشوهات دائمة قد تحتاج لجراحات تجميل وعلاج بالليزر.

قدم الأطباء العديد من إرشادات السلامة التي يجب أن يشرف على تنفيذها الآباء والامهات حرصا على سلامة أبنائهم وهي:

1- الابتعاد عن أماكن استخدام وإشعال الألعاب النارية، ومراقبة ما يجري عن بعد، مع منع الأطفال مطلقاً من الاقتراب أثناء الاشتعال.

2- على مستخدمي الألعاب النارية الحرص على قراءة تعليمات الاستخدام الملصقة على تلك الألعاب النارية، وتجنب استخدام الأنواع الرخيصة الخالية من الملصقات التعريفية.

3- البعد عن الأماكن المكتظة بالسكان والمزدحمة، واللعب في ساحات مفتوحة.

4- يفضل ارتداء نظارةواقيهأثناءالاستخدام مع الابتعاد مسافةكافيهأثناءانطلاقها.

5- مراعاة إشعال الفتيل تلك الألعاب النارية على أسطح ناعمة ومسطحة وخالية من الثقوب أو الأوراق أو المواد القابلة للاشتعال.

6- لا تحاول إعادة إشعال فتيل تم إشعاله قبل ذلك.

7- منع الأطفال من استخدام أقلام الليزر ومسدسات الخرز حرصا على سلامتهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل