المحتوى الرئيسى

بالصور.. أهالي المختطفين في ليبيا يستنجدون بالسيسي : "عاوزين ولادنا"

07/06 17:57

سادت حالة من الحزن الممزوج بحالة الترقب، داخل قرية البقلية التابعة لمركز المنصورة في محافظة الدقهلية، بعد اختطاف خمسة من أبنائها العاملين في دولة ليبيا أثناء عودتهم إلى مصر، منذ ثلاثة أيام لقضاء إجازة العيد وسط أهلهم.

وإختفت فرحة العيد وبهجته من منازل أسر المخطوفين وأقاربهم من أبناء القرية، انتظارا لعودتهم ، حيث أكدت أسر المختطفين أن أبناءهم منذ الخميس الماضي، وتحديداً في الساعة الثانية والنصف من  صباحاً .

وشدد الأهالي على أن ذويهم اختطفوا من قبل إحدى الجماعات الإرهابية من جنسيات مختلفة ومن بينهم مصريون، أثناء عبورهم منطقة بني وليد ، وهم في طريق للعودة إلي مصر، قادمين من طرابلس.

وأشاروا الى أن المختطفين  طالبوهم  بفدية، قدرها 6 آلاف دولار عن كل مختطف، وبعد تفاوض الأهالي مع الخاطفين، خاصة أنهم من أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة لتخفيض المبلغ، ووافق الخاطفون على ذلك، وخفضوا المبلغ إلى 100 ألف دينار ، أي ما يوازي  60 ألف جنيه مصري،  ليعلق الأهالي من جانبهم بالتأكيد أن هذا الأمر يعد في غاية الصعوبة، وأنهم عاجزون عن توفير ذلك المبلغ، معقبين: "كنا منعناهم من السفر لو هذا المبلغ موجود" .

وتعرض المخطوفون لأنواع مختلفة من التعذيب بالتعليق تارة والصعق بالكهرباء وحرمانهم من الطعام لساعات طويلة ، مع الضغوط النفسية طوال 6 أيام  ، كوسيلة ضغط علي أسرهم  لإقناع ذويهم بدفع الفدية، أو الاقتراض من المصريين الذين يعملون في ليبيا ممن يعرفونهم، والذين يعجزون هم كذلك عن توفير المبلغ نظراً لحالة الكساد في سوق العمل الليبية حالياً .

وشملت قائمة المخطوفين من قرية البقلية كلا من "أحمد عبد الحميد السيد عوض (24 عاما، أعزب) وشقيقة السيد  (26 عاما، متزوج) ولديه طفل رضيع، والسيد رمضان محمود فرحات (45 عاما، متزوج) ولديه 3 أبناء، وشوقي محمد علي (50 عاما، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية) ولديه 4 أبناء أكبرهم في الثانوية العامة، وصالح جابر نواره (39 عاما، حاصل على دبلوم تجارة) ولديه 3 أبناء، بالإضافة إلى زميل لهم من إحدى محافظات الصعيد، وجميعهم يعملون في أعمال البلاط والمعمار بليبيا.

وفي جولة " الوفد " داخل قرية البقلية، والتي عرفت بان سكانها من الأهالي الذين يعيشون ويزرعون أراضي ملك الأوقاف ، أي مؤجرة، أي ان لا احد منهم يمتلك أرضاً خاصة  كباقي الأراض في القرى الاخري، فلا يملك احد التصرف في ارض يعيش عليها أو ارض يزرعها، كانت المأساة فالعيد تحولت أفراحه إلى عويل ونواح  وآهات أسر المختطفين الخمس ، والتي جمعت معها دموع وأحزان شملت أقرباء وجيران فهم عائلات تجمعهما النسب والقرابة ، وأصبحت عيونهم زائغة وسط حالة ترقب لأمهات وزوجات وأبناء المخطوفين انتظارا لعودتهم ويشاركهم في هذا أهالي القرية والتي تربطهما الصلات العائلية مع تلك الأسر.

في منزل السيد رمضان محمود فرحات (45 عاما)، تجلس زوجته داليا (31 عاما، ربة منزل)، وتجمع حولها أبناءها  منة (11 عاما، تلميذة في الصف السادس الابتدائي) ومحمد (10 أعوام، تلميذ في الصف الخامس الابتدائي) ورمضان (6 أعوام)، ويعاني من الصرع والكهرباء الزائدة في المخ، ويتكلف علاجه نفقات باهظة شهريا، ويشاركهما في المنزل جدة الزوج ووالده ووالدته الذين لم يتوقفوا عن البكاء كمدا بعد اختطاف ابنهم.

تقول الزوجة: "أشعر بأنني في كابوس، لا أعلم هل سأرى زوجي أم لا، أنتظر لحظة دخوله علي بالمنزل، متسائلة في كل لحظة من سينفق على أبنائي، ومن سيراعي البيت غيره ، كل منازلنا التي نسكن فيها ملك  الأوقاف، ولا نستطيع بيعها، والله حرام ، انظروا إلينا بعين الرحمة، أنا زوجي سفره تكلف 17 ألف جنية، والله ما اشتغل بهم ولا جمعهم، أناشد كل مسئول التدخل،  أدفع فدية " 60 ألف جنية ، لو يرضي السيسي إني أبيع عيل من عيالي وأجيب ثمن عودة زوجي.

وأضافت قائلة آخر مكالمة كلمها لي قالي وصيتك العيال، راعيهم، بيعي أي شئ من أجلهم لا تتركيهم يحتاجون أي شئ، وبكى هو يعلم أننا لن نستطيع دفع الفدية، ولن نستطيع فعل أي شئ سوى الدعاء، واللجوء إلى الله ثم المسؤلين.

أما والد "السيد "  فقال "ابني وحشني قوي وأقول للرئيس السيسي أن يعتبره مثل ابنه، وبقول للخاطفين اتقوا الله فيه ورجعوا أولادنا، ابنه الأصغر مريض، لا يوجد له أحد بعد الله سوى والده المسكين، ونتكلف علاج يصل إلي 3 آلاف جنيه شهريا .

 وأضاف الحاج "  كارم " عم المختطف قائلا أن السيد خرج من طرابلس في الساعة 2 ونصف من صباح الخميس متوجها للقاهرة عبر الوليدية وقال لأبوه اننا أتخطفنا وطالبين فدية ، وتعاطف معنا أهالي القرية ولكن المبلغ كبير يوازي 250 ألف جنية للخمس المختطفين ، وكلنا كبلد عارفين أمورنا المادية ، نجمع أزاي 60 ألف لابني ، ولو جمعناهم، هنجمع لباقي المخطوفين ازاي ومن أين ، فالكل هنا علي قد حالة، مشيراً الي انه ارسل فاكس للخارجية والتي ردت علينا لتؤكد انها تبحث عنهم ، كما ان فاكس الرئيس السيسي يبدو انه وصل فقد علمنا بأنه كلف قيادات للبحث عن أولادنا ، وما نتمناه هو الإسراع فكل يوم يمر يقتل تلك الأسر أمهات , أبناء ، وآباء وربنا لا يكتبها علي حد   .

لم يختلف الحال كثيرا، في منزل صالح جابر يونس (39 عاما) والذي جلست زوجته " ليلى" والتي تبلغ من العمر 28 عاما، تجلس باكية وسط أبنائها ياسمين في الصف الرابع الابتدائي، وأسماء في الصف الثالث الابتدائي، ومصطفى طفل يبلغ من العمر 5 سنوات ، والتي رددت قائلة زوجي سافر وترك لي 3 أولاد، ماذا أعمل فيهم، لم أعرف أنه تم اختطافه إلا من الناس، ماذا أفعل أنا وأبنائي الثلاثة، بنتين وولد شكله هيشيل الهم بدري ،مطالبة الرئيس السيسي قائلةً "أنت رئيس كل المصريين أنظر لنا بعين الرحمة ، فليس لدينا أحد يساعدنا ولا نملك أرض ولا منزل ، فزوجي دخله من عمله وعافيته ، أطفالي يسألون فين بابا ، وهم في الشارع يسمعون أن أبوهم أتخطف ومش راجع  ، قلبي انفطر عليه" .

وأكدت أن زوجها اتصل بها منذ ساعات، وقال لي أوصيكي علي الأولاد، أنا عارف إنك مش هتقدري تجيبي فلوس الفدية، انسيني خلي بالك من العيال وحطيهم في عيونك ، ونتقابل بقى في الآخرة ، فهل يرضي هذا حكومتنا العظيمة.

وعلى مقربة من هذا المنزل يقع منزل "  شوقي محمد علي (50 عاما، حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية) هو وزوجته وأسمها "صديقة" والتي تجلس مع أولادها الثلاثة "  أحمد في الصف الثالث الثانوي، وأسماء في الصف السادس الابتدائي، وإيمان الصف الثالث الابتدائي ، ومحمود طفل يبلغ من العمر 4 سنوات" .

تجلس الى جوارهم في حالة يرثى لها، تذرف الدموع والصرخات  لا تنقطع خوفا علي مصير زوجها الذي خرج ليبحث عن رزق أولاده ، بعد أن ضاق به الحال هنا فهو لم يستلم وظيفة وظل يعمل في الفاعل باليومية في ليبيا، وتقول " الحياة صعبة ولدينا 6 أبناء يحتاجون لمأكل وملبس وكهرباء وإيجار للمنزل للأوقاف علاوة علي دروس خصوصية لأبني أحمد في الثانوية العامة تصل 1200 جنية شهريا، وللأسف سافر في 25 فبراير 2016 أي منذ 4 شهور فقط وبطريقة شرعية وبتصريح من الأمن المصري، ولكن لم يعمل سوي شهر ونصف فقط، وتعرض للبهدلة".

وتابعت بأن والدة زوجها توفيت في 7 رمضان المنقضي، وهذا الأمر كان عامل ضغط لقرار العودة الي مصر ، ولكن لم تسعفه يد الإرهابيين التي بادرته بالاختطاف ، لتواصل قائلةً "ساندونا هذا حقنا على حكومتنا، زوجي أكبرهم سنا، ومريض، لا يستطع تحمل التعذيب بالكهرباء، اتصل بي وقال لي وضعونا في مياه موصلة بالكهرباء، ويتناوبون على تعذيبنا، وأتمنى الموت في أي لحظة أفضل لي ولكم".

أما في  هذا المنزل  والذي تقع عينك علي سيدة  مسنة تبكي بحرقة بقلب "  أم " اختطف منها تلك العصابة الإرهابية بليبيا، اثنان من أبنائها هما " السيد الشحات عبد الحميد السيد 30 عاما، متزوج ، وشقيقه أحمد 24 سنة أعزب ، لتروي قائلة " عاوزة أولادي .. يا سيسي"  أحنا بنحبك وعارفين أنك تعرف يعني أيه الضنى ، ودول اثنين هما سندي فالكبير السيد خرج للعمل والبحث عن الرزق ليساعد شقيقه الصغير في أتمام زواجه والذي كان مقررا يومي 5، 6/ 10 /2016 المقبل، وإحنا ظروفنا صعبة وزوجي مريض ، وأبني السيد لم ترك مولودة  وهو عمر 5 أيام فقط وسافر علشان يساعد في المصاريف ،وقمنا بتدبير 17 ألف جنية لكل واحد منهم لزوم السفر ، سواء ببيع " المواشي " والسلف وياريتهم ما سفروا ، فقد قلت لهم أرجعوا طالما ما فيش شغل وهما كانوا في طريق عودتهم .

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل