''زيارة المقابر'' و''أكل الفسيخ'' أبرز عادات أهل الأقصر في عيد الفطر

بينما البهجة تكسو الكون في صبيحة يوم عيد الفطر المبارك يحرص بعض أهالي محافظة الأقصر خاصة في القري علي الذهاب إلي المقابر لتذكر من رحلوا من الأحبة والأهل في عادة غريبة توارثوها عبر الأجيال ولم تندثر رغم الحداثة.

في صباح يوم العيد يرتدي الناس الملابس الجديدة ويتطيبو بالروائح العطرة ثم يذهبو أفواجا إلي صلاة العيد في الساحات التي غالبا ما تكون قريبة من المقابر وبعد الصلاة يتوجه الناس رجالا ونساءا وأطفالا إلي المقابر حاملين الفواكه والمخبوزات ثم يجلسوا في محيط قبر الحبيب تتباكي النساء ويتلوا الرجال آيات من القرآن الكريم ثم يقوموا بتوزيع ما معهم من المآكولات علي الأطفال والفقراء علي سبيل الترحم علي الموتي.

ومن عادات أهل الأقصر التي توارثوها عبر الأجيال في عيد الفطر تناول الفسيخ والأسماك المملحة في وجبة الغداء بعد أن توقفوا عن تناولها طوال شهر رمضان الكريم بسبب الصيام .

وعادة أكل الفسيخ في الأعياد توارثها أهل الأقصر عن قدماء المصريين منذ آلاف السنين حيث كان المصريون القدماء يخصصون بداية كل موسم ليكون عيدا حيث توزعت السنة على ثلاثة أعياد " عيد آخد" وهو أول يوم فى موسم الفيضان و"عيد بيرت" وهو أول يوم فى موسم الشتاء ثم عيد "شيمو" وهو أول يوم فى موسم الربيع والحصاد الذي أصبح فيما بعد " شم النسيم" وفي كل عيد من هذه الأعياد كانوا يتناولوا في طعامهم الفسيخ والأسماك المملحة.

وأبدع المصرى القديم فى صناعة الأسماك المملحة فقد كانت وجبة الفسيخ موجودة على مائدة الفراعنة فى مدخل الربيع والعديد من المعابد الفرعونية تحمل رسوم ونقوش توضح عشق الفراعنة لصيد الأسماك وأنهم كانوا يستعملون الشباك وأقفاص البوص للصيد فى سنوات ما قبل الميلاد.

ولكثرة الأسماك التي كان يحملها الفيضان لجنوب مصر توصل القدماء إلى طريقة للحفاظ عليها عن طريق تمليحه فكان "الفسيخ" منذ القدم فضلا عن قيام الفراعنة بتحنيط بعض الأسماك مثل "قشر البياض" الموجودة الآن بالمتاحف.

وللعيد أيضا في الأقصر مظاهره المبهجة مثل مختلف محافظات ومدن مصر من خبز " كحك العيد" و" البسكويت" وارتداء الملابس الجديدة والخروج للحدائق والمتنزهات التي تمتلئ بالأسر والعائلات.

كما يحرص أهالي الأقصر علي زيارة الأهل والأحبة وصلة الرحم في صبيحة يوم العيد لتبادل التهاني كما يتجمع الرجال في دواوين العائلات ثم يذهب وفد من كل عائلة لتهنئة العائلة الأخري في ديوانها .