المحتوى الرئيسى

العيدية .. قليل من النقود وفرحة بلا حدود.. الفاطمييون أول من بدأوها والمماليك أطلقوا عليها "الجامكية".. السعودية تخصص لها يومان.. وأطفال عمان يتبادلونها في حلقات "العيود"

07/06 11:09

العيدية.. عادة اجتماعية اعتاد عليها الأطفال في كل عيد، وينتظرونها من عيد إلى عيد، لتدخل إلى قلوبهم فرحة خاصة، يحتفظون بها ليورثونها إلى صغارهم فيما بعد، ومع بدء حلول أيام عيد الفطر المبارك، تستعرض "الدستور" تاريخ تداول العيدية في العصور الماضية.

والعيدية هي كلمة عربية منسوبة إلي العيد بمعني العطاء أو العطف، وارتبطت بكل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر, وعيد الأضحي، وكانت تعرف بـ الرسوم في أضابير الدواوين، ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف.

وبدأ تداول العيدية لأول مرة في العصر الفاطمي، حيث حرص الفاطميين علي توزيع العيدية مع كسوة العيد، فضلًا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة.

وقد أخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي, وأطلقوا عليها الجامكية, وكانت تقدم العيدية علي شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية, ويحيط به الكعك والحلوي, وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش.

وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للراتب فكانت تقدم للبعض علي شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرين تقدم لهم دنانير من الفضة ، و إلي جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة.

وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالًا أخري حيث كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال واستمر هذا التقليد إلي العصر الحديث، حيث يتم توزيع العيدية علي الأطفال في أيام العيد، ويعتمد المبلغ المادي علي عمر الطفل والقدرة الاقتصادية لمن يوزع العيدية وكان الأطفال في السابق يلبسون الملابس الجديدة ويطوفون الأحياء والبيوت ويعودون بعد ذلك للمنزل يعدون ما جمعوه من عيديه .

واتخذت العيدية، أشكالًا مختلفة في البلدان العربية والإسلامية، حيث يخصص فى السعودية يومان لتوزيع العيدية، يوم للبنين ويوم للبنات، ويعرفان باسم "أيام الطلبة"، حيث يخرج الأطفال للطرق على البيوت لأخذ العيدية وكل يجود بما يستطيع.

ولا يختلف الأمر كثيرًا في الكويت، حيث يقوم الأطفال فى يوم العيد بالمرور على البيوت لأخذ العيدية التى كثيرًا ما تكون من "القرقيعان" وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يعطيه أصحاب البيوت.

وفى عمان يتم تبادل الزيارات بين أفراد المجتمع والأسر من قرية إلى قرية ويتجمع الأطفال والنساء بمكان يسمى "القلة" أو العيود، وهى حلقة يتم فيها تبادل التهانى وإعطاء الأطفال العيدية، وكالعادة يعد أصحاب البيوت كمية من الهدايا خصيصًا للأطفال الذين يأتون لتهنئتهم وزيارتهم.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل