المحتوى الرئيسى

الصبر والإيمان.. والسراى | المصري اليوم

07/06 01:14

أغنية «الصبر والإيمان» شدا بها الموسيقار الراحل، محمد عبدالوهاب، عام 1950، وهى من كلمات الشاعر حسين السيد، وقتها منعت السراى إذاعتها، خشية تفسيرها على أن المقصود بها الملك، إلى أن تم الإفراج عنها عام 1954، فى البرنامج الإذاعى الذى يحمل اسم الأغنية، التى تقول كلماتها:

الصبر والإيمان دول جنة المظلوم.. والظلم والحرمان ويلهم من المحروم

والحر فى الأوطان حاكم ولو محكوم.. لو صام سنة عطشان عمر العطش ما يصوم

مهما العذاب حيطول حيفوت وغيره فات.. أكرم نبى ورسول له فى العذاب آيات

جاروا عليه كفار عبدوا الحجر والنار.. والنار لها جبار يسهر على الفجار

لا يفوت عليهم ليل ولا يحلموا بنهار.. آه آه.. يا سهرانين فى النور من كتر ما هو ظلام

شرف البرىء مستور مهما اتفضح وانضار.. افتكرى يا جدران يا أوفى من الإنسان

صوتى مع الأذان حيقول فى كل أوان.. يا ظالم لك يوم.. مهما طال اليوم.. يا ويلك يا ظالم يا ويلك

دائماً أتذَكّر الظُلم، فى مناسبات الأعياد، تحديداً عيد الفطر وعيد الأضحى، لا يستطيع المظلوم الفرح أبداً، مهما كانت مظاهر البهجة، لا يستطيع الإحساس بزهوة العيد، لا يستطيع مشاركة الناس ابتساماتهم، المظلوم هنا قد يكون شخصا واحدا، إلا أن الحالة تصبح عامة بين جميع أفراد الأسرة، قد تمتد بسبب فرد واحد، إلى أكثر من أسرة، لذا يتداول مجتمعنا دائماً فى مثل هذه المناسبات قول الشاعر أبوالطيب المتنبى، فى هجاء حاكم مصر آنذاك، كافور الإخشيدى: «عيد بأية حال عُدت يا عيدُ، بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ».

كيف يكون حال مجتمع، يشعر الآلاف من أفراده، وربما الملايين، بالظلم، أو بالقهر، أو بالغبن، كيف حال أطفال يُتِّموا، أطفال شُرِّدوا، أطفال عانوا، دون ذنب اقترفوه إلا أن الظلم كان كبيراً، كيف حال نساء ترملن أو تسوّلن، بعد أن أصبح العائل فى عداد الأموات أو حتى فى عداد السجناء، فى الوقت نفسه كيف يكون حال الظالم، كيف يستطيع تمثيل حالة الفرح والسرور، كيف يستطيع أن يأمن على أسرته وذويه، اليوم وغداً، أعتقد أنه أيضاً لن يستطيع الفرح، إذا كان لديه مثقال ذرة من ضمير.

الآيات القرآنية التى وردت فى الظلم والظالمين كثيرة إلى الحد الذى يجب أن يُثير الاهتمام، منها على سبيل المثال: «ما للظالمين من نصير» سورة الحج آية 71، «إنه لا يفلح الظالمون» سورة الأنعام آية 21، «ما للظالمين من حميم ولا شفيع يُطاع» سورة غافر آية 18، «وكذلك أَخْذُ ربك إذا أَخَذ القرى وهى ظالمة إن أخذهُ أليم شديد» سورة هود آية 102، «إن الله لا يهدى القوم الظالمين» سورة الأنعام آية 51، «ألا لعنة الله على الظالمين» سورة هود آية 18، «وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون» سورة الزمر آية 24.

فى الأحاديث النبوية أيضاً الكثير من التحذير فى هذا الشأن المتعلق بالظلم، وكيف أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وكيف أن الظلم ظلمات يوم القيامة، إلا أن كل ذلك يبدو أنه لم يُحرّك ساكنا لدى السراى يوماً ما، وبدلاً من أن تتجه الأحوال نحو العدل، اتجهت لوقف إذاعة الأغنية، التى أنهاها المؤلف بقوله: يا ظالم لك يوم، مهما طال اليوم، يا ويلك يا ظالم يا ويلك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل