المحتوى الرئيسى

معارك منبج.. استنزاف برعاية «العم سام»

07/05 15:01

على خُطى معارك عين العرب تبدو معارك مدينة منبج (ريف حلب الشمالي الشرقي) سائرةً بثبات. المواجهات العنيفة حول المدينة التي تعتبر أحد معاقل تنظيم «داعش» بين الأخير و«قوّات سوريا الديمقراطيّة» المدعومة أميركيّاً دخلت لعبةَ الكرّ والفرّ، لتتحوّل إلى تربةٍ صالحةٍ لاستنزاف الطرفين.

ويعيدُ هذا السيناريو إلى الأذهان ذلك الذي ضُبطت معارك عين العرب (كوباني) على إيقاعه بين أيلول 2014 وكانون الثاني 2015. ومع الأخذِ في عين الاعتبار تبادلَ المواقعِ بين طرفي المعركة (حيث تحوّل المهاجم في عين العرب إلى مُدافعٍ في منبج) تَحضر قواسمُ مشتركةٌ بين المعركتين، على رأسها التقلُّبات في موازين القوى وتبدّل رجحانِ الكفّتين مرّاتٍ عدّة. وإذا كان حسمُ معركة عين العربِ قد استغرق مئةً وثلاثين يوماً، فإنّ معركة منبج المفتوحةَ منذ أكثر من شهرٍ لم تُسفر حتى الآن عن تقدم فعلي ومستقر لأيّ من الطرفين على حساب الآخر، ما يفتح الباب أمام استطالاتٍ زمنيّة لا يُستبعد أن تقارب ما استغرقتهُ «عين العرب» أو تفوقَها. ويبدو مفهوماً أن يستميتَ كلٌّ من الطرفين في سبيل تحقيق أهدافه في منبج؛ فمفاعيل سقوط «داعش» في المدينة (حال حدوثه) ستتجاوزُ حتماً البعد الجغرافيّ (على أهميّته)، وتلحق آثاراً كارثيّة بالتنظيم المتطرّف، سواء بالمعنى العسكري المباشر وما قد يستتبع هذا السقوط من سقطات متتالية، أو بالمعنى «النفسي» الذي لا تقلُّ خسائره خطورة. وعلى المقلب الآخر، يشكل حسم «قسد» معركة منبج لمصلحتها هدفاً بالغ الأهمية للـ«قوّات» الطامحة إلى فرض معادلة جديدة غربَ الفرات، رغماً عن كلّ التحفظات التركية. على أن استماتة كل من الطرفين لا تبدو سبباً وحيداً لاحتدام المعارك، وفشلِ أيّ منهما في انتزاع تفوّق مستقرّ حتى الآن. ولعل أشد ما يلفت النظر في حيثيات المعارك وتفاصيلها هو الجزء المتعلق بطبيعة الدعم والإسناد العسكري الأميركي لـ«قسد» والتأثير المباشر والواضح لتفاوتِه على تطورات المعارك وتبادل مربعات السيطرة بين الطرفين. لكنّ تفسير تحولات المعارك وسيرها في غير مصلحة حلفاء الأميركيين على أنه «فشلٌ» لهؤلاء يبدو ركوناً ساذجاً للأخذ بظاهر الأمور.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل