الصاغة .. محال «فاضية» وجوازات «اتفشكلت»

- من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد الاسبوعية 

410  جنيهات لجرام الدهب عيار 21.. وصاحب محل: لا فيه حد بيشترى ولا بيبيع

«موسم شالله يا معلم عقبال أولادك».. المقطع الشهير من الليلة الكبيرة للشاعر صلاح جاهين، هو التعليق الأفضل على حال شارع الصاغة فى مثل هذا الوقت من كل عام، فشهر رمضان يشهد مع اقترابه وانتهائه حالة من الرواج فى سوق الذهب لكثرة الأفراح، لكن يأتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بما لا تشتهيه سفن تجار الصاغة وعرسان العيد.

ارتفاع مفاجئ فى أسعار الذهب، 410 جنيهات للجرام للعيار 21، ارتفاعا لم يكن يتوقعه أحد، ففى ظل الارتفاعات المتكررة للدولار، والارتفاع الهائل للسلع بشتى أنواعها بقى سوق الذهب ثابتا لم يهزه الدولار، ولم يحركه ارتفاع البترول، لكنه لم يستطع الثبات أمام ماحدث فى الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس «العالم أصغر من خرم الإبرة واللى يعملوه فى إنجلترا يجيب ضلفنا هنا فى مصر» يتحدث الحاج حسن، صاحب أحد محال الذهب فى الصاغة، مؤكدا أن السوق «فاضى.. ومفيش حد بيبيع ولا يشترى»، فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان كان الشارع الأثرى يشهد حالة رواج تستدعى استمرار فتح المحلات ليلا ونهارا «من أمتى الصاغة كانت بتقفل من العصر فى رمضان قال عشان التجار تفطر ده إحنا كنا بنفطر على كوباية مية ولا إننا نضيع زبون بس هو فين بقى الزبون».

«لا زبائن ولا بضاعة»، محال خاوية تبحث عن زبائن يبحثون عن ذهب غير موجود فى «فتارين» خوت إلا من بقايا بضاعة «مفيش زباين هنجيب بضاعة منين ولمين»، المحال الخاوية فى الأسفل، قابلتها ورش الذهب، التى امتلأت عن آخرها بزبائن يبحثون عن البديل «الزبون بيطلع الورشة يدور على المصنعية الأقل طالما مضطر يجيب الجرام غالى»، 3 جنيهات أو خمسة على الأكثر هى مصنعية جرام الذهب فى الورش، التى أضحت علامة فارقة فى سوق الذهب منذ سنوات «عندنا دهب كل الأنواع الشعبى والماركات اللى بيدور على غويشة وحلق هيلاقى واللى بيدور على ماركة واسم هيلاقى»، يتحدث وليد، صاحب أشهر الورش فى «درب الطاووس» مضيفا «إحنا الحمد لله عندنا زباين لكن لا يقارن بالعدد اللى كنا بنشوفه فى موسم العيد».

لا تتوقف حدود الخسارة عند تجار الذهب فقط بل تجاوزتها لتصل إلى ياسمين التى قررت أن تؤجل شراء شبكتها لأجل غير مسمى «إحنا كنا متفقين نجيب شبكة بـ20 ألفا ووقتها كان الجرام بأقل من 300، فجأة ارتفع بالشكل ده فقررت إننا نكتفى بدبلتين والفلوس هنحطها فى دفتر توفير باسمى».