المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: أردوغان يتمرغ في نزاعات مع الجميع وفي كل مكان

07/05 13:45

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصنع أعداء جدد ويحبط أصدقائه القدامى، مشيرة إلى أن الزعيم التركي يتمرغ في نزاعات مع الجميع وفي كل مكان تقريبا بعد أن كان يتبع سياسة ''صفر مشاكل'' مع جيرانه.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته يوم الاثنين إن المسلحين الأكراد والإسلاميين ضربوا تركيا 14 مرة العام الماضي وقتلوا 280 شخصا وزرعوا مخاوف جديدة.

وأوضحت الصحيفة أن الاقتصاد التركي يعاني أيضا فضلا عن أن العنف أثار رعب السياح.

وذكرت الصحيفة أن أردوعان في نفس الوقت بات معزولا وأحبط حلفائه القدامى مثل الولايات المتحدة برفضه على مدى سنوات اتخاد إجراءات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

لكنه مؤخرا، بحسب الصحيفة، أخذ التنظيم على محمل الجد، لكن ذلك بدا أنه جلب إليه مشاكل جديدة.

ويقول مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولا عن الهجوم الانتحاري الذي قتل 44 شخصا الثلاثاء الماضي في المطار الرئيسي في اسطنبول، الشريان الرئيسي للاقتصاد التركي التي يمر بصعوبات.

كما أن أدوغان، تقول الصحيفة، أجج الحرب مع الانفصاليين الأكراد في جنوب شرق تركيا، وقتل مئات المدنيين في القتال الذي بدأ الصيف الماضي. وأغضب موسكو عندما أسقطت القوات التركية الخريف الماضي مقاتلة روسية قال إنها دخلت المجال الجوي التركي.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان مضى وحيدا حتى تحرك الأسبوع الماضي لصنع اتفاقات سلام مع تركيا بسبب إسقاط الطائرة، ومع إسرائيل بسبب قتلها العديد من الناشطين الأتراك على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة في 2010، بعد أن كان متشددا حيال البلدين.

وقال جنكيز جاندار، الباحث الزائر في معهد الدراسات التركية التابع لجامعة ستوكهولم، ''أعتقد أن هذا مؤشر على كم هم يائسون''.

وبينما كان أردوغان يروج في السابق لتركيا على أنها نموذج للديمقراطية الإسلامية، بات الآن يهاجم المؤسسات الديمقراطية مرارا. فقد فر رئيس تحرير أكبر صحيفة يومية في تركيا من البلاد، ويحاكم اخر باتهامات كشف أسرار الدولة.

وبات الرئيس متعصبا تجاه الانتقاد، وطهر أقدم حلفائه من دائرته الصغيرة، واستبدلهم باخرين يوافقونه على الدوام، وفي بعض الحالات بأقاربه (صهره يتولى حقيبة الطاقة في الحكومة)، على ما تقول نيويورك تايمز.

ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان يلمح في خطاباته شبه اليومية على التلفزيون التركي إلى أن القوى الأجنبية تتأمر لتدميره، وقالت إنه انتقل من منزل متواضع في وسط أنقرة إلى قصر فخم على غرار القصور الخليجية على طرف المدينة.

وقالت الصحيفة إن أردوغان الآن يضع نصب عينيه هدفا جديدا: تحويل النظام التركي البرلماني إلى نظام رئاسي، وهو تغيير يقول ناقدوه إنه قد يفتح الباب قريبا إلى استيلائه على لقب رئيس مدى الحياة.

في ليلة تفجير المطار، عمل البرلمان الذي يسيطر عليه حزبه، حتى 5.45 صباحا لتمرير تشريع سوف يساعد في تمهيد الطريق للإطاحة بمئات القضاة من أعلى محكمتين تركيتين.

وقال ارغون أوزبودن، الخبير الدستوري الليبرالي الذي كان يدافع عن أردوغان من قبل، ''السفينة تسير بسرعة كبيرة نحو الصخور!''.

تقول الصحيفة إن قصة كيف انتهت تركيا، عضو الناتو وصاحبة ثامن أقوى اقتصاد في أوروبا، إلى ما وصلت إليه، ترجع إلى أردوغان كما إلى جغرافية البلاد غير المحظوظة في شرق أوسط متزلزل. وبينما بدا أردوغان بتسعة أرواح، يخرج من أزمة تلو الأخرى، يجد نفسه الآن محاطا بنزاعات على الكثير من الجبهات، منها انقسام عميق في مجتمعه ساعد هو نفسه في خلقه.

وقال سولي أزال، كاتب العمود التركي والأستاذ في جامعة عبد القادر هاز في اسطنبول، ''أردوغان لا يزال الزعيم السياسي الأكثر شعبية، لكن هناك قلق وسط الناس. كثير من الناس يعتقدون أن الوضع لا يحتمل''.

إن أردوغان، بحسب الصحيفة، البالغ من العمر 62 سنة، أحد أكثر السياسيين الموهوبين الذين شهدتهم تركيا، فقد صعد من حي فقير في اسطنبول إلى أعلى السلطة، منذ أن فاز في انتخابات 2002. وأوضحت الصحيفة أنه نجح فيما فشل فيه اخرون.

يشير مستشارو أردوغان إلى أن الحكومة تتعرض لخطر حقيقي وأن التغيير في القضاء يهدف إلى إصلاح نظام معطل.

وقال إلينور شفيق، كبير مستشاري أردوغان إن هذه النهج مع روسيا وإسرائيل كان جزءا من استراتيجية لطي الصحفة، وقد تتبعها اجراءات مماثلة ثريبا لتهدئة بعض العواصف التي أثارها أردوغان، مثل تلك العاصفة مع مصر.

وكانت هناك بعض الأنباء الجيدة ايضا: في وقت متأخر مساء الثلاثاء، أفرج عن صحفي وناشط حقوقي.

وقال شفيق ''لدين نوع من التغيير فيما يخص السياسة الخارجية، وفيما يخص الصحافة، وفيما يخص الكثير من القضايا في تركيا. واعتقد أن أردوغان سوف يبدأ القيام بذلك. أظهرنا وجهنا الحقيقي للشعب الأمريكي. نحن يساء فهمها تماما في الوقت الراهن''.

ويجادل كثيرون بأن مشاكل تركيا ترجع إلى أردوغان وليس إلى الدولة التركية، كما يزعم مستشاروه ومؤيدوه، بحسب الصحيفة.

وقال هاكان ألتيناي، مدير المدرسة الأوروبية للسياسات في جامعة البسفور في اسطنبول، ''نعامل أردوغان على أنه السبب، وفي بعض الحالات، هو نتيجة المجتمع التركي. إنه من صنعنا''.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل