عرائس الماريونيت منبع السعادة الحقيقية (تقرير)
ابتسامة بريئة يصنعها عالم من الخيال الذي يبهر اطفالنا وأصوات زائفة تمكنت من إسعاد الأطفال بصحبة عائلاتهم الذين على الرغم من
إدراكهم أن كل ما يشاهدونه غير حقيقي؛ إلا أنهم يبتسمون لسعادة أولادهم ، فبين غمضة عين وعين ينظر الطفل إلى هذه العرائس مستعجبا ومتسائلا هل ينطقون ويتحركون بالفعل ؟ فلم لا تنطق عرائسي في المنزل أو تتحرك؟!
و على الرغم من كونهم عرائس تحركها أياد خفية وأصوات مجهولة، إلا أنها استطاعت أن تصبح مصدرا للبسمة والسعادة التي ترتسم على وجوه الأطفال البريئة بمجرد أن تراها أو تسمعها، لا تنطق ولا تحرك ملامحها ولكنها نجحت بكل سلاسة أن تدخل إلى قلوب الأطفال فتعبر عن عالمهم البرئ النقي عبر حكايات وروايات تأخذهم في رحلة ممتعة إلى عالم الخيال.
عرائس الماريونيت التي صنعت بيد الإنسان تمكنت من إسعادنا على مر العصور، أمت عن أصولها فالبعض يقول أن بداية هذه العرائس عند رجل عراقي جاء إلى مصر مع بداية الغزو المغولي ويدعى "ابن دانيال الموصلي" والذي تمكن من صناعة العرائس كنوع من السخرية على الاحتلال المغولي ، وبعد ذلك استخدمها البعض لعمل روايات مسرحية تعبر فيها عن مشاكل المجتمع وتطرح حلولا لها ، ومن ثم تحولت إلى عرائس خشبية تحيي أرواح نجوم الغناء في الوطن العربي من جديد .
فبعد غياب هذا الفن الرائع منذ أكثر من أربعة عقود انطفأت خلالها أضواء الفرحة التي يخلقها جو المسرح، استطاع مسرح "ساقية عبدالمنعم الصاوي" أن يعيد أمجاد هذه العروض الفنية الساحرة ألا وهي عروض الماريونيت؛ من خلال تجسيد كوكب الشرق أم كلثوم وفرقتها الموسيقية لتطرب آذاننا من جديد ويطلقون على هذا المشروع "أم كلثوم تعود من جديد" والتي تقدم عروضها أول خميس من كل شهر كما كان الموعد المعتاد لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ، و يقدم أيضا العديد من نجوم الطرب على رأسهم العندليب الاسمر "عبدالحليم حافظ" ، والفنان فريد الأطرش في حفلات الربيع ، وأخيرا صنعت لحفلات الكينج محمد منير المخصصة للأطفال والكبار .
ليس ذلك فقط، فقد تمكنت "الماريونيت" من دخول العالم الأكبر وهو عالم الفن من خلال عودة إحياء فن عرائس الماريونيت عبر فيلم "صنع فى مصر" للفنان أحمد حلمي، والتي كانت هي طريقه الوحيد لتسديد قرض البنك الذي تورط به ضمن الحبكة الدرامية ، كما استخدمها أيضا الفنان حمادة هلال في أغنيته الشهيرة "مش هقول" والتي جسدها على طريقة الفيديو كليب ، فنجد أن كل منهما كان يحرك العرائس بهدف إكمال الجزء الناقص من سعادة الأطفال الحقيقية، وهو ما يجعلنا نلحظ أن عرائس الماريونيت صنعت تماما لسعادة صغارنا و المساعدة في فقدان ذاكرة الهموم والأحزان التي سيطرت علينا ككبار ضمن مشاغل الحياة .
Comments