المحتوى الرئيسى

تقرير في الجول - ما سر اكتساح ألمانيا للعالم في ركلات الترجيح

07/04 10:16

هل تعلم أنه قبل لقاء السبت ضد إيطاليا في ربع نهائي يورو 2016 لم تهدر ألمانيا أي ركلة ترجيحية على مدار 34 عاما؟

من يعلمون تاريخ ألمانيا جيدا مع ركلات الترجيح كانوا على علم بأن المانشافت وضع قدما في نصف نهائي اليورو عندما آلت مواجهته أمام إيطاليا إلى الركلات.

فالألمان لا يقهرون في ركلات الترجيح. لذلك يقول عنهم النجم الإنجليزي جاري لينيكر:"كرة القدم لعبة بسيطة، تلعب لمدة 120 دقيقة ثم يفوز الألمان بركلات الترجيح".

منذ الإخفاق في ركلاتهم الترجيحية الأولى في التاريخ أمام تشيكوسلوفاكيا في نهائي يورو 1976 لم يخسروا أي ضربات ترجيحية على الإطلاق.

فاجأهم أنتونين بانينكا بركلته المشهورة (الملعقة) لتظل هذه الركلات عالقة في أذهانهم إلى الأبد لأنها حرمتهم من الحفاظ على اللقب الأوروبي.

ومنذ ذلك الحين، أصر الألمان على عدم خسارة ركلات ترجيحية جديدة، فباتوا يستعدون لها كأفضل ما يكون.

والنتيجة، الفوز في كل ركلات الترجيح منذ عام 1982 وحتى وقتنا هذا.

بل الأعجب من هذا هو إتقانهم للركلات، فألمانيا لم تخفق في أي ركلة ترجيحية منذ أن أضاع أولي شتيليكه ضد فرنسا في نصف نهائي مونديال 1982! عندما تخطوا الديوك في أول مباراة تؤول إلى ركلات الترجيح في تاريخ كأس العالم.

أطاحوا بعد ذلك بالمكسيك المنظم من ربع نهائي مونديال 1986، ثم قهروا إنجلترا في نصف نهائي مونديال 1990، ثم أطاحوا بالإنجليز مجددا في عقر دارهم بنصف نهائي يورو 96، وبعد 10 سنوات أبعدوا الأرجنتين من طريقهم في ربع نهائي مونديال 2006، وبعد عقد من الزمان جاء الدور على إيطاليا لكي تعاني من نجاح المانشافت الساحق في ركلات الترجيح.

وبالنظر إلى هذا النجاح المبهر هناك عدة أسباب تمنح هذه الأفضلية الساحقة لألمانيا في ركلات الترجيح، فما هي؟

يُشاع أن ركلات الترجيح تعتمد على الحظ، لكن عند الألمان لا وجود لهذه الكلمة، يستعدون ويتأهبون لركلات الترجيح بأفضل شكل ممكن.

لا يعتمدون فقط على تدريب الحراس واللاعبين عليها، وإنما يدرسون الخصم جيدا فيها، يحاولون التعرف على نقاط قوة وضعف لاعبيه وكذلك حارس مرماه.

لعلك تتذكر الورقة التي احتفظ بها يانز ليمان في جوربه أثناء الركلات الترجيحية أمام الأرجنتين في كأس العالم 2006.

لاعبو ألمانيا يتمتعون بثقة بالنفس غير عادية، لا يخافون عند تنفيذ ركلات الترجيح لثقتهم الكبيرة في قدراتهم ولإحساسهم الداخلي بأنهم أقوى من المنافس.

جزء كبير من النجاح في ركلات الترجيح يعتمد على العامل النفسي، هل اللاعب مستعد لتنفيذ ركلة قد تصعد بفريقه؟ أم تنقصه الثقة بالنفس لكي يؤدي هذا الدور؟

هذه الثقة هي التي تدفع الألمان للإجادة التامة في ركلات الترجيح، فهم لا يترددون، فقط يعملون ويستعدون وينتظرون النجاح نظير ذلك.

يقول دكتور علم نفس كرة القدم جير جورديت النرويجي في بحثه (لماذا يخسر الإنجليز ركلات الترجيح): "النجاح في ركلات الترجيح لا يعتمد على مهارة أو أسلوب اللاعب، بل مدى سيطرته على أعصابه وقلقه".

منذ عام 1982 وحتى ركلات السبت أمام إيطاليا لم تهدر ألمانيا أي ركلة ترجيحية من أصل 21، ما هذا!

إتقان غير عادي، قوة مفرطة في التسديد، تدريب على أفضل ما يكون، فقط شاهد كيف يصوبون الركلات.

لاحظ قوة التسديد، معظم ركلاتهم لا تُركن وإنما تسدد بمنتهى القوة لذلك تجد الكثير من الكرات ترتفع فوق مستوى الأرض يصعب على حارس المرمى التصدي لها.

لطالما حظيت ألمانيا بحراس مرمى كبار، منذ توني تورك بطل العالم 1954 وحتى مانويل نوير بطل العالم 2014.

فإذا تحدثنا عن سيب ماير، هارالد شوماخر، بودو إلجنر، أندرياس كوبكه، يانز ليمان، فإننا نتكلم عن حراس كبار ساهموا في انتصارات وإنجازات المانشافت على مدار التاريخ.

جميعهم تصدى لركلات ترجيحية ليرجح كفة منتخب بلاده في البطولات الكبرى.

الركلات المثيرة التي لُعبت بين ألمانيا وإيطاليا كانت استثنائية، فمن غير المعقول أن تهدر ألمانيا 3 ركلات ترجيح في لقاء واحد، بل في بطولة واحدة.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل