المحتوى الرئيسى

فى زمن «الانهيار الأخلاقى» يظهر «ناصر الدسوقى»

07/03 17:10

نعم نجحنا فى 30 يونيو 2013 - التى نحتفل بذكراها هذه الأيام- فى إسقاط حكم الإخوان، واعتقدنا جميعا أنه من الممكن أن نعيد الزمن الجميل للشارع المصرى والشخصية المصرية، ولكن خاب ظننا جميعا لأن الانهيار الذى ضرب البلاد والعباد بعد إسقاط مبارك، كان قد أصبح جزءا أصيلا فى الشخصية المصرية، وتحولت لغتنا الجميلة إلى أسوأ لغة حوارية بين جميع أفراد المجتمع، وأصبحت لغة «القلش»، كما يقولها بعض الشباب الآن، هى سيد الموقف، وأصبح نموذج البلطجى هو السائد، وأصبحت أغنية «معلهش يا زهر» وأغانى أوكا وأورتيجا وشحتة هى الفن الجميل فى زمن الانحطاط الكلى، واختفت إلى الأبد القوى الناعمة، السينما والمسرح وكل الفنون، التى غزونا بها العالم منذ أول يوم خرجنا فيه للشارع بلغة السب والقذف والحجارة والمولوتوف والخرطوش، وتوهمنا أننا صنعنا ثورات سليمة وهى الكذبة الكبرى التى ما زلنا نعيشها حتى الآن.

إذن علينا أن نعترف بأنه بعد 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 اعتقدنا أن الشارع المصرى ربما سيتغير إلى الأفضل، وهو ما لم يحدث، فحتى الآن الظاهر منا هو الأسوأ، وفقدنا الأمل فى إعادة الشخصية المصرية إلى ما قبل يناير أو بعد يونيو، وظهر على الساحة الآن شخصية جديدة أصبحت هى البريمو فى الشارع المصرى، وهى شخصية البلطجى التى تأخذ حقها بنفسها، فظهر عبده موتة فى السينما، وحبيشة فى ابن حلال، وناصر ورفاعى فى الأسطورة، وتكررت هذه النماذج فى أغلب الأعمال الدرامية مثل، الصياد والقيصر، الكل سعى إلى إظهار البلطجى على أنه المنقذ فى زمن إنهارت فيه كل القيم، وتفنن صناع الدراما فى استخدام أسوأ لغة حوارية فى أعمالهم، ناقلين ما يجرى فى الشارع المصرى الآن من لغة منحطة، لغة كل مفرداتها تعكس الانهيار الأخلاقى والثقافى والدينى، لدرجة أنك لا تستطيع أن تستكمل أى حوار مع هذه الشخصية أو حتى تسمعها، لغة انتشرت بعد هوجة يناير، وتأصلت بعد أحداث يونيو، وظهر ذلك مع الباعة الجائلين وأطفال الشوارع وسائقى التوك توك والميكروباص، «شياطين الأسفلت»، وأصحاب أسوأ لغة عرفتها مصر، وأغلب هؤلاء إما أنهم مسجلون أو بلطجية بالفطرة، وأغلب هؤلاء وراء رفع الأسعار، فهم أول من يبادرون برفع أجرة الركاب حتى ولو لم يصدر قرار برفع سعر البنزين أو السولار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل