المحتوى الرئيسى

أخطر «كوميديان» في العالم| فؤاد المهندس.. عشق المسرح فتربع على عرشه بجدارة

07/03 16:05

يعد جيل الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من أكثر الأجيال حظًّا، والذى زخر بالعديد من النجوم الذين لمعوا وقدموا أعمالاً فنية مبدعة، وعاصروا كل ما هو جديد سينمائيًّا وتليفزيونيًّا وإذاعيًّا.

يقتحم صوته دون الأذن عمد بمجرد سماعه في الإذاعة أو التليفزيون أو حتى من على بعد أمتار من خشبة المسرح، فكان مميزًا دائمًا، لا يكتفي بتقديم أعمال فنية لرفع رصيده الفني بل اعتمد على التنوع في تقديمها ليشكل لنا أرشيفًا فنيًّا فى الإذاعة والتليفزيون والمسرح بأعمال خالدة لا تنسى، إنه الفنان فؤاد المهندس

هو فؤاد زكي المهندس، من مواليد 6 سبتمبر 1924 بحي العباسية، ولد لأسرة متوسطة ولأب شغل منصب عميد كلية دار العلوم، وهو "زكي المهندس" والذي كان عضوًا بالمجمع اللغوي، ولأم رفضت عمل فؤاد المهندس الفنى حتى وفاتها، فيذكر أنه في إحدى حفلات مسرح المدرسة، ثارت والدته عندما صعد على خشبة المسرح، وقالت له "انزل يا ولد" وطالبته بالتوقف والنزول وهو ما قام به بالفعل.

فؤاد المهندس الثالث بين أربعة أشقاء، فشقيقته هي الإذاعية الشهيرة "صفية المهندس" والتي كانت تقدم برنامج "إلى ربات البيوت" وكان زوجها الإذاعي الشهير "بابا شارو"، تخرج المهندس فى كلية التجارة وعمل بإدارة الشباب بالجامعة.

بدأت موهبة المهندس الحقيقية تظهر في المدرسة، وتشتهر في هذا الوقت بتقليد المدرسين في الحفلات المدرسية السنوية، حيث تأثر المهندس بثلاثة أعلام للكوميديا هم الكوميدي الهولندي "جروشو ماركس" و"شارلي شابلن" وأخيرًا "نجيب الريحانى" الذي شاهده في مسرحية "الدنيا على كف عفريت" من خلال دور صغير أعطاة الريحاني للمهندس، فانضم لفرقته المسرحية بعد مطاردة فؤاد المهندس له في فرح شقيقته "صفية المهندس"، حيث لم يهتم بالفرح وصخبه ولكن وضع كل تركيزه على حضور الأستاذ الريحاني، إلا أنه لم يساعده كثيرًا حتى توفي الريحانى وترك المهندس العمل بالفرقة.

على الرغم من تقديمه لأكثر من 70 عملاً سينمائيًّا وأكثر من 20 مسرحية، إلا أن الكثيرين لم يعلموا أن لفؤاد المهندس أعمالًا إذاعية مميزة وبرامج تعرّف عليها التليفزيون المصري والعربي لأول مرة، فصوته المميز الطفولي جعل من المهندس أيقونة الإذاعة المصرية التي انضم لها وقدم العديد من الأعمال الإذاعية الكوميدية التي ناقشت العديد من القضايا الاجتماعية.

انطلق المهندس فى الإذاعة المصرية مُعدًّا لبرامج الأطفال، وساعده زوج شقيقته الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان "بابا شارو" كباب للرزق والاقتراب من هوايته، ثم بدأ فى تحقيق حلمه حين انضم لفرقة "ساعة لقلبك" 1953 مع صديقه وشريك مشروعه ونجاحه الفنان الكوميدى الكبير عبد المنعم مدبولى، وضمّت الفرقة إلى جوارهما عددًا من النجوم الكبار، منهم: خيرية أحمد وشويكار وجمال إسماعيل وفاروق فلوكس وغيرهم، والذى كان مسلسلًا إذاعيًّا كوميديًّا يحكى عن زوج يعاني من زوجته الغبية.

ويعد مسلسله الإذاعى "كلمتين وبس" علامة من علامات الإذاعة المصرية والذى قدمه عام 1969، واستمر فى تقديمه على مدار ثلاثين عامًا، حيث ناقش من خلاله سلبيات المجتمع والشعب و الروتين، حتى تم إنتاجه مرة أخرى من قبل التليفزيون المصري.

قدم فؤاد المهندس عددًا كبيرًا من المسلسلات الإذاعية النادرة أبرزها مع شويكار، ومن أشهر أعمالهما الإذاعية "اجري اجري" والذي لا يوجد له أثر الآن، "لما الدنيا تلف" قصة المسلسل وهي نفس قصة مسرحية "السكرتير الفني"، والتي قدمها فؤاد المهندس وشويكار للمسرح عام 1968، "عشان سواد عيونها"، "خميس وجمعة"، "متاعب المهنة" الذى ناقش في كل حلقة متاعب لمهن مختلفة، "أنت اللي قتلت بابايا" والتي تحولت إلى فيلم من بطولة المهندس وشويكار أيضًا.

نجاحاته السينمائية لم تكن كافية بالنسبة لجمهوره، لدرجة أن معظم محبي المهندس يفضلون مشاهدة مسرحياته عن أفلامه التي قدمها والتي نال معظمها شهرة واسعة كـ"أرض النفاق، مستر أكس، العتبة جزاز، شنبو في المصيدة" وغيرها.

المسرح بالنسبة للمهندس هي مملكة البطل لكن التفرد والاستحواذ يجعل من صاحبها شخصًا مزيفًا، ففضل المهندس العمل الجماعي دائمًا ليشكل مدرسة "المهندس" التي خرج منها نجوم لمعوا في الفن منهم "عادل إمام" حيث قدمة لأول مرة في مسرحية "أنا وهو وهي" 1964، ليصبح إفيه "بلد بتاعت شهادات صحيح" علامة مسجلة فى الشارع المصرى، وسعيد صالح في "ربع دستة أشرار" 1970، وتأكيدًا على حبه للعمل الجماعي في المسرح، كان "أفيش" مسرحية هالة حبيبتي يحمل صورة الطفلة رانيا عصمت وكلبها دون صورة للأستاذ فؤاد، وكانت مسرحية "إنها حقًّا عائلة محترمة" بطولة "عائلية".

أكثر من 20 مسرحية يعشقها جمهور فؤاد المهندس الصغار قبل الكبار، فمن منا لم يستفد من تربية بناته في "سك على بناتك"، وتعاطف مع حب عمو فؤاد لهالة في "هالة حبيبتي"، و"السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"حواء الساعة 12" و"إنها حقًّا عائلة محترمة"، فكان عهد فؤاد المهندس وبحق هو العصر الذهبى للمسرح الذى لم يفرغ يومًا من الجمهور.

فؤاد المهندس على المسرح؛ عبارة عن طاقة لا تنفد، يقفز، يركض، يلعب بصوته على كل الأوتار، يغني، ينتزع الضحكات، ينصح، يسخر، يعلم جمهوره دون وصاية، فيقول عنه محمود السعدني في كتاب المضحكون "فؤاد المهندس يتمتع بلياقة بدنية يحسده عليها كباتن كرة القدم".

يرى فؤاد المهندس أن الفن له رسالة سامية وهى خدمة المجتمع ولأنه يحب الأطفال فقد كان يبحث عن عمل يجمعهما سويًّا، فقدم مشوارًا فنيًّا طويلًا مع الأطفال من خلال فوازير "عمو فؤاد" التى أحبها الكبار قبل لأطفال.

تزوج المهندس مرتين الأولى 1952 من السيدة عفت سرور التى كانت جارة المهندس، تمت الزيجة بعد ذلك بسنوات وأثمرت عن ولديهما الوحيدين المهندس أحمد والمحاسب محمد، ولكن سنوات العسل لم تدم طويلًا، فانفصلا.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل