المحتوى الرئيسى

دومينيك دوفيلبان.. السياسي الشاعر

07/03 11:42

شاعر وروائي وكاتب وسياسي فرنسي، ينتمي إلى اليمين الديغولي ومقرب من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، الذي عينه أمينا عاما لرئاسة الجمهورية ثم وزيرا للخارجية فالداخلية، ثم رئيسا للوزراء في الفترة من عام 2005 وحتى 2007.

وُلد دومينيك دوفيلبان يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1953 في العاصمة المغربية الرباط، حيث كان والده عضوا في مجلس الشيوخ عن الفرنسيين المقيمين في الخارج.

ينحدر دوفيلبان من أسرة برجوازية ظلت منذ القرن التاسع عشر مقربة من دوائر السلطة، وحاز 18 من أفرادها على "وسام الشرف" الوطني. وعاش دوفيلبان طفولته بعيدا عن وطنه، حيث انتقلت الأسرة للعيش في فنزويلا بعد ميلاده بأعوام قليلة.

تلقى دوفيلبان تعلميه الابتدائي في المغرب، كما تلقى تعليمه الإعدادي في فنزويلا، وتوزع تعليمه الثانوي بين مدينتيْ نيويورك الأميركية وتولوز الفرنسية حيث أكمل هذا التعليم.

التحق دوفيلبان بجامعة باريس حيث حصل على إجازتين واحدة في الأدب من كلية الآداب، وأخرى في القانون من مدرسة "سيانس بو". ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة خلال 1978-1980، وكان ضمن طلابها آنذاك فرانسوا هولاند وسيغولين رويال.

في عام 1977 انخرط دومينيك دو فيلبان في "حزب التجمع من أجل الجمهورية" بزعامة جاك شيراك الذي صار أحد أقرب المقربين منه، وأسند إليه إعداد تقارير دورية عن السياسة الدولية والعلاقات الخارجية لفرنسا بحكم عمله في السلك الدبلوماسي.

في عام 1984 عُين دوفيلبان كاتبا أول مكلفا بالعلاقات مع الصحافة بالسفارة الفرنسية في واشنطن، ثم كاتبا أول بالسفارة الفرنسية في نيودلهي في الفترة من عام 1989 وحتى عام 1992، عاد بعدها إلى فرنسا حيث عمل مديرا لمكتب ألان جوبيه الذي أصبح وزيرا للخارجية في عام 1993.

ومع ترشح جاك شيراك للرئاسة عام 1995، كرس دوفيلبان جهده للعمل في حملته الانتخابية وكوفئ بعد فوز شيراك بتعيينه في منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية، وهو منصب مركزي في الهرم التنفيذي الفرنسي.

وفي عام 2002 تولى دوفيلبان وزارة الخارجية وذاع صيته بعد الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي وأكد فيها رفضه الغزو الأميركي للعراق، كما دخل في مساجلات مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول، وفند الادعاءات الأميركية بعلاقات العراق بتنظيم القاعدة وامتلاكه أسلحة دمار شامل.

ومن عبارات دومينيك دوفيلبان التي اشتهر بها "أوروبا العجوز ترفض خوض حرب جائرة باسمها"، وكان بذلك يرد ضمنا على نائب الرئيس ديك تشيني حين قال إن "أوروبا العجوز (فرنسا وألمانيا) ليست متحمسة للحرب مقابل أوروبا الشابة التي في مقدمتها إسبانيا".

في عام 2004 تولى دوفيلبان وزارة الداخلية خلفا لخصمه العنيد نيكولا ساركوزي الذي غادرها إلى وزارة المالية. وفي 2004 عينه شيراك رئيسا للوزراء تعزيزا لمكانته السياسية على أمل أن يكون خليفتَه وأن يقطع الطريق على ساركوزي.

حاول دوفيلبان تسديد ضربة أخيرة لساركوزي علها تُثنيه عن الترشح فسعى إلى كشف تورطه في فضيحة "كليرستريم"، لكن الخطوة رجعت عليه بأثر عكسي بعد "تبين زيف الوثائق" التي قدمها، مما جلب عليه متابعات قضائية ظلت مستمرة حتى عام 2011 حيث برئ منها.

بعد نجاح ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2007، غادر دوفيلبان المشهد السياسي وتفرغ للتأليف وكتابة الشعر، كما أصبح محاميا لدى محاكم العاصمة باريس، وحاول التقدم للانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012 لكنه فشل في الحصول على التوقيعات اللازمة لذلك.

اشتهر دوفيلبان -فضلا عن صيته السياسي- بكونه شاعرا وروائيا وكاتبا، وتشهد على ذلك أعماله المتنوعة، ومن أشهرها: "المائة يوم أو روح التضحية" وهو عمل سردي صدر في 2001، يعرض لآخر أيام الإمبراطور نابليون بونابرت الذي لا يُخفي دوفيلبان إعجابه بشخصيته وبإسهامه في مسار فرنسا السياسي والتاريخي. وقد نال هذا العمل جائزة مؤسسة نابليون وجائزة السفراء.

وله كتاب "عالم آخر: مجموعة خطابات تتناول التغيرات السياسية على الساحة الدولية وغزو العراق والبناء الأوروبي"، و"تاريخ الدبلوماسية الفرنسية" (عمل مشترك).

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل