المحتوى الرئيسى

الألمان يقهرون الطليان بعد نصف قرن من المعاناة

07/03 01:42

الاصطدام بإيطاليا مجددا في كأس الأمم الأوروبية هو بمثابة الكابوس لمشجعي المنتخب الألماني، لأنهم تعودوا على الهزائم والتعادلات طوال اللقاءات التي جمعت الفريقين في النهائيات الأوروبية، بل وخلال نهائيات كأس العالم (4 انتصارات لإيطاليا، و4 تعادلات).

لكن هذه المرة نجح الألمان في فرض أفضليتهم على مجريات المواجهة في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في فرنسا. التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لهدف كان غير منصف للألمان، لو نظرنا لنسبة السيطرة على مجريات اللعب، ولعدد الفرص الخطرة أمام المرمى.

ويبدو أن هذا الحظ العاثر انقلب إلى الضد خلال ركلات الترجيح الدرامية، والتي ضغطت على أعصاب مشجعي الفريقين. وفي النهاية تمكن هيكتور ونوير من العبور بألمانيا إلى نصف النهائي.

بعد الفوز الكبير لألمانيا في ثمن النهائي على سلوفاكيا بثلاثة أهداف نظيف، قرر المدرب يواخيم لوف تعديل خطة لعبه، وأبقى نجم تلك المباراة يوليان دراكسلر حبيس مقاعد الاحتياط أمام إيطاليا. بالمقابل أشرك لوف اللاعب هوفيديس ليكون قلب الدفاع الثالث إلى جانب هوملس وبواتينغ. وهذا التكتيك بالضبط قاد الماكينات الألمانية للفوز (4/1) على الطليان في اللقاء الودي الذي جمع الفريقين في ميونيخ في 29 مارس/آذار الماضي.

أما المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي فاصطدم بغياب أحد أبرز نجوم الآزوري وهو اللاعب دي روسي لتعرضه للإصابة، ودفع باللاعب ستورارو بديلا له. وهو ما أثر على الطليان الذي قهروا في ثمن النهائي حامل اللقب المنتخب الإسباني.

دخول شفاينشتايغر في تبديل مبكر بسبب إصابة خضيرة

بدأت المباراة بسيطرة وضغط هجومي من جانب المنتخب الألماني الذي حاصر منافسه في وسط ملعبه لدقائق، لكن سرعان ما دخل الفريق الإيطالي في أجواء المباراة وبدأ الانتشار على أرضية الملعب. وجاءت أولى المحاولات التهديفية في الدقيقة الخامسة وكانت من نصيب المنتخب الإيطالي حيث انطلق إيمانويلي جياكيريني وحاول التصويب من داخل منطقة الجزاء لكن جيروم بواتينغ أخرج الكرة إلى ضربة ركنية لم تستغل. وسقط الألماني سامي خضيرة مصابا في الدقيقة 12 وخرج لتلقي العلاج ثم واصل اللعب لكن المدرب لوف وجد نفسه أمام أول موقف صعب: سامي خضيرة يخرج مصابا في الدقيقة 16، والبديل كان المخضرم باستيان شفاينشتايغر.

وواصل المنتخب الألماني استحواذه وضغطه المتواصل، بينما اعتمد الفريق الإيطالي بشكل أساسي على الهجمات المرتدة لكن أيا من الفريقين لم يشكل الخطورة الكافية على مرمى منافسه لأكثر من 20 دقيقة.

واهتزت شباك الحارس الإيطالي بوفون في الدقيقة 27، حيث تلقى شفاينشتايغر كرة عالية من ماتس هوملس ووجهها برأسه إلى داخل الشباك، لكن الحكم لم يحتسبها هدفا لتدخل شفاينشتايغر مع ماتيا دي تشيليو خلال تسديد الكرة.

وأهدر ماريو غوميز فرصة ثمينة للمنتخب الألماني في الدقيقة 40 حيث تلقى كرة عالية من كيميتش لكنه صوب الكرة برأسه فوق العارضة. وشن المنتخب الألماني هجمة خطيرة أحدثت ارتباكا داخل منطقة الجزاء لكنها انتهت بتسديدة ضعيفة من توماس مولر ليمسك بوفون بالكرة بثبات. ورد المنتخب الإيطالي بهجمة خطيرة بدأت بطولية تلقاها جياكيريني الذي سدد كرة تصدى لها الحارس وارتدت لتصل إلى ستيفانو ستيورارو الذي سدد بقوة لكن بواتينج وجه الكرة إلى خارج الشباك ، ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ولم يختلف الحال كثيرا في مطلع الشوط الثاني حيث استمر التفوق الألماني في الاستحواذ وواصل الفريق الإيطالي في البحث عن الفرصة من الهجمات المرتدة. واقترب المنتخب الألماني بشكل كبير من هز الشباك في الدقيقة 54 حيث هيأ ماريو جوميز الكرة لتوماس مولر الذي راوغ ثم سدد بقوة لكن أليساندرو فلورينزي أبعد الكرة بمهارة، وبعدها بثوان سدد بواتينغ كرة صاروخية بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء لكنها مرت فوق العارضة مباشرة. وفي الدقيقة 65 افتتح المنتخب الألماني التسجيل عن طريق أوزيل حيث انطلق ماريو غوميز من الناحية اليسرى ثم مرر الكرة بمهارة إلى يوناس هيكتور الذي هيأها لأوزيل ليسكنها الشباك دون تردد.

وأخيرا الفوز على إيطاليا في مباراة رسمية (في كأس العالم أو كأس أوروبا). ركلات الترجيح الماراثونية ابتسمت للألمان (6 مقابل 5). الحظ وتألق مانويل نوير ساهما في حسم الأمر. اللاعبون يتحلقون حول نوير وهيكتور، الذي نفذ الركلة الأخيرة، محتفلين بتأهل تاريخي.

وباستعراض مجريات اللقاء، انطلاقا من الشوط الأول نجد أن خطة المدرب يواخيم لوف اصطدمت بإصابة مبكرة لسامي خضيرة في الفخذ، ليخرج من أرضية الملعب ويحل باستيان شفاينشتايغر بديلا له في الدقيقة 16.

شوط أول سلبي مع أفضلية نسبية للألمان ولكن بدون فرص خطرة على المرمى. كلا المدربين لعب بتركيز دفاعي كبير، وخاصة المدرب الإيطالي كونتي.

مسعود أوزيل يضع الألمان في المقدمة، مفتتحا التسجيل في هذه المباراة في الدقيقة 65، بعد تمريرة من الظهير الأيسر هيكتور.

هو الهدف الأول في هذه البطولة الذي يلج شباك المخضرم بوفون. صحيح أن إيطاليا تلقت هدفا، عندما خسرت أمام ايرلندا في آخر مباراة لها في دور المجموعات، ولكن بوفون لم يلعب في تلك المباراة.

خطأ فادح من بواتينغ، عندما رفع ذراعيه عاليا فوق رأسه. وفي مثل هذه الحالات فإن القانون يقول أي لمس للكرة حتى ولو لم يكن مقصودا يستوجب ركلة جزاء إذا كان اللمس داخل منطقة الجزاء.

هدف التعادل لإيطاليا في الدقيقة 78. بونوتشي ينجح في تنفيذ ركلة جزاء بشكل صحيح ويعيد الطليان إلى أجواء المباراة مجددا.

هو الهدف الأول أيضا الذي يلج شباك مانويل نوير في هذه البطولة، بعد أن نجح في الذود عن نظافة شباكه طوال أربع مباريات في هذه البطولة. ولكن عزاء نوير أن الهدف جاء من ركلة جزاء.

المباراة كانت مثيرة وشهدت التحامات قوية. وإن كان الشوط الأول من الوقت الأصلي قد خلا من البطاقات، إلا أن بقية المباراة عرفت رفع 5 بطاقات صفراء للطليان، مقابل بطاقتين للألمان.

الجماهير الألمانية فرحة بتحطيم العقدة الإيطالية عقب عقود من الانتظار للثأر من الآزوري في مباراة رسمية.

أما الجماهير الإيطالية فستترك وراءها بعض الصور الجميلة في هذه البطولة، ولكن ساعة الرحيل قد حانت ولا بد من العودة إلى الديار.

وكاد غوميز أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68 حيث تلقى تمريرة من أوزيل وانطلق ثم سدد الكرة بلمسة مهارية أمام المرمى لكن بوفون أخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل. وفي الدقيقة 72 دفع لوف باللاعب يوليان راكسلر بدلا من ماريو غوميز المصاب.

وضغط المنتخب الإيطالي بقوة أملا في التعادل وأتيحت فرصة أمام جرازيانو بيلي في الدقيقة 74 حيث تلقى عرضية قابلها بتسديدة قوية لكن الكرة مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 77 حصل المنتخب الإيطالي على ضربة جزاء إثر تصدي بواتينغ للكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وتقدم ليوناردو بونوتشي لتنفيذها مسجلا هدف التعادل. وانتعش المنتخب الإيطالي هجوميا وكثف محاولاته للتقدم وبالفعل هدد المرمى الألماني لكن الدفاع تعاون مع نوير بالشكل المطلوب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل