المحتوى الرئيسى

بعد “زف” رجل في الفيوم” بـ”قميص نوم”.. هل قلَّد الأهالي ما حدث في “مسلسل الأسطورة”؟

07/02 19:02

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » بعد “زف” رجل في الفيوم” بـ”قميص نوم”.. هل قلَّد الأهالي ما حدث في “مسلسل الأسطورة”؟

تداول روداد شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عبر صفحاتهم الشخصية صورًا  ومقطع فيديو لأهالي إحدى قرى مركز يوسف الصديق بالفيوم، وهم يجرون رجلا  ألبسوه “قميص نوم” بهدف “تجريسه”،  في مشهد مماثل لما وقع في أحداث مسلسل “الأسطورة” للفنان محمد رمضان، والذي أثار حالة من الجدل في الأوساط الاجتماعية منذ بداية عرضه.

يروي متداولو الصور على  “فيس بوك” أن أحد مستخدمي “فيسبوك” القرى التابعة  لمركز يوسف الصديق نشر صورة لزوجته بالملابس الداخلية على صفحته على “فيس بوك”، وذلك بعد أن طلبت منه الطلاق، الأمر الذي أشعل  غضب أهالي الزوجة، واعتدوا عليه وأرغموه على ارتداء قيص نوم في الشارع لـ”تجريسه”.

بينما يقول مصدر أمني داخل قسم شرطة مركز يوسف الصديق، رفض ذكر اسمه،  إن أهالي الزوجة تقدموا ببلاغ منذ قرابة شهر الزوج يتهمونه بـ”انتهاك كرامة وشرف زوجته”، وأن بعض الأهالي أكد أنه يعاني من خلل نفسي.

في الوقت نفسه صب رواد “فيس بوك” غضبهم على مسلسل “الأسطورة”، متهمينه بالمسؤولية عن تدهور الأخلاق وانتشار العنف، بشكل عام والمسؤولية عما حدث بقرية شعلان بشكل خاص.

بينما يرى باحثون اجتماعيون أن جذور الأزمة أعمق عن مجرد تقليد لمشاهد من عمل فني، أيًا كان الاختلاف أو الاتفاق على قيمة ما يطرحه.

ويقول السيناريست سمير عبد الباقي، للتجريس تاريخ طويل داخل المجتمع المصري خاصة الريف، وكان يجرى عادة من قبل عمد القرى والأعيان بأن يلبسوا أحد الأشخاص ثياب أمرأة  ويركبوه حمارا بالمقلوب كنوع من الإذلال، وعادة ما كان يجرى هذا دون أسباب قوية، أو لسرقة هذا الشخص لبضع ثمرات أو قدح من القمح من حقل أحد الأعيان.

يتابع أن “التجريس” كان نوع من إثبات هيمنة السلطة المتمثلة العمد والأعيان آنذاك، مضيفا أن إحدى هذه الوقائع حدثت من ضابط شرطة عام  1984 بمركز سنورس، فألبس  مسجل خطر ثياب امرأة وطاف به في الشوارع، ولكن هذا شهد وقتها احتجاجا كبير من الأهالي ضد ضابط الشرطة.

ويضيف عبد الباقي أن الأزمة هو أن هذا يحدث الآن من أهالي ضد بعضهم بعضًا، وهو في الحقيقة نتيجة مباشرة لترسخ مفاهيم البلطجة والعشوائية، وغياب العدالة الاجتماعية، والعدل بكافة أشكاله، كما أنه نوع من استعراض القوة نتيجة الإحساس العام  بالضعف، فالدراما ما هي إلا رصد ومحاكاة للواقع حتى لو كانت بشكل مبالغ فيه.

يقول هاني عفيفي، الكاتب والناقد الأدبي، دائما ما يكون هناك بين الحين والآخر حوادث مشابهة، قد تتخذ أشكالًا أعنف، في هذه الحالة يبدو التأثير المباشر لدراما مسلسل الأسطورة جليا، فالحادث منذ بدايته وكأنه مقتبس من المسلسل، منذ نشر الزوج صورة زوجته بالملابس الداخلية، مرورًا بما فعله أهلها بإلباسه قميص نوم والطواف به في شوارع القرية، في مشهد مماثل لما فعله ناصر الدسوقي، والذي جسد شخصيته محمد رمضان، انتقاما لشرفه.

ويشير إلى أن ما يدعم رأيه هو أن هناك فروق زمنية كبيرة بين نشر بطل الواقعة الحقيقية بقرية شعلان، صورة زوجته بالملابس الداخلية، إذ إحدث ذلك منذ أكثر من شهر، وبين واقعة الاعتداء عليه وتجريسه، والتي حدثت أمس الجمعة، وأن التهديد بالانتقام من الزوج من قبل أهل الزوجة، كان قبل عرض المسلسل أيضًا، وهو ما يوضح تأثير المسلسل على ردة فعل الأهالي.

ويضيف عفيفي مدللا على كلامه، فكرة التجريس، موجودة داخل التراث الشعبي، منذ عهود طويلة، وكانت تنفذ من قبل الأهالي ضد السارق مثلا أو من يرتكب فعلا مجرما داخل المجتمع، بأن يركب على حمار بالمقلوب ويلف الأهالي به القرية وكان أيضا يرتدي طرحة، في إشارة أن فعلته هذه لم تعد تبقي به داخل جنس الرجال، وأذكر أن بعض الأهالي في محافظة الشرقية أمسكوا بمتظاهر من أنصار الإخوان منذ فترة وألبسوه “ملابس حريمي” وطافوا به الشوارع، رغم أن مسلسل الأسطورة لم يكن بالطبع قد عرض بعد.

ويردف عفيفي، هناك جانب آخر مهم في مثل هذه الأحداث، وهو ترسيخ فكرة تحقير المرأة، ودائما ما يحدث هذا حتى في أشد اللحظات التي تتسم بالثورية، وأذكر في هذا الصدد هتاف كان المتظاهرون يرددونه أثناء تظاهرات 30 يونيو،”آه لو عبدالناصر عايش كان لبسكم طرح وغوايش”، وهو ما يثبت ترسخ قيم رجعية داخل المجتمع.

الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي تحمل كثيرًا من التساؤلات، حول هيسترية التشفي والانتقام، وتعمد الإهانة والتنكيل ودوافعه النفسية والاجتماعية.

ويقول محمد عبد الحكيم، الباحث في علم الاجتماع، ما حدث في قرية شعلان هو جزء من ممارسات موجودة داخل المجتمع، كنوع من العقاب المجتمعي، ضد فرد أو مجموعة، وهذا يحدث عادة في ظل غياب دور الدولة في ضبط الأمن المجتمعي، وغياب سلطة القانون، مشيرًا إلى أن تأثير  مسلسل الأسطورة كان ظاهريا، إذ اتخذ منفذو الواقعة نفس الآلية والشكل الانتقامي، ولكن الأسباب الحقيقية بعيدة عن التأثير المباشر للأسطورة.

ويتابع أن ما حدث داخل محافظة المنيا- مثلا- من حرق منزل مسيحي لم يكن بإذعان من مسلسل محمد رمضان، وكذلك تهجير الأقباط ومنها واقعة قتل فتاة مسلمة من قبل أهلها وتهجير عائلة مسيحية  بمركز طامية بالفيوم في شهر فبراير الماضي، بدعوى وجود علاقة بين القتيلة وشاب من العائلة المسيحية، ومشاهد الدم التي نراها في المشاجرات،  كل هذا لم يكن موجودًا في مسلسل الأسطورة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل