تحليل #في_اليورو – كيف تكسر ألمانيا عقدة إيطاليا؟

أصبح من المستحيلات في عالم كرة القدم أن يفوز منتخب ألمانيا على نظيره الإيطالي في بطولة كبيرة، يتواجه المنتخبان في بطولة يورو 2016 وبكل تأكيد الكفة تميل في صالح الإيطاليين، لكن ماذا لو حدث العكس؟

المنتخب الألماني يلاقي صعوبة كبيرة للغاية حينما يواجه خصما يعتمد الأسلوب الدفاعي، ناهيك عن طريقة المرتدات التي ينتهجها المنتخب الإيطالي مؤخرا هذا يعني أن منتخب ألمانيا سيواجه مشاكل خلال المباراة.

كيف يتغلب منتخب ألمانيا على إيطاليا ويكسر العقدة؟

يتفوق المنتخب الألماني في جميع الإحصائيات حينما يقارن بنظيره الإيطالي، فهو أكثر المنتخبات استحواذا على الكرة بنسبة 64.1% كمتوسط في المباراة الواحدة، ودقة التمريرات تقدر بـ87.8% إضافة إلى تسجيله 6 أهداف.

من النقطة الأخيرة يجب أن نقف، دقة تمريرات كبيرة جدا، ونسبة استحواذ ربما هي الأكبر في البطولة، ومعدل تهديفي ضعيف، يرجع ذلك لأسباب واضحة.

منتخب ألمانيا يلعب في المجمل بطريقة 4-2-3-1، لكن المشكلة في تواجد توماس مولر على طرف الملعب، رأينا معدل دقة تسديدات تقدر بـ27%، ودقة تمريراته تقدر بـ76%، مولر متذبذب وبعيد عن مستواه لأنه في الأساس بعيدا عن مركزه وقدراته التي بإمكانه تقديمها، فاز بخمسة مراوغات من أصل 10 وبـ11 كرة هوائية من أصل 25 اشترك بهم، خلق 8 فرص صنع منهم هدفا وحيدا.

يواخيم لوف عليه أن يدفع بماريو جوميز الذي سيشكل إضافة قوية لهجوم منتخب ألمانيا ويمنحه النقطة التي تنقصه ليكمل طريقته.

شارك جوميز في 3 مباريات وسجل هدفين وخلق 3 فرص، يمتلك دقة تسديدات تقدر بـ83%، ودقة تمريراته ضعيفة بعض الشيء 70%، أقوى خاصية يتمتع بها جوميز هي فوزه بالكرات الهوائية التي تقدر بنسبة 57%.

يجب أن يلعب توماس مولر في العمق ليضفي قوة هجومية مباشرة لأسلوب اللعب الألماني، عوضا عن الاهتمام بالتمريرات وصولا لمرمى الخصم، اللعب المباشر مطلوب بشدة لكي تتخطى إيطاليا.

كيف تخترق جدار إيطاليا الدفاعي؟

يجب أن يلعب يواخيم لوف بعمق هجومي أكبر، المنتخب الإيطالي دخل مرماه هدفا وحيدا جاء من أيرلندا كيف جاء الهدف؟

لا يجب أن تفكر كليا بالدخول إلى منطقة جزاء إيطاليا لأنك وبكل تأكيد إما ستخسر الكرة أو يجرك الخط الدفاعي إلى تسديدها في غابة السيقان، والأقوى أن يجعلك الدفاع تخرج بالكرة إلى الطرف ومن ثم ستخسرها.

مولر يلعب في العمق مع جوميز كلاهما قوي بدنيا وبإمكانه تشتيت الدفاع، على الأقل بإمكانهما خلق المساحة المطلوبة لضرب الخط الدفاعي مرة وحيدة.

هكذا فعلت أيرلندا، كرة طولية من خارج منطقة الجزاء، ثم لاعب اصطاد الكرة برأسه وسرعته فسجل هدفا، لا يجب أن تمرر حتى تدخل أنت والكرة إلى منقطة الجزاء.

وقف المنتخب الإسباني عاجزا دون إيجاد أي حلول لأنه اتجه للعب الكرات العرضية إضافة إلى محاولته الوصول بالكرة لأقرب مسافة ممكنة من المرمى، ربما نجح في ذلك مرة لكنه لم يسجل وبالتالي فقد فشلت طريقته.

إسبانيا اتجهت لتستخدم 3 مهاجمين لمواجهة ثلاثي الدفاع الإيطالي وتلك كانت فكرة خاطئة للغاية أيضا، منع ذلك إيطاليا من التقدم، مدافعو إيطاليا تمركزوا بطريقة متميزة ومن الواضح أنها الأسلوب الثابت، لا يمكن أبدا أن تشتت تلك التكتلات لأنه اصطفاف متفق عليه.

يجب أن تتخلص من طريقة الضغط التي ينفذها المنتخب الإيطالي، أسلوبه في التحرك كوحدة واحدة يجعل متلقي الكرة يشعر وكأنه لا يمكنه أن يجد أي مساحة، وإن وجدها فهذا لأن إيطاليا سمحت بذلك فقط.

منتخب إيطاليا أثبت أنه يجيد الحفاظ على شكله التكتيكي لذلك سيكون أمرا متهورا ومتكررا إن حاولت أن تفتت ذلك التكتل، منتخب إسبانيا حاول والنتيجة كانت الخسارة 2-0.

ما الثغرة التي يجب أن يستخدمها لوف؟

ماركو بارولو لا يساند إيمانويل جياكريني مساندة كاملة، وفي ظل إيقاف تياجو موتا واحتمال غياب دانيلي دي روسي، هذا يعني أن بارولو سينغمس في الدفاع أكثر، مركز وسط إيطاليا هو ما يجب أن يعمد لوف على الضغط عليه من خلال الثنائي سامي خضيرة وتوني كروس، إضافة لميسوت أوزيل وتحركاته، حتى الآن بارولو ضعيف في الفوز بالكرة إذ أنه فاز بـ3 اعتراضات من أصل 16 نفذهم، كما أنه فاز بـ6 كرات هوائية من أصل 11، بعزل خط وسط إيطاليا بإمكان ألمانيا المرور.

تمكن منتخب ألمانيا من الفوز بنتيجة 4-1 في مباراة ودية في شهر مارس الماضي على إيطاليا، نعم الوديات ليست مقياسا، لكن هناك شرارة يجب أن يستفيد منها يواكيم لوف.

توني كروس يشكل حلا ممتازا فيما يخص التسديد من خارج منطقة الجزاء، إضافة إلى صناعة اللعب من الخلف ولعب الكرات الطولية كحل للتغلب على تكتلات إيطاليا.

سدد توني حتى الآن في اليورو 3 تسديدات على المرمى و5 خارجه، وخلق 13 فرصة وصنع هدفا وحيدا ويمتلك دقة تمريرات تقدر بـ92%، ربما ليس الأفضل دفاعيا بفوزه بـ5 اعتراضات من أصل 24 لكنه فاز بـ91% من مراوغاته.