المحتوى الرئيسى

أريدُ زوجةً لا جارية!

07/02 13:37

هذا الجشع ينتج زواجاً مكلوماً هشّاً؛ لأن لا انسجامَ ولا توافق ولا حتى وئام بين الشريكين لكي يُبنى منه ترابط الزواج، فترتفع في المجتمع نسب الطلاق، وتُهدم البيوت التي لم تُبنَ بعد بالطلاق المبّكر، أو تختنق البيوت بالطلاق الصامت، وهو الطلاق العاطفي، الذي يجعل المرءَ وزوجه يعيشان في جمودٍ وركود، وفقر في العواطف وشُحٍّ في أبسط معاني الحب أو حتى المجاملات، فيؤثر ذلك سلباً على الأبناء بأن لا يجدوا خزينةً عاطفيةً ترويهم أولاً، ولا يجدون حضناً بالمعنى الحقيقي يؤويهم ويفهمهم، وينتشر بعدها في أرجاء البيت كله وباء الجمود وفقر العواطف وتَحجُّر النفوس؛ لأن الزواج من بدايته بُني على جشع الإنسانِ وجهله.

لو أتقمص شخصية أحدِ الطرفين، الشريكة والشريك، فأقول بِاسم الشاب المرء الآمل بالكمال الديني والإنساني والنفسي: هذا الجشع وهذه الأطماع وهذه العوائق والشروط تخلقُ مواصفاتٍ خانقة حادة للشريكة، فالوجه السلبي للمجتمع يُملي علي باختيارِ شريكةٍ حسناء فُلِقت من قمر، خدومة شكورة لا عصيان يأتي منها ولا نقاش، ذات حسب ونسب وهي فقط معينة لي ولشؤون حياتي وأهدافي وآمالي وأحلامي وتمنحني الاسترخاء النفسي والجسماني، وصرخة على وجه المجتمع وعلى لسانِ الشاب الآمل بالكمال مجدداً أقولُ: لا!! فَلَسْتُ أبحثُ عن جارية تؤوي غريزتي وتخدمني وتعينني لتحقيق أهدافي أنا فقط، بل أُريدها تملأُ بالحياة والانتعاش والطموح والانطلاق، وليس وراء كلّ رجل عظيم امرأة، بل كلاهما تلاحمٌ وتوافقٌ عظيم يُخلق به نجاحٌ أعظم، فهناك من بنوا أنفسهم بأنفسهم، باسم الشاب الطامح بالكمال أرجو الشريكة أن تكون معي وجنبي ولها خططها في الحياة وأهدافها ونتاجها حتى في المجتمع ولي أهدافي وآمالي، وأن لا تكون خلفي مهمشةً باسم نجاح الرجل الشريك الزوج.

" فاظفر بذاتِ الدين" قول سيِّد البشر، من الحكمة أن يتم الزواج باختيارٍ عن توافق وتكامل بين الطرفين، ويُنار ويُستنار باشرافٍ عائليٍ من الطرفين كذلك، أو حتى إن كان باسم الخطبة، لاكتشاف طبيعة الشريكين لبعضهما ولتعزيز سبل الوصال أكثر وأكثر، ولرسم أهداف حياتهما معاً وخططهما وهذا أعظم مراحل التوافق، فالزواجُ قرار ونصف دينٍ وكمالُ حياةٍ وانسجام مقدّس.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل