المحتوى الرئيسى

"تغرى بردى".. سجّل تاريخ ملوك مصر ولم يذكره أحد

07/02 13:17

قبل أن تخرج من حي السيدة زينب إلى المنطقة الطولونية، تمر على أحد التحف الأثرية المعمارية المنسية ضمن الآثار الإسلامية بشارع الصليبية، مسجد وسبيل "تغرى بردي"، بناه الأمير جمال الدين يوسف بن الأمير تغرى بردي سنة 844 هجرياً، واتخذه مدرسة، وألحق به سبيلا وكُتابا وقبة، وهو يعرف باسم جامع "المودي"، كما ذكره "علي مبارك".

 المسجد الذى تبلغ مساحته 20×80 متراً، له وجهتان، الوجهة الرئيسة تشرف على شارع الصليبية، في المدخل أعلى الباب وعلى جانبيه كتابات تشتمل على آيات قرآنية واسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء، والمئذنة مكونة من دورتين، وكانت المئذنة الأصلية تتكون من دورتين على الطراز المملوكي الجركسى، وقد تهدمت الدورة الثانية وأعيد بناؤها في العصر العثماني ويعلوها رأس مدبب، وتغطى جدرانه مسلته بزخارف هندسية.

اعتمد تصميم المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، وهو يتكون من صحن مكشوف كان مسقوفا فى الأصل، يحد قبته إيوانان "شرفتان"، كبيران من الجهة الشرقية والجهة الغربية وآخران صغيران من الجهتين البحرية والقبلية جميعها مفتوحة عليه بعقود يعلوها طراز مكتوب به آيات قرآنية.

 الكثير من أهالي شارع الصليبية لا يعرفون من هو "تغرى بردي"، أو الأمير جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى بردي الرومي الأصل، صاحب في أكثر من 12 مؤلفا تاريخيا، ولد في القاهرة ووالده من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق، فانتمى ابن تغرى إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة، فتتلمذ علميا ودينيا على أيدى كبار مشايخ وعلماء عصره منهم ابن حجر العسقلاني وبدرالدين العيني وابن عرب شاه، وتعلم منهم حب التاريخ والتأريخ.

اتقن "تغري" اللغتين العربية والتركية، وساعده تفرغه، وصلاته بالبلاط السلطانى وكبار الأمراء وأرباب السياسة على الاطلاع على المعلومات مما جعله يصبح من كبار المؤرخين، ومن أشهر مؤلفاته موسوعة "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، و"المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي"، حيث جعل لكل عهد من عهود السلاطين فصلاً خاصاً، وذكر السنين وحوادثها تباعاً داخل الفصل، كما توسع ابن تغرى في التاريخ الفاطمي، وفي الجزء الخاص بعصره اتخذ شكل السجل اليومي من عهد الناصر فرج إلى عهد السلطان الأشرف قايتباي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل