المحتوى الرئيسى

بالصور.. وصول جثمان الطبيب التونسى ضحية هجوم مطار أتاتورك إلى مسقط رأسه

07/01 09:55

تروى سيدة بيوض لوكالة فرانس برس وهى فى حالة صدمة، المأساة التى حلت بعائلتها وأثارت بلبلة فى تونس بعد مقتل زوجها فى اعتداء اسطنبول حيث وصل لمحاولة إنقاذ ابنه الوحيد الذى قاتل فى صفوف تنظيم "داعش" قبل أن يبدى ندمه، بوجه شاحب ارتسمت عليه معالم الحزن، تستقبل الزوجة الخمسينية العائدة من اسطنبول الأقارب الآتين لتقديم العزاء فى منزلها فى حى النصر الراقى فى تونس. فى الوقت نفسه، نظمت مراسم تأبينية مقتضبة فى ثكنة العوينة العسكرية لدى وصول جثمان زوجها.

وفتحى بيوض رئيس قسم طب الأطفال فى المستشفى العسكرى فى العاصمة تونس ويحمل رتبة عميد فى الجيش التونسي، قتل فى مطار أتاتورك الدولى فى اسطنبول حيث حضر لاستقبال زوجته، فى الاعتداء الذى نفذه ثلاثة انتحاريين مساء الثلاثاء وأسفر عن مقتل 43 شخصيا. وقد رجحت السلطات التركية ضلوع تنظيم الدولة الإسلامية فيه، قبل دقائق من المأساة، كان الزوجان يعتقدان انهما اقتربا من انتهاء الكابوس. وقالت سيدة بيوض لفرانس برس "زوجى فعل المستحيل لإنقاذ إبنه".

ففى الخريف، تلقت سيدة بدهشة نبأ التحاق ابنها الوحيد أنور (26 عاما) بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق ثم فى سوريا، على غرار آلاف التونسيين، ارتاح الزوجان من العناء الذى كان أثقل كاهليهما، بعدما أعرب ابنهما فى نهاية المطاف عن ندمه، وامضى فتحى بيوض شهرين ذهابا وإيابا بين تونس وتركيا عازما على انتشال وحيده من ذلك المستنقع.

قالت سيدة بيوض "ابنى ترك داعش، أراد الهروب من هذا التنظيم والعودة إلى تونس. اكتشف أنهم وحوش"، وأوضحت أن ابنها لم يكن متدينا جدا، مؤكدة أنه "لم يكن حتى يصلى بانتظام. لكنه كان شخصا جيدا، مهذبا ومحترما".

لكن احدى قريبات أنور تحدثت لفرانس برس مشترطة عدم كشف هويتها، لفتت إلى أن شبانا من الحى خضعوا "لغسل دماغ" داخل أحد مساجد النصر، تروى سيدة بيوض أن ابنها، وبعدما تابع دراسة الطب لفترة من الوقت من دون أن يمارس أى عمل، "بدأ مشروعا جديدا وسجل فى كلية خاصة"، نهاية أكتوبر كانت مرحلة مفصلية. قال الشاب إنه سيسافر إلى سويسرا لضرورات تدريبية خاصة بالعمل. لكن اتضح أنه انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق.

أوضحت الوالدة أن "خطيبته، فرح، اتصلت بزوجى فى بداية الشهر التالى لتبلغه ألا يتكلف عناء البحث عنهما، وأنهما بخير. بعد 15 يوما، اتصل بنا أنور بنفسه ليخبرنا أنه موجود فى العراق وتم تكليفه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية برعاية الجرحى"، لكن هدف الحديث تغير بسرعة بحسب سيدة بيوض التى أشارت إلى أن الأمر انتهى بأنور "لأن يطلب من والده إنقاذه لقد كان خائفا جدا من هؤلاء الأشخاص"، وأكدت أنه "فى الرسائل التى بعثها إلى والده، وصفهم أنور بالوحوش، قال لنا إن داعش ليس إلا احتيالا".

أوضحت المرأة ذات الوجه النحيل أنها أصيبت باضطرابات فى القلب مرتين منذ أكتوبر، وأشارت إلى أن زوجها خسر 20 كيلوغراما من وزنه لكنه لم يكف يوما عن حض ابنه على العودة، سحبت الوالدة هاتفا عليه رسالة من زوجها كتب فيها "سأضحى بنفسى من أجلك بني"، وأردفت الوالدة "بعد فترة قصيرة فى سوريا، توجه أنور إلى الجيش السورى الحر وأخبرهم أنه يريد العودة إلى تونس. بقى محتجزا لشهرين. وخلال ذلك الوقت كان والده الذى أخذ إجازة من دون راتب، فى تركيا لمحاولة إيجاد سبل لإعادته"، الاثنين أى عشية الاعتداء "علم فتحى أن ابنه موجود على الأراضى التركية، غمرته الفرحة لإمكانية رؤيته أخيرا، وطلب منى أن آتى إلى تركيا على وجه السرعة"، بحسب ما صرحت سيدة بيوض، قبل أن تتنهد لتقول "والثلاثاء، كان فى المطار لاستقبالي".

جنود يحملون نعش الطبيب التونسى

انزال الجثمان فى وحدة عسكرية بتونس

الحزن يبدو واضحا على وجوه أفراد واطباء المستشفى العسكرى بتونس

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل