المحتوى الرئيسى

متخصص بالجماعات الإسلامية: لهذا خسر "داعش" الفلوجة .. والموصل ستختلف

07/01 20:59

اغتيال أختر قتل جهود اللجنة الرباعية في أفغانستان

حسم" الشباب" لن يسمح لداعش بابتلاع الصومال

​البغدادي لن يظهر إلا للإعلان عن عملية كبيرة

مساعي تنصيب نجل بن لادن خلفا للظواهري غير منطقية

خسر داعش معركته في الفلوجة، وتنصب كل الأنظار على الموصل التي ستكون المعركة الفصل بين تنظيم داعش والقوات العراقية حيث أنها معقله الأخير هناك ومقر قيادة التنظيم فهل يلقى التنظيم نفس مصير الفلوجة بالموصل؟ ولماذا خسر بالأساس معركة الفلوجة؟ وهل تكون الصومال قبلة التنظيم الجديدة؟ وما مصير مساعي أمريكا للمفاوضات مع طالبان عقب اغتيال قائدها؟ وصحة رغبة تيار بالقاعدة في تنصيب نجل بن لادن خلفا للظواهري؟

كلها أسئلة تحتاج لخبير بخبايا الحركات الإسلامية، لذلك التقت "مصر العربية" بعمرو منصور الباحث المتخصص في شؤون الحركات والجماعات الإسلامية للوصول لأجوبة لهذه التساؤلات.

لماذا خسر داعش معركة الفلوجة؟

أسباب متنوعة بعضها يعود للخلل فى التحرك التكتيكي للتنظيم وبعضها يعود لدوافع سياسية عند الحكومة العراقية ومن خلفها إيران والولايات المتحدة، فعلى مستوى داعش أخطأ التنظيم فى إدارة العمليات القتالية بتركه الفلوجة بدون جدر دفاعية، وذلك بعدم تقدم التنظيم شرقا باتجاه بغداد لإنشاء خطوط دفاعية متقدمة عن المدينة أو التحرك جنوبا باتجاه كربلاء بقيمتها الدينية الكبرى عند الشيعة لإجبار قوات الحكومة العراقية على التركيز فى محاولة منع سقوط المدينة بيد التنظيم بدلا من التركيز على مهاجمة الفلوجة.

كما لا يمكن إغفال أن جرائم التنظيم الوحشية بحق سكان الفلوجة من السنة أفقدته دعم هذه الشريحة من السكان الذين انخدعوا فيه سابقا وظنوه مخلصهم من الاستبداد الشيعي الطائفي للحكومات المتعاقبة.

أما على مستوى الحكومة العراقية وإيران والولايات المتحدة، فالفلوجة تمثل من جانب قيمة كبرى كمعقل للصمود السني فى مواجهة المشروع الشيعو فارسي الذي تنفذه إيران فى العراق بأيدى حكومة حيدر العبادي وسابقاتها من الحكومات الشيعية و من جانب آخر فهى رمز لمقاومة الاحتلال الأمريكي خلال تواجده الكبير ما بين عامي 2003- 2009، ومع الاتفاق الإيراني – الأمريكي على وقف أى تطلعات سياسية للسنة وزيادة تهميشهم وتشتيتهم فكان لزاما اسقاط الفلوجة بأى كلفة.

وهل يكون مصير داعش في الموصل مثل الفلوجة؟

أهمية الموصل باعتبارها عاصمة الخلافة الداعشية، يعنى أن التنظيم سيستميت في الدفاع عنها كما أنه يحتفظ فيها بأفضل عناصره القتالية وأشرسها وأقوى أسلحته لذا فإن سقوط المدينة لن يكون أمرا سهلا، لكن مع زيادة حماسة الحكومة العراقية وداعمتها طهران للاستيلاء عليها وعلى وغيرها من معاقل السنة بعد الاستيلاء على الفلوجة، فإن الهجوم على المدينة سيكون أكثر قوة، فضلا عن أن  كل ذي عينين يمكنه ملاحظة أن داعش لا تملك مشروعا للحياة بل هي مشروع لاختطاف أرض بما عليها من سكانها، ومع توالي المعارك ومقتل مقاتلى التنظيم وعجزه عن تعويضهم بشكل كامل، فإن قدراته العسكرية ستضعف وبالتالي مهما طال الوقت فإن الموصل ستسقط.    

الحكومة العراقية تلقي القبض على بعض أهالي الفلوجة الذين سلموا أنفسهم لها بحجة أنهم عناصر من داعش .. فبحد معرفتك هل عقلية مقاتلي داعش تسمح لهم بتسليم أنفسهم بغية الإفلات؟

لا يقبل المنتمون لداعش على أسس عقائدية الاستسلام لأن ذلك يتعارض مع الرؤية الأيدلوجية والتربية الفكرية للتنظيم، وسيواصلون القتال أو سيفكرون بالانسحاب لمواقع أخرى أو شن هجمات انتحارية، أما مرتزقة داعش ممن انضموا للتنظيم بحثا عن مكاسب مادية فسيحاولون الهروب بالتخفى وسط المدنيين وإذا ضيق عليهم الخناق بشدة فسيستسلمون لأن الحياة فى سجن أفضل بالنسبة لهم من الموت.

كيف حال التنظيم في سوريا في ظل الهجمات التي تشن عليه من قبل قوات سوريا الديموقراطية وفصائل معارضة وقوات بشار الأسد؟

إذا كانت داعش تحمل مشروعا تدميريا لسوريا فإن قوات سوريا الديمقراطية تحمل مشروعا لتفتيت البلاد وإقامة كيان انفصالي لبعض الأكراد بعيدا عن أى مشروع لإنقاذ الوطن، والصراع بينهما هو صراع على أشلائه، وإذا كانت داعش تعتمد على قوتها الذاتية وتفاهماتها المؤقتة مع النظام، فإن قوات سوريا الديمقراطية تعتمد على مساندة القوى الغربية التى تحاول استخدامها لتحقيق مصالحها.

أما فصائل الثوار فهى تتعامل مع داعش وقوات النظام باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يحاولان خطف الوطن ولا يهمها تخريبه، أما داعش وقوات النظام فيتعاملان مع فصائل الثوار باعتبارهم العدو القريب والأخطر الذي يجب إضعافه بشدة أولا قبل أن يتفرغ كل منهما لمحاربة الآخر.

ويشير الوضع الحالي في محافظات التنظيم إلى تماسكه حتى وإن خسر بعض المواقع وقضية إنهاء وجوده فى سوريا لن تحدث بين عشية وضحاها.

لماذا ترفض جبهة النصرة خلع بيعة الظواهري رغم دعوات العديد من الفصائل المتحالفة معها؟

خلع جبهة النصرة بيعة الظواهرى يعنى تغيير انتماء وقناعات التنظيم الأيدلوجية، وباستحضار نموذج مراجعات الجماعة الإسلامية فى مصر وما استغرقته من سنوات ونقاشات، فإن خلع بيعة الظواهرى ستحتاج أيضا لمدة طويلة وسجالات بين قادة التنظيم، وهى ظروف غير متاحة حاليا فى سوريا حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لكن الجبهة ربما تصبح أكثر مرونة وبرجماتية فى التعامل مع فصائل الثوار بانتماءاتها المختلفة وإظهار الجبهة نفسها بمظهر الفصيل الوطني بدون أن تصرح علنا بذلك لأنه يتعارض مع أبجديات التنظيم الفكرية والسياسية، وهو المنحى الذى ظهرت عليه مؤشرات فى الآونة الآخيرة.

ما السر وراء استهداف تنظيم الشباب في الصومال الفنادق أكثر من غيرها؟

الهدف من وراء أى هجوم إما استهداف شخصيات بارزة سياسية أو اقتصادية أو سائحين أو قوة أمنية أو الحصول على الأضواء الإعلامية أو إلحاق خسائر اقتصادية بالخصم، وكل ذلك توفره الفنادق التى يرتادها وزراء وبرلمانيين ورجال أعمال وتحرسها قوى أمنية ويوفر الهجوم عليها فرصة لجر قوى أمنية أخرى للمواجهة،  لذا تركز حركة الشباب على استهداف الفنادق، وهو ما يأتى فى سياق تكتيك عملياتى اتفقت عليه غالبية جماعات العنف المنضوية تحت لوائي داعش والقاعدة بالاتجاه نحو استهداف الأهداف الرخوة من مشئات سياحية مختلفة ومنتجعات، وهو ما يلاحظ من هجمات باريس وهجوم سوسة فى تونس والهجمات الأخيرة على مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج.

وهل تكون الصومال قبلة داعش الجديدة؟   

هو أمر سيواجه بعقبات كثيرة في مقدمتها صلابة وحسم قيادة حركة الشباب فى التصدى لأى محاولات من جانبه للانتشار، رغم نجاحه فى استقطاب بعض العناصر القليلة من أتباع الحركة، كما أن تركز داعش فى منطقة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد، سيجعله معرضا لهجمات الطائرات الأمريكية من أجل منعه من تهديد الملاحة فى المحيط الهندي، أو شن عمليات داخل الأراضي الإثيوبية، وبهذا فإن مسألة إمكانية نجاحه بصورة كبيرة فى الصومال تبدو مستبعدة على المدى القريب حتى وإن شن بعض الهجمات القوية ذات الأهداف الدعائية.

البعض يقول إن داعش في ليبيا قوامه محدود والغرب من يهول قوته لأهداف سياسية.. ما ردك على ذلك؟

الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين يستخدمون داعش في ليبيا كـ "مسمار جحا" فمنذ أكثر من عام وهم يتحدثون عن خطر تمدد التنظيم ولم يتحركوا بشكل جدي للتصدي له وانتظروا حتى أكمل حشوده وجمع حوالي 5 آلاف مقاتل وخاض معارك عنيفة للسيطرة على منطقة "الهلال النفطي" وأصبح له مقاتلين في بنغازي بل وأعلن زعيمه عبد القادر النجدي أنه سيغزو روما.

انتظروا كل ذلك حتى يقرروا مواجهته بعد أن اكتملت معالم الأزمة التى تم صناعتها، ولكن نتيجة الرفض الشعبي الليبي لأى تدخل غربي فى البلاد وخشية الشعوب الأوروبية من هجمات إرهابية انتقامية فى حال حدوث هذا التدخل، فلم يحدث حتى الآن التدخل والأرجح أنه سيكتفي الالعالم بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتى لحكومة الوفاق مع شن بعض الضربات الجوية النوعية ضد قيادات أو مواقع حساسة للتنظيم.

أما الهدف الغربي من تهويل قدرات داعش فهو هدف جيواستراتيجي، بالسعي لإيجاد موطئ قدم لقواته حتى لو كانت محدودة على الأراضي الليبية من أجل مراقبة الوضع فى الساحة الجزائرية عن كثب فى ضوء الأوضاع المتوترة نتيجة المرض الشديد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ودوامة البحث عن خليفته، كما يهدف التواجد العسكري المأمول لتقديم دعم لوجستى واستخباراتي للحركات المتمردة في إقليم دارفور فى إطار المرحلة الثانية من مخطط تفتيت السودان.

تناثرت أنباء فيما مضى عن محاولات أمريكية لمفاوضة طالبان، فهل برأيك تقبل طالبان التفاوض مع الأمريكان خاصة بعد مقتل زعيمهم أو هذا الباب أغلق؟

رفض بقاء القوات الأمريكية على الأراضى الأفغانية، هو واحد من الثوابت السياسية لحركة طالبان، والحركة لن تقبل بأى تفاوض لا يقوم على آلية لخروج هذه القوات، وهو ما يتعارض مع آخر أطروحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الإبقاء على نحو 5500 جندي أمريكى فى أفغانستان إذا ما قبل بتنفيذ مخطط تقليصها من عددها الحالي البالغ 9800جندي.

 كما أن اغتيال الولايات المتحدة لزعيم طالبان الملا أختر منصور، أطلق رصاصة الرحمة على جهود اللجنة الرباعية المكونة من الصين وباكستان وأفغانستان وأمريكا لتحريك مسار السلام فى البلاد واستقطاب طالبان للدخول فى العملية السياسة كشريك، ومن ثم فإن القيادة الجديدة للحركة بما تتسم به من صلابة فى مواقفها لدى الملا هبة الله وأبناء الملا عمر وما تتمتع به من ظهير غاضب داخل الحركة فستكون أكثر حدة فى التعاطى مع أى طرح أمريكي لاسيما مع وضوح أن اغتيال الملا أختر منصور كان وراءه هدفين أولهما التخلص من زعيم متشبث بمواقفه المعارضة للوجود الأمريكي والثاني هو محاولة صناعة فراغ فى القيادة داخل حركة طالبان مما قد يسفر عن انقسامها وضعفها.

هل صحيح ما نشر أن طالبان تتعاون مع إيران لضبط الحدود وتوجيه ضربات لداعش في أفغانستان؟

العلاقات بين طالبان وإيران ليس لها علاقة بداعش، أو ضبط الحدود لأن التنظيم يتمركز فى شرق البلاد بعيدا عن الحدود الإيرانية، ولا توجد أى تطلعات فعلية لديه لاختراقها وتوجيه ضربات فى الداخل الإيرانى، لأنه لو كان يريد شن مثل هذه الهجمات لكان من الأيسر بالنسبة له تنفيذها عبر الحدود العراقية – الإيرانية.

والواضح أن طالبان حاولت خلال عهد زعيمها الراحل أختر منصور استغلال العلاقات الوثيقة التى تربط إيران برئيس أفغانستان الشيعي أشرف غني، من أجل "جس نبضه" بشأن حقيقة موقفه من التفاوض معها، كما سعى منصور لإقناع طهران أن مصالحها فى أفغانستان لن تتحقق إلا بتوافر استقرار سياسي وأمنى مفتاحه بيد الحركة.

أين أبو بكر البغدادي؟ ولماذا لا يظهر رغم هزائم التنظيم والرغبة في رفع الروح المعنوية؟ 

كل التسريبات والتعليقات التى تحدثت عن مصير أبو بكر البغدادي لم يحمل أى منها صبغة اليقين وبالتالي سيظل مصيره مجهولا حتى يخرج بنفسه للعلن أو يحسم التنظيم مسألة موته من عدمها، وآخر التقارير تحدثت عن أنه شفي من إصابة قوية أخضعته للعلاج لنحو عام.

أما عن غيابه رغم الحاجة لرفع الروح المعنوية بالتنظيم فالرجل لن يظهر إلا فى حالة من الاثنين، إما التهديد بعمليات كبيرة يكون قد أعطى بالفعل الضوء الأخضر لتنفيذها أو للحديث عن عملية كبيرة تمت بالفعل أما غير ذلك فإن أى ظهور له سيخصم من رصيده السياسي والإعلامي في ظل الخسائر التي تعرض لها التنظيم مؤخرا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل