المحتوى الرئيسى

«أم العواجز».. قِبلة الصوفية فى قلب القاهرة | المصري اليوم

06/30 22:40

«أم هاشم – أم العواجز- اجبرينا بكرماتك، اجبرى بخاطرنا وريحى قلب الملهوف».. كلمات يرددها مريدو وزوار مقام السيدة زينب بوسط القاهرة، الواقع بجوار مسجد السيدة زينب بميدان يحمل نفس الاسم بالقاهرة، للمسجد والمقام مكانة كبيرة فى قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالوها.

السيدة زينب هى البنت الكبرى رضى الله عنها للسيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب، وُلدت فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين، وعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا «الرسول»- صلى الله عليه وسلم- «زينب» على اسم ابنته.

تزوجت السيدة زينب بابن عمها عبدالله بن جعفر الطيار بن أبى طالب، وأنجبت منه جعفر وعلياً وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبدالله، وكان للسيدة زينب درس حافل وهو أنها عندما انشغلت بأمر الدعوة مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رأت أنها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد والواجبات الزوجية، فأذنت لزوجها عبدالله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ثم تزوَّج بـ (جمانة الفزارية) بنت المسيب أمير التوابين- حسب ما أكده عدد من العلماء.

أما عن حكاية وصولها إلى مصر وتعلق أهل مصر بها فهى تعود إلى عام 61 من التقويم الهجرى، حيث أمر يزيد بن معاوية الأموى، بإخراج السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب، خارج حدود المدينة، طالبًا منها أن تختار لها بلدًا تسكن فيه، بعد أن أصبح بقاؤها يؤجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية، فأبت فى أول الأمر وقالت «أأترك بلد أبى وجدى»، فقال لها عبدالله بن عباس «يا ابنة بنت رسول الله، اذهبى إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا».

اختارت السيدة زينب مصر لتقيم فيها، ووصلت إليها فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى الـ 14 من شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول إلى ضريح لها فيما بعد.

وتعتبر السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللاتى قدمن إلى مصر إليها فوصلت مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد 6 أشهر على استشهاد أخيها الحسين ومعها «فاطمة» و«سكينة» و«على» أبناء الإمام الحسين، واستقبلها أهل مصر وواليها فى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهرى (حى السيدة الآن).

ويعتبر المسجد مركزا من مراكز الطرق الصوفية ومريديها. وفى كل عام فى شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات وتنتشر حلقات الذكر فى جنبات المسجد الذى يزدحم بالمريدين ومحبى آل البيت.

مقامه الذى يتبارك به الناس ويبكون بالدموع وتتعلق به كل من لديه أمنية أو مطلب «أم هاشم مش بترد حد وكله بييجى هنا يبتارك بيها ويدعلها عشان تحقق طلبه».. قالتها عزة حامد إحدى المترددات على المقال وقالت إنها تأتى لزيارة المقام أسبوعيا واعتادت أن تقدم الحلوى لكل زوار المقام وتأتى لقراءة الفاتحة ووضع النذور والدعاء للسيدة زينب والتبرك بآل البيت.

اختلف المؤرخون على وجود جسمان السيدة زينب فى المقام منهم من يؤكد أنه بالفعل مقام السيدة زينب الكبرى ابنة الإمام على بن أبى طالب، التى أبعدها الأمويون إلى مصر خوفا من تأثيرها على أهل المدينة بعد مأساة كربلاء، ومنهم من يؤكد أن السيدة زينب لم تصل إلى مصر أبدا، وأن صاحبة المقام هى زينب بنت يحيى المتوج بن حسن الأنور بن زيد بن الحسين بن على بن أبى طالب، بينما يرى الإمام المقريزى أنها زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية.

على مدخل مقام السيدة زينب تتواجد قبة من الزجاج مكتوب عليها مقام سيدى محمد العريس وبجواره مقام سيدى عبدالرحمن العيدروس من علماء اليمن وتحيطه الكثير من العملات النقدية وصور لرجال وسيدات وبنات وشباب، قالت إحدى الزائرات وتدعى سعدية حسن إن هذا المقام معروف ببركته فى إتمام الزيجات «بيحل عقدة الزواج وبيجيب الفرح والنصيب كل اللى عليك تدفعى بركة وتحطى صورة الحبيب أو الحبيبة وتدعى عنده وربنا هيبارك لأن دى كرامته».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل