المحتوى الرئيسى

عائلة ''المنشاوي''.. نبت قرآني (إنفوجراف)

06/30 21:52

كان القرآن بمنزلهم –ولازال- خيطًا قويًا لا ينقطع. منذ أن بدأ الشيخ "السيد تائب المنشاوي" أكبر أعضاء العائلة السوهاجية، بكتابة المصحف بيده، ومرورًا بقراءة الشيخ صديق المنشاوي التي لا تنساها ذاكرة آل الصعيد وكذلك أخيه "أحمد"، ثم القارئ الخاشع محمد صديق المنشاوي، وأخويه "أحمد"، و"محمود"، وأخيرًا "صديق محمود المنشاوي"، الفرع الأصغر للعائلة القرآنية. مصراوي رصد بعض تفاصيل من حياة تلك الأسرة الحافلة بأصوات رتلت كلام الله، حتى خرج منها حوالي 20 قارئًا للكتاب، كان هؤلاء الستة أشهرهم.

وُلد "صديق السيد تائب المنشاوي" في 20 إبريل 1898 بمركز المنشأة، محافظة سوهاج. لم يكن القرآن غريبًا على ابن الصعيد إذ كان والده الشيخ "تائب"، الذي كتب المصحف بخط يده، وأحد تلك النسخ مازال يقبع بمكتبة سوهاج إلى الآن. حفظ "صديق" القرآن على يد والده في التاسعة، وظل يجوب أرجاء الصعيد يقرأ ويرتل على الناس. وكان من أوائل القارئين بالقراءات العشر الكبرى، إلى أن صار الأشهر على مستوى الصعيد حتى تُوفي في مارس 1984.

الأخ الملازم للشيخ "صديق" في تنقلاته من أجل القرآن. كان لصوته طلاوة وتأتيه دعوات عدة ليسافر خارج مصر، غير أنه لم يُفضل ذلك، حتى جاءته دعوة من الملك فاروق ليقرأ في قصر عابدين، وقد لبى الشيخ "أحمد" الدعوة، وفي الوقت المُحدد بدأ القراءة، التي أخذت بعقول الجالسين، قبل أن يتوقف فجأة. وعندما سأل الملك فاروق قال له "كيف أرتل آيات الذكر الحكيم وأنا أرى الخدم يقدمون الشيشة لبعض الجالسين"، موضحًا أن ذلك لا يتناسب مع خلق القرآن، ومع إصراره على التوقف، منع الملك فاروق تقديم الشيشة في القصر، غير أن الشيخ أراد منع تقديمها كذلك في المقاهي خلال قراءة القرآن، فوجد الملك أن ذلك صعبًا للغاية.

في يناير من العام 1920، رُزق الشيخ "صديق" بابنه الأول "محمد". أسماه تيمنًا بالرسول الكريم. أراده أن يسلك درب القرآن، في الثامنة من عمره أتم حفظ كتاب الله، ثم بدأت أسفاره تتسع خارج الصعيد، وبنفس الوقت تعلم القراءات على يد الشيخين، محمد أبو العلا ومحمد السعودي بالقاهرة، ثم عاد للمنشأة مرة أخرى ليجول مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء.

حصل الشيخ "محمد" على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان. ورغم مرض دوالي المريء الذي اُصيب به قبل سنوات من وفاته، إلا أنه لم يتوقف عن القراءة، حتى تُوفي في 20 يونيو 1969، عقب صراع مع المرض، تاركًا خلفه تراث قرآني تجاوز الـ150 حفل، بجانب تسجيلات الإذاعة.

الأخ الأصغر للشيخ "محمد". وُلد في إبريل من عام 1930، وسلك طريق القرآن، وامتاز بصوت عذب، حتى أن بعض أعيان القاهرة قرروا الإنفاق عليه من أجل القرآن والدراسة، غير أنه تُوفي في حادث أليم من مارس عام 1947، دون استكمال المشوار، فلم يترك خلفه أي قراءة مُسجلة.

الابن الثالث لنسل عائلة الشيخ "صديق"، اتخذ هو الآخر من القرآن مسلكًا. وُلد المقرئ في 30 أكتوبر من عام 1943. حيث صاحب أبيه في الحفلات المختلفة والسهرات، وشرب منه حُب القراءة. أتم حفظ كتاب الله في الثامنة من عمره. تقدم للإذاعة القرآن الكريم وقد صار شابا، وقد قال له وقتها أحد أعضاء اللجنة أن الإذاعة ليست وراثة، إشارة لصلة القرابة بينه وبين الشيخ "محمد"، وأصر أعضاء اللجنة على سؤاله أكثر من 30 سؤالًا في أحكام التجويد حتى نجح وصار واحدًا من قرائها، وله مُصحف مُرتل بالإذاعة إلى الآن.

في بدايات الشيخ "محمود" كان يقرأ بطريقة تُشبه الشيخ "محمد"، وأعجب ذلك المستمعين بشدة، حتى أن خطابات كانت تأتيه ليستمر على ذلك النهج، غير أنه مع الوقت قرر أن تكون له مدرسة خاصة به، ومازالت جماهيره تملأ أرجاء مصر، خاصة في محافظات الصعيد، وزار الشيخ البالغ من العمر 73 عامًا العديد من الدول العربية والغربية لقراءة الذكر الحكيم.

في مصر الجديدة بالقاهرة، من يناير عام 1974، وُلد الشيخ "صديق محمود المنشاوي"، ورغم أنه ليس الابن الأكبر لأبيه، غير أن والده قرر تسميته باسم جده المقرئ لشعوره أنه سيكون امتداد عائلة المنشاوية في القرآن الكريم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل