المحتوى الرئيسى

السيرة النبوية.. النبى وحجة الوداع

06/30 11:01

فى السنة العاشرة من الـهجرة، أعلن النبى صلى الله عليه وسلم، عزمه على الـحج، فلما تسامع الـمسلمون بالـخبر أقبلوا من أنحاء الـجزيرة العربية وخارجها، كل يأمل أن يظفر برفقة أعظم مـحرم يقصد المسجد الحرام، ويطوف بالبيت العتيق.

وفى يوم السبت الخامس والعشرين من شهر ذى القعدة، تهيأ النبى للسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الـحج، وقد حج معه ما يربو على مائة ألف من المسلمين، وحج صلى الله عليه وسلم بنسائه رضى الله عنهن. [البخارى: 1709، ومسلم: 1211/125].

عن ابن عمر رضى الله عنهما، قال: «وقف النبى يوم النحر بين الجمرات فى الحجة التى حج، وقال: «هذا يوم الحج الأكبر» فطفق النبى يقول: «اللهم اشهد» وودع الناس، فقالوا: «هذه حجة الوداع». [البخارى معلقا قبل حديث: 1742].

وقد كان الصحابة رضى الله عنهم يتحدثون عن هذه الحجة، ويتداولون هذا الاسم فى حياة النبى دون أن يرد فى ذهن كثير منهم أن ذلك يعنى وداع النبى للحياة الدنيا؛ عن ابن عمر رضى الله عنهما، قال: «كنا نتحدث بحجة الوداع، والنبى بين أظهرنا، ولا ندرى ما حجة الوداع». [البخارى: 4402].

اكتظت الطرقات بالمؤمنين الذين يتلهفون شوقا لرؤية أعظم حاج، والسفر فى معيته، والظفر برفقته، فى مشهد بديع، وحدث عظيم، يأخذ بالألباب، ويهز الأفئدة.

يقول جابر رضى الله عنه: «ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصرى بين يديه، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صـلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شىء عملنا به» [مسلم: 1218].

عن ابن عباس رضى الله عنه، قال:«انطلق النبى من المدينة بعد ما ترجل، وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، فلم ينه عن شىء من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التى تردع على الجلد، فأصبح بذى الحليفة ركب راحلته حتى استوى على البيداء، أهل هو وأصحابه وقلد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذى القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلين من ذى الحجة، فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، ولم يحل من أجل بدنه لأنه قلدها، ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهل بالحج، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يقصـروا من رؤوسهم، ثم يحلوا وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها ومن كانت معه امرأته فهى له حلال والطيب والثياب» [البخارى: 1545].

أبوموسى يأتى من اليمن للحج مع النبى صـلى الله عليه وسلم:

عن أبى موسى الأشعرى، قال: «بعثنى رسول الله إلى أرض قومى، فجئت ورسول الله منيخ بالأبطح»، فقال: «أحججت يا عبدالله بن قيس؟» قلت: نعم يا رسول الله، قال: «كيف قلت؟»، قلت: «لبيك إهلالا كإهلالك»، قال: «فهل سقت معك هديا؟»، قلت: «لم أسق»، قال:«فطف بالبيت، واسع بين الصفا والمروة، ثم حل» [البخارى: 4346 واللفظ له، ومسلم: 1221].

علـى يأتى من اليمن للحج مع النبى:

قدم على رضى الله عنه من اليمن ليحج مع النبى، فأمره النبى صـلى الله عليه وسلم أن يبقى على إحرامه حتى ينهى نسكه؛ لأنه أهل بما أهل به النبى، أى: «حج قارنا، وكان معه هدى»، أما فاطمة رضى الله عنها فقد جاءت حاجة مع والدها صـلى الله عليه وسلم.

عن أنس رضى الله عنه قال: «أهل النبى بالحج وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: «من لم يكن معه هدى فليجعلها عمرة»، وكان مع النبى هدى، فقدم علينا على بن أبى طالب من اليمن حاجا، فقال النبى صـلى الله عليه وسلم: «بم أهللت؟، فإن معنا أهلك» قال: أهللت بما أهل به النبى قال: «فأمسك فإن معنا هديا» [البخارى: 4353، 4354 واللفظ له ومسلم: 1232، 1250].

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل