«حمصوود» و«لقيمات»: نقد «يوتيوبيّ» للدراما العربية

لم يعد موقع «يوتيوب» مجرّد مساحة لعرض المقاطع المصوّرة بقدر ما أصبح منصة لنقد الظواهر الاجتماعية، والأعمال الدراميّة في الموسم الرمضاني.

ينشط كل من السعودي عبد المجيد الكناني والسوري عبد الرحمن دندشي في تقديم برنامجَيْن يواكبان المسلسلات المحلية في كل من الخليج وسوريا على مدار العام وبزخم أكبر خلال رمضان. هكذا نجح دندشي بعرض برنامجه «حمصوود» بشكل شبه يومي لمدة ربع ساعة تقريباً. بعد أن استهلّ الناشط السوري إطلالاته بنقد لمسلسل «سرايا عابدين» (كتابة هبة مشاري حمادة، إخراج عمرو عرفة) قبل سنة، انتقل إلى الدراما السورية مع «باب الحارة» (كتابة سليمان عبد العزيز، وإخراج بسام الملا). يركّز دندشي على جملة من الأخطاء الإخراجية التي تكشف عيوب المسلسلات لاسيما من ناحية الإضاءة وتقنيات الكاميرا، مقابل لمحات أقل تتناول النص وأداء الممثلين بأسلوب ساخر. تناول الناشط السوري هذا الموسم مجموعة أعمال منها «جريمة شغف» و «نبتدي منين الحكاية» و «زوال» و «بلا غمد» و «خاتون»، معتمداً في كلامه على اللكنة الحمصية. يفتتح دندشي حلقاته بعبارة «كل إربعا وإنتو بخير» لما يحمل هذا اليوم من خصوصية لدى أبناء المدينة الشهيرة بخفة الدم.

ففي الحلقتين الماضيتين وجّه دندشي سهامه نحو مسلسل «نص يوم» (كتابة باسم السلكا، إخراج سامر البرقاوي) منتقداً بشدة كمية المشاهد المنقولة بحذافيرها من أفلام أخرى أو ردّات فعل الممثلين الباردة نسبياً خاصة نادين نجيم وجهاد سعد مقابل كمية الصدف التي تتقاطع في أحداث العمل. نقد سبقه هجوم لاذع على الإيقاع البطيء لمسلسل الندم (كتابة حسن سامي يوسف وإخراج الليث حجو) أو مشاهد الفلاش باك التي غرق بها مسلسل «نبتدي منين الحكاية» (كتابة فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي).

يتضح من خلال المقاطع الحالية والسابقة أن ما يقدمه الشاب الحمصي يعتمد على إمكانات بسيطة، لكنه بدأ يحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أقله بين أبناء بلده، مؤسساً لأول تجربة سورية صمدت لأكثر من سنة مقارنة مع تجارب انتهت سريعًا بسبب كلفة الإنتاج وغياب أي مشاريع أو منصات تؤمن الدعم التقني.

ينسحب المشهد نفسه على بدايات الناشط السعودي عبد المجيد الكناني الذي جعل من برنامجه «لقيمات» علامة أساسية في الفضاء الافتراضي. ابن مدينة الدمام الذي تخصص في نقد المسلسلات الخليجية بدأ نشاطه قبل ثلاثة سنوات ليشكل مع زملاء له في مواقع التواصل إشارة قوية لمجال بدأت شركات الإعلانات تتجه نحوه وتقدم دعماً ورعاية تسمح بالانتشار بشكل واسع.