المحتوى الرئيسى

"الطفل الكفيف" يتبرع بـ"خُمس" ممتلكاته لـ"تحيا مصر": هذا وقت العطاء

06/29 17:35

كشف الطفل بلال محمد جمعة، الأسباب التي دفعته إلي التبرع  بـ 5  ألاف جنيه من قيمة جائزته في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي أقيمت بمدينة شرم الشيخ لصندوق "تحيا مصر"، بعد اللافتة الإنسانية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر.

وروى الطفل لـ"مصر العربية"، :"الرئيس السيسي هبط من على المنصة لمقابلتي، أثناء صعودي وأمسك بيدي واصطحبني إلى المنصة لتكريمي، ودار حديث جانبي مع الرئيس، بعدها ذهب الرئيس إلى الميكروفون وردد لعدة مرات حينها (تحيا مصر)"، مقدمًا شكره للرئيس السيسي لتكريمه، وتلبية طلبه.

وأضاف بلال: "الرئيس قال لي إنَّ مشاعري تعكس حبي لوطني".

وعن سبب تبرع الطفل بهذا المبلغ قال بلال: "كانت أمنيتي، أن أشارك وأبعث رسالة، إلى رجال الأعمال، والقادرين، بأنه الوقت وقت العطاء، فبالرغم من أني  لا أمتلك إلا هذه الجائزة 25  ألف، إلا أننى رغبت في المشاركة والمساهمة  فتبرعت بخمس ممتلكاتي."

وأمس الثلاثاء، نشرت "مصر العربية"، تقريرًا تناولت فيه قصة بلال الطالب بالصف الخامس الابتدائي، والذي ولد كفيفًا بقرية راغب التابعة لمركز دسوق محافظة كفر الشيخ فعوضه الله تعالي بحفظ القرآن الكريم فى سن السابعة من عمره، ورزقه موهبة فريدة في حفظ الكتب، فاتخذ من الدكتور طه حسين مثلًا أعلى له لتشابه ظروفهما الاجتماعية.

وحصل «بلال» على العديد من التكريمات سواء من محافظة كفر الشيخ أو الأوقاف أو المملكة العربية السعودية، أخرها فوزه بالمركز الثاني بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم التى أقيمت بشرم الشيخ.

وحسب رواية الشيخ محمد جمعة، والد "بلال" والذي يعمل إماما وخطيبًا بالأوقاف، فإن ابنه بدأ حفظ القرآن الكريم وعمره خمس سنوات وختمه بعد بلوغ السابعة، ولم يكتف بذلك بل حفظ القرآن بالقراءات العشرة فى ستة أشهر، ولهذا يعتبر أصغر طفل فى العالم حفظًا للقرآن بالقراءات العشر، فضلًا عن حفظه متن الشاطبية والدرة.

والد "بلال" أكَّد لـ"مصر العربية" أن نجله ولد كفيف البصر، وتحدى إعاقته، وفاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية منذ عامين، ومثّل مصر في مسابقة أصغر حافظ والتي أقيمت بالمملكة العربية السعودية عام 2015، كما فاز بالمركز الأول على مستوى منطقة كفر الشيخ الأزهرية هذا العام ومسابقات محلية أخرى.

وأوضح الشيخ محمد جمعة، أنَّ بلال يعشق شخصية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ويتمنى أن يسلم عليه ويرعاه علميًا، مشيرًا إلى أنه أرسل خطابًا لمشيخة الأزهر يطلب فيه لقاء الإمام الأكبر ولم يتلق الرد حتى الأن.

ولفت إلى أن بلال يتمتع بشخصية مرحة سواء في البيت أو القرية، ورغم صغر سنه إلا أن الناس تقدمه للصلاة بهم إماما ويخطب بهم الجمعة فى بعض الأحيان، كما أنه يهوى الرياضة ويتمنى أن يلتحق بنادٍ رياضى ويمثل مصر فى المسابقات الرياضية للمكفوفين.

"يحفظ بلال 500 حديث شريف و50 كتابًا لطه حسين فى الأدب والبلاغة".. هكذا قال عنه الشيخ محمد إبراهيم مغازى شتا، أستاذ القراءات بقسم الدراسات القرآنية بكلية إعداد المعلمين بجدة، وقال إنه يتميز بالسكينة والأخلاق الطيبة ومحب لجميع زملائه.

وأضاف شتا لـ"مصر العربية"، أنَّ بلال، الذي ولد في بيت حافظ لكتاب الله جاء إليه وقرأ عليه القرآن حفظًا وتجويدًا وبدأ فى القراءات العشر وأجيز منه بسند المتواتر الصحيح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - وقد حصل على شهادة التجويد من معهد التجويد والقراءات بعد فوزه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية.

 وحسب كلام الشيخ محمد شتا فإن بلال طفل معجزة يتميز بالنباهة (الفطنة) والاستنباط في الأدلة، وأخذ المعلومة بدون مشقة وكل من ينظر إليه يحبه حبا شديدا، وكان يسأل أسئلة فى القراءات لا يعرفها إلا الدارس الدقيق فى علم القراءات، وكان يساعد زملاءه، سواء كانوا في نفس سنه أو أكبر منه، فى الحفظ واستيعاب بعض أحكام التجويد، مشيرا إلي أنه من المقرر أن يكرم بلال يوم 27 رمضان على شرف رجل الأعمال الدكتور محمد السعيد القحطانى الذى يكرم الحفظة بقرية المندورة دسوق.

من جانبه قال الشيخ أحمد محمد حمود عامر، شيخ مقرأة بوزارة الأوقاف، إنَّه التقي بلال في وزارة الاوقاف منذ 3 سنوات وكان عمره 7 سنوات ، وتعجبت من صغر سنة وأبدى والده رغبت  ابنه في تعلم القراءات العشر، فبدأت معه منذ هذه اللحظة، علمته أصول التجويد وحفظته متن الشاطبية وعدد أبياته 1173 بيتا والدرة 241 بيت والتحفة والجزيرة اكثر من 100 ، شرحت له أصول القراءات العشر الصغرى.

وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية"، أنَّه وجد بلال طفلا نابغًا وذكيًا يفهم ما يحفظ وكان يسألني عن بعض الأحكام الخاصة بالقراءات التى لا تصدر من شخص فى سنه، مؤكدا أن بلال خطيب مفوه.

وأشار إلي أنه لم يعلم بلال أحد غيره القراءات، وكان يلتقى فى القاهرة، أو يراسله عبر الهاتف ووسائل الاتصال الحديثة (الانتر نت) فلما وجدته أهلا للإجازة اجازته.

ودعا الشيخ أحمد حمود، الآباء والأمهات في البيوت وأن تهتموا بأبنائهم، وأن يحفظوهم القرآن الكريم ليفوزا بالدارين، مطالبا القائمين في الأوقاف والازهر إلى تبنى موهبة بلال وأن يعطوه حقه.

والد بلال الشيخ محمد جمعة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل