المحتوى الرئيسى

نيللي كريم والسقوط الحر في دائرة الملل

06/29 14:00

نيللي كريم وأحمد وفيق في سقوط حر

إنجي المقدم مع نيللي كريم في "سقوط حر"

الصورة الأولى لـ"نيللي كريم" من "سقوط حر"

فريال يوسف تنضم إلى "سقوط حر"

إيلاف من بيروت: راهن المشاهد هذا العام على مسلسل "سقوط حر" للثنائي نيللي كريم ومريم نعوم، وحاولت شركة العدل غروب المنتجة للعمل تعويض غياب كاملة أبو ذكري عن الفريق، بشوقي الماجري وهو إختيار ممتاز دون شك، فجمع هذه الأسماء معاً رفع نسبة التوقع لدى المشاهد، ولكن في المحصلة نجحت نيللي أداءً، والماجري تقنياً، بينما سقط النص سقوطاً حراً في دائرة الملل.

فالحلقة الأولى بدأت قوية بلغز العثور على ملك (نيللي كريم) وهي تجلس في شقتها تحت تأثير الصدمة وبيدها المسدس الذي قتلت به شقيقتها وزوجها.

الإفتراض الأول لرجال الشرطة أن ملك هي القاتلة، ولأنها في حالة ذهول وصدمة وصمت تحول هذا الإفتراض إلى حقيقة، وتقرر إرسالها للعباسية (مستشفى أمراض نفسية حكومي ) لتقييم حالتها الذهنية وتحديد مدى مسؤوليتها عن الجريمة. وتسقط النيابة المسؤولية الجنائية عنها.

بالتالي ملك التي لا تتذكر شيئاً من أحداث تلك الحادثة المشؤومة، ترزح تحت تأنيب الضمير لأنها صدقت ما قيل لها بأنها قتلت، وأخذت هلاوسها وتخيلاتها تصور لها مواجهات مع شقيقتها ووالدتها، ويطغي عليها شعورين: الذنب تجاه ندى والنقمة على والدتها (صفاء الطوخي) التي قست عليها في طفولتها، وربتها تربية صارمة بينما تساهلت مع أختها وفرقت في المعاملة بينهما، وحتى الآن فشلت "الفلاش باكات" وجلسات التحليل النفسي لملك ولوالدتها في إقناعنا بمبررات ودوافع كل منهما، كما فشلت في تصوير طبيعة العلاقة بين ملك والضحية ندى وحتى في تصوير العلاقة بين ملك وزوجها.

الشخصية المحورية الثانية بعد ملك، هي زوج ندى سليم (أحمد وفيق) الذي يتآكله الشك ويؤرقه سؤال هل كانت زوجته تخونه؟ لكنه يبدي في نفس الوقت تعاطفاً غير مبرر مع القاتلة (ملك) ويسعى بشكل كبير للتخفيف عنها وينجح في نقلها الى مستشفى خاص للعلاج، ويحرص على زيارتها بإستمرار ويهتم بإبنها وأمها ويحل مشاكلهما، في القوت الذي تقابله فيه ملك بفتور وتوتر يثير إستغراب (محمد فراج) الطبيب الذي يدرس حالتها.

إنجي المقدم، أخت زوج ملك وعمة إبنها تجد نفسها ناقمة على ملك لأنها قتلت شقيقها، وخائفة على إبن أخيها من أن ينتهي به الحال كأمه، إذا ما بقي عند جدته، التي تعاني من مشاكل نفسية غير ظاهرة تنعكس على تصرفاتها مع حفيدها، فهي عاجزة عن إبداء أي مشاعر إيجابية تجاهه، ومفهومها عن التربية هو الصرامة وحسب.

فتقرر العمة أن تأخذه ليعيش معها ومع أبنائها، ولكنها هي الأخرى ترزح تحت ضغط شديد لأن زوجها غائب للعمل في السعودية، وعلى عاتقها تقع مسؤولية الأب والأم، وهي كارهة للحي البسيط الذي تعيش فيه وتتعالى ناسه وتسعى للإنتقال للعيش في "حتة نظيفة".

أجمل ما في العمل أنوشكا فهي الإنسانة السوية الوحيدة وسط كل هذا الكم الهائل من الجنون، وآدم إبن ملك الذي قيل له بأن والدته في المستشفى لأنها دخلت في حالة إكتئاب بعد وفاة والده وخالته بحادث سيارة، فهو شخصية إيجابية وذكية، يحاول فهم حالة والدته من خلال القراءة عن طبيعة الأمراض النفسية، ويبدأ بتحليل كل من حوله، وتشخيص أمراضهم النفسية، لكن تعلقه بوالدته ولهفته على خروجها بدأت تهدده إمكانية إكتشافه لحقيقة ما حدث.

السقوط في فخ الكليشيهات والمباشرة والملل

الخط الدرامي الأساسي شيق لو ركز عليه كتاب السيناريو، وتوسعوا فيه، وفي تحليل ماضي ملك وندى وزوجيهما، ودوافع صفاء الطوخي التي تم تناولها بشكل سطحي، فجلساتها مع دكتور ملك النفسي مسلوقة، والتحول في شخصيتها مسلوق هو الآخر، بينما تم التشعب في حكايا جانبية تراوح محلها على حساب حبك الشخصيات الرئيسية وتفسير طبيعة العلاقات فيما بينهم ومنحها العمق المطلوب.

فحكايا شادي ورؤى وحسام والبنت المسترجلة والبنت المتحرش بها الخ ... تأكل من متعة المشاهدة وتدمر الخط الدرامي الرئيسي ولا تغنيه، لأنها مجرد عرض ونقد مباشر لسلوكيات مجتمعية تعتبر (كليشيهات)،  شاهدناها في أكثر من عمل سابق، سواء في السينما أو الدراما. وتم عرضها وكأننا في وثائقي أو برنامج إجتماعي، وهي مباشرة مرفوضة في الدراما.

نيللي كريم قدت أداءً ممتازاً في المجمل، ولكنها سقطت مجبرة في فخ الملل والتكرار، مع دخول كليشيه الطبيب الشريروالدواء التجريبي والممرضة الفاسدة على الخط، لانه خط مقحم وليس مرتبطاً بأصل الحكاية (الجريمة ودوافعها وتفاصيلها) وآخر ما يحتاجه المشاهد هو إطالة أمد اللغز أكثر مما يحتمل.  

فالحكايا الجانبية يفترض أن تغني الخط الدرامي الأساسي لا أن تضعفه، وزيادة جرعة الكآبة والمرض لا يفترض أن تكون فوق إحتمال المشاهد فتصل لدرجة تنفره من إستكمال مشاهدة العمل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل