المحتوى الرئيسى

باستهداف الصحفيين.. الأسد يغتال "عدسات" الثورة

06/29 15:51

ازداد في الآونة الأخيرة اغتيال واستهداف الصحفيين في سوريا، تارة من قبل قوات الأسد وأخرى من سوخوي روسيا، وثالثة من قناصات تنظيم الدولة "داعش"، والجماعات المسلحة المتشددة.

استهداف الصحفيين في سوريا ليس بالجديد، بل كان ثمة أسلوب بشار الأسد في بدايات الثورة السورية عام 2011، أملا منه في حجب الصورة عن مجازره بحق ثوار سوريا السلميين.

ومع مرور الشهور والسنوات، ومع تعاطف المجتمع الدولي مع الشعب السوري، بدأ الأسد والروس تكثيف استهدافهم لكل من يحمل كاميرا في مناطق الصراع المسلح، وكذلك تحول الناشطون الإعلاميون في سوريا، إلى أهداف رئيسية للأطراف المتقاتلة.

ففي الأيام الأخيرة، سقط عشرات المصورين الصحفيين، خصوصا في مناطق سيطرة المعارضة، في معارك خلصة والملاح وريف حلب.

فمن خالد العيسى والذي أصيب جراء استهدافه بسيارة مفخخة مع صديقه الإعلامي هادي العبد الله، إلى صحفيو حركة نور الدين الزنكي عبدالخالق أبو اليمان و عقيل عبدالعزيز واللذان توفيا أثناء تغطيتهما للمعارك الدائرة في منطقة الملاح، ومن قبلهما عبد الواحد عبد الغني، وأسامة جمعة، وغيره الكثير، لم يتغير الأمر، "عدسات الكاميرا يغتالها الأسد ولا منقذ".

فرغم الإدانات الدولية لاغتيال الصحفيين، إلا أن الأسد لايزال يواصل مجازره بحق المصورين الميدانيين، فيقتل ويحرق ويقصف دون محاسبة.

الناشط الإعلامي السوري، أحمد المسالمة قال، إن الأسد لم يتوقف عن استهداف الإعلاميين منذ بداية الثورة، فهو يحاول قتل الصوت، ولكن الإرادة أكبر مما يسعى إليه الأسد، مضيفا أن الإعلاميين فضحوا النظام ووثقوا جرائمة وأوصلوا صوت الثورة إلى العالم، لذلك كان تفكير الأسد وفرقته المجرمة إسكات هذا الصوت، ولكن لايعرف هذا الأسد المتزعم لعصابة القتلة أنه يولد بنا كل يوم عشرات الإعلاميين.

وأوضح المسالمة لـ"مصر العربية" أن الأسد اغتال أشخاص نقلوا إلى العالم جرائمة ولكنه لن يستطيع اغتيال الحقيقة، "أشخاص فضحنا الأسد وزمرته ووثقنا الجرائم والانتهاكات و البراميل والقصف، ونقلنا الواقع الذي أفسد على الأسد مخططاته.

وتابع: أبرز الإعلامين الجرائم وأكدوا أن الثورة لإسقاطه فأراد قتل من صغره وحجمه، ولكنه لن يفلح بذلك، سيبقى صوتنا صادحا بجرائمة وسنبقى نوثق كل انتهاكاته، وسنسير على خطى شهداء الإعلام ونعاهدهم بإكمال الطريق حتى إسقاط هذا الأسد، فلن يثنينا عن عملنا جبن زمرته.

وأشار المسالمة إلى أننا بكاميراتنا صورنا تغلغل إيران واحتلال روسيا وتعزيزات نصرالله وأعوانه، وفضحنا أسد آيل للسقوط، فستبقى العدسات على الجرائم راصدة وأصواتنا بالحق ناطقة، فهذا عهدا علينا كإعلاميين نحمل صوت الثورة بأمانة.

وأضاف، أكثرنا وأغلبنا ليسوا بإعلاميين، بل مدنيين وجدنا أنفسنا بمسؤولية الصحفي فأطلق علينا المواطن الصحفي ولم نكن من أصحاب الاختصاص الإعلامي، فنحن الآن نتعامل مع الحدث بنوع من الاحترافية التي أقمناها من تجاربنا.

وأوضح، أما داعش واغتيالها للإعلاميين فهي لاتختلف عن الأسد ونظامه بالبطش بالإعلاميين، ففضح هذه الزمرة كان واجب علينا كإعلاميين لما قاموا به من تشويه لدين الإسلام وارتكاب الفظائع بأهلنا بحجج تطبيق الدين البعيد عنهم كل البعد، فكنا لهم عدوا مبينا، وسيوفهم جزت رقاب زملاء لنا كان صوتهم يقلق مسامعهم وصور عدساتهم تجبر عيونهم على الإغلاق.

وتابع: "اغتيالاتهم بشكل عنيف وبطرق لاتمت للبشرية بصلة لدب الرعب بقلوب الإعلاميين، قائلا: "نعم هناك من ابتعد عن الساحة الإعلامية لوجوده بمناطقهم خوفا من بطشهم، ومايزال الكثير يقلقون مضاجعهم ويجبروهم على السهر لمتابعة صورم وسماع أصواتهم خوفا من كتابات وصور ومقاطع تؤكد وحشيتهم  ودمويتهم، فالأسد وداعش وجهان لعملة واحدة بعداوة الإعلام، "تصلنا التهديدات بشكل شبه يومي وحتى أننا لانستطيع أن نبوح بأماكن تواجدنا لنبقى على عهدنا"

وأنهى المسالمة كلامه، "لايوجد من المنظمات ولا من المجتمع الدولي من يدافع عنا ولا حقوقيون، فنحن مجرد أرقام عند الجميع"، في البداية كان ورشات تدريبية من بعض المنظمات والآن توقفت لأنها كانت موجهة لأجندة معينه فعزف عنها الكثير..

حاولنا بالكثير من الأوقات إقامة نقابة أو مؤسسة أو منظمة للإعلاميين السوريين الأحرار، لكن المتسلقين كانوا أسرع من أفكارنا، واستلموا زمام الأمور وإلى الآن يعمل أغلبنا بجهود فردية وهناك مؤسسات إعلامية جمعت إعلاميين بمناطق وكانت تجارب رائعة جدا. أما أصحاب الاختصاص للأسف يبحثون عن مكتب وكرسي ليمارسوا أعمالهم بعيدا عن معاناة أهلنا.

بدوره، قال الناشط الإعلامي السوري، عبد الرحمن الأحمد، أحد سكان ريف حلب، "يجب على المجتمع الدولي حماية الصحفيين وإدانة اغتيالهم بدم بارد، خصوصا وأن الصحفي السوري بات عدوا للجميع يطارده داعش، ويقتله الأسد، وتمزقه صواريخ روسيا.

وأوضح الناشط الإعلامي السوري لـ"مصر العربية" أن الصحفيين باتوا اليوم أكثر عرضة للانتهاكات من خطف ورهن وقتل في الساحات العسكرية، متسائلا: "من يدافع عن الصحفي السوري المغلوب على أمره.

وتابع: "نحن مطاردون من الجميع في مناطق المعارك يتم استهدافنا، وفي أروقة السياسة نتعرض لمضايقات استخباراتية، ويتم تهديد ذوينا وقد يصل الحد لتهجيرنا والاعتداء علينا بالضرب.

من الجهة الأخرى، يمارس تنظيم الدولة "داعش" نفس أدور الأسد وروسيا باستهداف الصحفيين، حيث بث التنظيم مؤخرا تسجيلا مصورا جديدا، يظهر فيه عمليات إعدام لخمسة إعلاميين في مدينة دير الزور، وحمل اسم "وحي الشيطان"، مستخدما أساليب مروعة في القتل والعنف.

واستخدم التنظيم طرق مختلفة في تصفية الصحفيين الخمسة منها التفجير والخنق، حيث أعدم سامر محمد العبود والذي عمل مديرا لشبكة تفاعل التنموية ذبحاً بالسكين ، فيما قتل سامي جودت رباح ويعمل إعلاميا مستقلا بتفخيخ الحاسب المحمول الخاص به وتفجيره.

فيما كانت طريقة قتل محمود شعبان الحاج خضر ويعمل مسؤول عن إذاعة قناة الآن في مدينة دير الزور الخنق بجنزير حديدي حتى الموت، أما محمد مروان العيسى الذي يعمل مراسلا لموقع الجزيرة نت فتم قتله ذبحاً بالسكين.

بينما كانت طريقة إعدام مصطفى حاسة ويعمل مع منظمة "هيومن رايتس ووتش" حيث قتلوه بتفخيخ آلة تصويره الخاصة وفجروها به.

واعتبر التنظيم أن هؤولاء الصحفيين هم جواسيس للعدو وزودوه بالمعلومات قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم من قبل الجهاز الأمني التابع له، ثم التنكيل بهم بطرق تتشابه مع الأدوار الجاسوسية التي قاموا على حد زعم التنظيم.

في السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن أحد القتلى كان من الناشطين الذين يعملون مع المرصد داخل المدينة، موضحاً أنه تم اعتقال الناشطين الخمسة في شهر اكتوبر الماضي في المدينة، وتم إعدامهم على مراحل في شهري نوفمبر وديسمبر.

وبحسب عبد الرحمن، فإن نشر الفيديو الان "هدفه توجيه رسائل بان التنظيم لا يزال قويا ولفت الأنظار عن الخسائر الميدانية التي مني بها في سوريا".

وفي ديسمبر الماضي، اغتيل الصحافي والمخرج ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بمسدس كاتم للصوت. وتوجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابي خصوصاً أن مقتله جاء بعد إنتاجه لعدد من الأفلام الوثائقية المناهضة للتنظيم.

وفي بداية نوفمبر، تبنى التنظيم مقتل الناشط إبراهيم عبد القادر (20 عاماً) من مجموعة "الرقة تذبح بصمت" مع صديق له، بعد يومين من العثور على جثتيهما مقطوعتي الرأس في مدينة شانلي أورفا في جنوب تركيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل