المحتوى الرئيسى

العلاقات التركية الإسرائيلية.. أهم المحطات

06/29 13:38

تقيم تركيا علاقات مع إسرائيل منذ عام 1949 عرفت فترات مدٍّ وجزر، وكانت الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين السبب الأكبر وراء التقلبات التي شهدتها العلاقات بينهما.

كانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، إذ اعترفت بها في 28 مارس/آذار 1949، بعد أقل من عام على تأسيسها في 14 مايو/أيار 1948. وبنت تركيا علاقاتها مع إسرائيل على أسس المصالح المشتركة واحترام حقوق الإنسان وسيادة الدول.

وبدأت تركيا فعالياتها الدبلوماسية في إسرائيل في 7 يناير/كانون الثاني 1950، مع تعيين أول رئيس للبعثة الدبلوماسية في الممثلية التركية في تل أبيب.

وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إثر انتقاد الأخيرة حلف بغداد الذي تأسس بين تركيا والعراق وإيران وباكستان وبريطانيا عام 1955، بدعوى أنه سيزيد من "الاعتداءات العربية" عليها.

وفي عام 1956، احتجت تركيا على دخول القوات الإسرائيلية إلى الأراضي المصرية في 29 أكتوبر/تشرين الأول، إبان العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، بعد إعلان الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.

وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، تم تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى القائم بالأعمال، واستغرق الأمر سبع سنوات لعودة العلاقات إلى مستواها السابق.

ووقفت تركيا إلى جانب الدول العربية في حرب الأيام الستة عام 1967، والتي بدأت بالهجوم الإسرائيلي المفاجئ على مصر، وأدت إلى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية. وطالبت تركيا بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، ومن بينها هضبة الجولان والقدس.

ساد البرود العلاقات التركية الإسرائيلية خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث ثارت حفيظة إسرائيل بسبب دعم تركيا لردود الفعل على حريق المسجد الأقصى عام 1969، وتصويتها لصالح القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975 باعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، واعتراف تركيا بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي 1 يناير/كانون الثاني 1980، رُفعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى السفراء، إلا أن تلك العلاقات عادت للتراجع مع إعلان إسرائيل في 30 يوليو/تموز 1980 ضم القدس الشرقية، وإعلان مدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، حيث أغلقت تركيا قنصليتها في القدس، وخفضت مستوى تمثيلها في تل أبيب إلى أدنى مستوى.

وفي عام 1986 رُفعت العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال، إلا أن العلاقات دخلت في مرحلة ركود أخرى بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت عام 1987، وإعلان تركيا اعترافها بدولة فلسطين التي أعلنت استقلالها في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988.

واستمرت العلاقات بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال منذ عام 1986، إلى أن تمت إعادتها إلى مستوى السفراء عام 1992.

وبدأت حدة التوتر في العلاقات بين البلدين تخف، بعد تصويت تركيا ضد مشروع قرار لحظر تمثيل إسرائيل في الأمم المتحدة 1989. ومع بدء عملية السلام في الشرق الأوسط بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، تراجع شيئا فشيئا التوتر في العلاقات العربية الإسرائيلية. وفي عام 1991، رفعت كل من إسرائيل وفلسطين من مستوى ممثلياتهما الدبلوماسية في أنقرة إلى مستوى السفارة، وتبع ذلك افتتاح تركيا قنصليتها العامة في القدس.

ووقعت تركيا وإسرائيل اتفاقية للتدريب في المجال الأمني عام 1994، وأخرى للتدريب في المجال العسكري عام 1996. كما وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وأخرى للتجارة الحرة. وفي عام 1998، أجرت قوات من البحرية التركية والإسرائيلية والأميركية مناورات مشتركة في البحر المتوسط.

تسببت مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المعادية للسلام في تخريب العلاقات بين تركيا وإسرائيل، التي كانت تحسنت مع المناخ الذي نشأ نتيجة عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي. وأدت زيارة شارون التحريضية إلى المسجد الأقصى عام 2000 إلى إشعال الانتفاضة الثانية. وتسببت السياسة القاسية التي اتبعها شارون ضد الفلسطينيين في تخريب العلاقات التركية الإسرائيلية.

وبعد خمس سنوات، اتُخذت خطوات تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين، حيث قام كل من وزير الخارجية التركي في ذلك الحين عبد الله غل، ورئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، بزيارة إسرائيل وفلسطين (بفارق أربعة أشهر بين الزيارتين).

وانتقدت تركيا بشدة الهجوم الإسرائيلي على لبنان في 12 يوليو/تموز 2006، وعلى غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008.

وشهد منتدى دافوس الاقتصادي عام 2009 مشادة كلامية بين رئيس الوزراء التركي في ذلك الحين "رجب طيب أردوغان" والرئيس الإسرائيلي آنذاك "شمعون بيريز"، حيث تحدث بيريز محاولا شرعنة الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتصرف بشكل ينتهك الحدود الدبلوماسية.

ورد عليه أردوغان قائلا "إن ارتفاع صوتك ناجم عن الشعور بالذنب. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنت تعرفون جيدا كيف تقتلون. أعرف جيدا كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ"، وتبع أردوغان ذلك بالقول "لقد انتهى دافوس بالنسبة لي"، وقام مغادرا الجلسة. ولقي موقف أردوغان صدى كبيرا لدى الرأي العام العالمي، وخاصة في العالم العربي.

وتصاعد التوتر بين الدولتين بعد أن وجهت إسرائيل مذكرة احتجاج لتركيا، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2009، لاعتبارها أن مسلسل "صرخة حجر" التركي ينشر العداوة ضد إسرائيل.

وفي يناير/كانون الأول 2010، استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي، للاحتجاج على مسلسل "وادي الذئاب" التركي بحجة تضمنه إساءات لإسرائيل، وتم إجلاسه على كرسي منخفض، وهو ما اعتبرته أنقرة فظاظة دبلوماسية .

نقطة الانهيار: سفينة مافي مرمرة

كانت حادثة سفينة "مافي مرمرة" التي حدثت في 31 مايو/أيار 2010، أهم الأحداث التي أضعفت العلاقة بين البلدين. حيث هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية، بغرض كسر الحصار المفروض على غزة.

وأدى الهجوم الذي حدث في المياه الدولية إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة"، كما توفي في وقت لاحق جريح تركي كانت إصابته خطيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل