في كنيسة قصر الدوبارة.. إفطار رمضان بنكهة مسيحية

أرز وخبز ودجاج.. وجبة تعدها الكنيسة الإنجيلية بـ"قصر الدوبارة" في العاصمة القاهرة، مع غروب الشمس، لإفطار المسلمين بمناسبة شهر رمضان.

تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا عن المائدة الرمضانية التي تنظمها الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة لإعلاء قيم المحبة بين أطياف المجتمع الواحد دون النظر لعرقه أو دينه.

وقالت الصحيفة: على بُعد عدة أمتار من ميدان التحرير، تقدم الكنيسة 350 وجبة يومي الجمعة والسبت للصائمين منذ بداية شهر رمضان، بهدف الوئام بين اﻷديان.

"الهدف هو مشاركة إخواننا المسلمين هذا الشهر. أنا أرفض أن يكون التعايش بيننا مصدر للتوترات أو المشاكل” يقول الكاهن فوزي وهيب عن هذه المبادرة التي تنظمها الكنيسة منذ خمس سنوات.

وأوضحت "لوموند" أن الكنيسة وضعت خمسة مناضد كبيرة في الشارع لهذه المناسبة، مؤكدة على الجانب الخيري لهذا الحدث، في بلد حيث تصل نسبة الفقر فيه إلى ما لايقل عن 26٪ .

"هذا العام، زاد عدد المستفيدين من المائدة مقارنة مع السنوات السابقة، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب جدا في البلاد. خاصة خارج العاصمة القاهرة"، تشير الصحيفة.

"جيلي يرفض العيش في بلد منقسم"

قبل دقائق قليلة من رفع أذان المغرب بأقرب مسجد في الحي، اﻷمر الذي يسمح للمسلمين باﻹفطار، يخطب فوزي وهيب بضيوفه: "المسلمون والمسيحيون، نحن على قلب رجل واحد، نحن شعب واحد بلد واحد. تحيا مصر!”. تقول لوموند.

وأضافت " تحت أنظار الضباط الحاضرين في الكنيسة، صفق الحاضرون لخطاب وهيب، الذي استلهمه من خطبة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تعليقه على حادث عنف طائفي وقع في المنيا”.

وأشارت إلى أنه أواخر شهر مايو الماضي، أحرق مواطنون مسلمون في قرية بمحافظة المنيا عدة منازل لعائلة مسيحية، واعتدوا على امرأة قبطية بعد شائعات عن وجود علاقة عاطفية بين ابنها وفتاة مسلمة.

وأوضحت "لوموند" أن وهيب يرفض فكرة المنافسة بين الطوائف المسيحية المختلفة، لا سيما المواجهة مع الكنيسة القبطية، الأكبر في الشرق الأوسط، والتي تمثل ما بين 6٪ إلى 10٪ من الـ 91 مليون مصري.

"نحن نحاول مساعدة إخواننا المسلمين بقدر وسعنا"، تقول كارولين سمير، 17 عاما، من أتباع الكنيسة الإنجيلية، التي تقدم الوجبات للصائمين.

وتضيف "هذا أمر مهم جدا في هذه اللحظة، وخاصة لجيلي الذي يرفض أن يعيش في بلد منقسم. لقد اخترنا طريق الوحدة”.