المحتوى الرئيسى

في دراما رمضان.. سوسن بدر بريق ووهج لا ينطفأ.. وصابرين تسترد جماهيريتها بعد ١٧ عامًا

06/28 21:06

ربما يكون جمال المرأة لدى بعض النجمات مختلف عن المقاييس المعتادة، وكلما تقدم بهن العمر ازددن وهجاً وبريقاً، وبين كل عمل وآخر كثير من الاجتهادات.. كثير من التقمص.. كثير من الحرفية والصنعة، ولعل هذا هو القوام الأساسي الذي جعل النجمتين سوسن بدر، وصابرين يتربعان على القمة في دراما رمضان لهذا العام.

"تشريع مجلس الدولة": تسلمنا مشروع تنظيم هيئات الصحافة والإعلام ونقوم بمراجعته

بالفيديو.. "نيران صديقة" تقود ويلز لتأهل تاريخي لدور الثمانية في "يورو 2016"

حفل إفطار اتحاد عمال الإسكندرية يعيد عائشة عبد الهادى للظهور من جديد بعد ثورة 25 يناير

سوسن بدر النجمة ذات الوجه المصري الأصيل الذي تتجسد في ملامحه طبيعة مصر وهويتها، من لون البشرة وسواد الشعر، مروراً بالتقاسيم التي تقترب من الشكل الفرعوني الذي هو أساس حضارة الدولة، أما العينان لدى النجمة فهي متسعة الحدقة، وثابتة النظرة دليل على جرأتها وثقتها بنفسها، وهو ما يمنحها الاتزان والثبات في تأدية أصعب وأعمق الأدوار والشخصيات.

تحديات النجمة لا تتوقف، وفي رمضان من كل عام تبهرنا بقدرتها على تقمص أكثر من شخصية بنفس الإتقان والتأني، وكأنها تقف أمام "دولاب ملابسها" التي ترتدي منه فستانها المصمم على قياساتها المنضبطة. وها هي النجمة تدخل تحديات مع ذاتها هذا العام تقدم دور "الأم" في كاركتارات مختلفة تضع بصمتها على كل منها.

"بدرية" السيدة الشعبية التي تكسر كل قواعد الأمومة، فالرحمة لا تعرف طريقها فالمادة هي طريقها للتواصل مع الحياة بكل أوجاعها وما مرت به فيها من أوجاع بدأت باكتشافها شذوذ زوجها الجنسي، مروراً بحرقها على يديه مما يجعلها تتشح بالسواد وتغطية جسمها كاملاً كما رأيناها طوال الأحداث.

تظهر سوسن هنا في "أفراح القبة" بقوتها وجبروتها التي ولدت من رحم تأزمها النفسي، مما يجعلها تستغل بناتها الثلاثة في أعمال مشبوهة وتجبر ابنتها على إجهاض نفسها حتى لا تتوقف عن الرقص الذي يفيض عليهم بالأموال، وهنا نجد "بدرية" السيدة التي تمشي وكأنها تقفز في خطواتها، وتقوم بين الحين والآخر بوضع يديها فوق فمها وتمسح بأصابعها بقطرات المياه حوله، هذا بالإضافة إلى طريقة حديثها التي تحمل كثيرا من الجبروت والانحطاط الأخلاقي، ورغم هذه التفاصيل التي قد تدعو لكره الشخصية فإن النجمة بأدائها ظلت تجذب المشاهد لمتابعتها بشغف في "أفراح القبة" طوال الحلقات منذ بدايتها.

تنطلق سوسن في دور الأم من منظور آخر كما هي "سكينة" في مسلسل "جراند أوتيل" السيدة التي تعمل بالأوتيل مجرد رئيسة للخدم تعلم بامتلاكها لهذا الثراء لكنها تخفي السر بحق ابنها الذي أنجبته في الخفاء من هذا الثراء، تتحمل تكبر صاحبة الفندق بل ضرتها بالأساس وسط دموع خفية وسكون تام، وهنا تظهر قوة المرأة في ملامحها الشكلية من الوجه ذو الصرامة، و"المشية المستقيمة"، هذه التفاصيل التي تجعلها تحمل نفس القوة في معاملتها لابنها رغم حنانها عليه وحبها الفياض له.

"سكينة" في هذا العمل تضفي إطلالة خاصة مع النجوم الشباب، وهي الخاصية التي أصبحت تمتلكها النجمة في أعمالها بالسنوات الأخيرة، وتعرف جيدًا كيف توظف كيميتها التمثيلية مع الشباب لا تريد الانفراد بالكادر بل تعطي منافسة وتوازي له، وسوسن ليست كنجمات جيلها ممن يقبلن بالأدوار حتى يثبتن التواجد ويبقى ذكرهن محفوظا، لكن هي من تتخلى عن سوسن الأسم، وتبقى بالكاركاتر عالقة في أذهان الجمهور بكل شخصية تقدمها من فترة إلى آخرى.

أما صابرين، فهي التي تعود لرونقها وبصمتها القوية بعد ١٧ عاما منذ تقديمها لواحد من أهم أدوارها خلال مشوارها الفني وهو مسلسل "أم كلثوم"، فرغم بعض الأعمال التي قدمتها بعد عودتها للفن مجدداً إلا أن التأثير الأهم ظهر هذا العام من خلال دور "حليمة الكبش" كما هي في مسلسل "أفراح القبة"، هذا الدور الذي يمثل انطلاقة جديدة للفنانة بما حملته من تلقائية وبساطة في الأداء، إضافة إلى تركيزها الشديد في كل انفعالات الشخصية التي صاغها الأديب نجيب محفوظ في روايته، تلك السيدة التي تعيش تأزماً وقهراً نفسياً.

صابرين هنا في هذا العمل تتحدى نفسها بتجسيد مراحل عمرية متفاوتة ما بين الشباب والأمومة والعجز، والأميز هنا أنها في جميع مراحلها صادقة ولا تحمل مبالغة، وتتقن جيداً مدى تأثير تغير الزمن على تفاصيل الشخص، فنجدها ما بين التفاؤل والانطلاقة، والتفتح نحو الحياة في صباها، وبين تأزمات النفس وشقاء الزمن الذي بدى ليس فقط من خلالها ملامح وجهها ولكن في لغة جسدها ما بين ارتجاف العين، ورعشة الأيدي، وبين هذا وذاك فإن صابرين بمشاركتها في العمل عادت لتكتسب من جديد قاعدتها الجماهيرية التي حققتها في مسلسل "أم كلثوم"، والدليل الأكبر أن الجميع هذا العام عاد ليتحدث عن إبداعها وتألقها وتناسوا الهجوم الدائم عليها بارتداء باروكة أو لا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل