المحتوى الرئيسى

كرة طائرة - الدوري العالمي.. رحلة مصر من المظاليم إلى الأضواء

06/28 15:24

حقق المنتخب المصري فوزا هاما ومفصليا في مشواره في بطولة الدوري العالمي للكرة الطائرة الجاري حاليا، بالتغلب على المنتخب التركي في مباريات الأسبوع الثاني من البطولة والتي جريت في مصر، وهو الفوز الذي سيساعد الفريق في مشوار الصعود للمجموعة الأولى في الموسم المقبل.

ولكن ما هو الدوري العالمي، وماهي المجموعات المختلفة فيه ونظام اللعب في الأسابيع المختلفة؟

في عالم الكرة الطائرة تقام العديد من المنافسات الدولية بشكل دوري، وهي مسابقة الأولمبياد، وككرة القدم تقام بعد عامين من الأولمبياد بطولة العالم والتي تقام كل أربع سنوات، وفي الأعوام الفردية تقام بطولتا الجراند تشامبيونز (وهي ما تعد شبيهة بكأس القارات) وكأس العالم (وهي بطولة قيمتها الرئيسية في كونها مؤهلة للأولمبياد)، وتبقى بطولة العالم هي الحدث الأبرز كل أربع سنوات بخلاف مسابقة الكرة الطائرة في الأولمبياد.

إلا أنه كل عام تقام بطولة الدوري العالمي، فيما يشبه بطولات دوري كرة القدم في الدول المختلفة على مستوى الأندية، ورغم اختلاف نظامها عن نظام مسابقات دوري الأندية في أي رياضة وحتى في الكرة الطائرة نفسها، إلا أنها تعتمد حاليا على القاعدة الأساسية في نظام الدوري، وهي قاعدة الصعود والهبوط.

في البداية كانت مسابقة الدوري العالمي للكرة الطائرة تقام بنظام الدور الواحد بمشاركة عدد من المنتخبات مقسمة إلى مجموعات يصعد الأوائل منها إلى مرحلة التصفيات النهائية لتحديد البطل، وأقيمت النسخة الأولى عام 1990 بمدينة أوساكا اليابانية بمشاركة ثمانية فرق وفاز بها المنتخب الإيطالي في النهاية، وازداد عدد الفرق المشاركة إلى 12 فريقا ثم 16، ليستقر على ذلك حتى عام 2010.

مع ازدياد عدد الفرق الراغبة في المشاركة في الدوري العالمي 2010 تم اعتماد نظام التصفيات للمرة الأولى، لتشارك الفرق ال14 المشاركة في نسخة 2009، وينضم إليهما منتخبا مصر وألمانيا الصاعدان من التصفيات القارية، واستمر نظام التصفيات القارية كتصفيات كأس العالم كرة القدم التي نعرف نظامها، بتأهل 16 منتخبا للمرحلة النهائية يتم تقسيمها على مجموعات في البطولة الرسمية.

في 2014 وللمرة الأولى تقرر ألا تكون هناك تصفيات قارية مؤهلة للدوري العالمي، فتمت دعوة عشرة منتخبات بالإضافة إلى المنتخبات ال18 المشاركة في النسخة السابقة، لتشكل المنتخبات ال28 نواة النظام المعمول به حاليا في الصعود والهبوط، بعدما تم تقسيمهم وفقا لتصنيفهم العالمي إلى ثلاث مجموعات، وباتت المجموعة الاولى هي التي تضم أفضل منتخبات العالم (الدرجة الممتازة)، ثم المنتخبات الأقل قوة في المجموعة الثانية (الدرجة الثالثة)، وأخيرا منتخبات المجموعة الثلاثة التي تصارع من أجل التأهل ومنافسة المنتخبات الأقوى (دوري المظاليم).

كان المنتخب المصري هو أول فريق عربي وأفريقي يشارك في الدوري العالمي، وذلك عام 2006 وفيه وقعت مصر في المجموعة الرابعة مع منتخبات بلغاريا وكوبا وكوريا الجنوبية، وخسرت كل مبارياتها ال12 التي خاضتها، وفي العام التالي 2007 وقعت مصر ضمن مجموعة تضم روسيا وكوبا وصربيا، وأيضا خسرت كل مبارياتها.

في 2008 كان الوضع أفضل بالفوز في أربع مباريات وخسارة ثمان وتذيل المجموعة ولكن ب16 نقطة هذه المرة، مع فوز في افتتاح المشوار على بولندا التي تصدرت المجموعة وأنهت الدوري في المركز الخامس، ثم فوزين متتاليين على اليابان التي أنهت الدوري في المركز السادس، وفوز رابع على الصين السابع.

ثم غابت مصر عن المشاركة في 2009، وعادت في 2010 من خلال نظام التصفيات الذي تم اعتماده للمرة الأولى، وتخطى المنتخب المصري منتخبي إيران واليابان ليتأهل للمشاركة الرابعة، ويقع في المجموعة الثالثة مع منتخبين من أقوى منتخبات العالم وهما روسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى فنلندا، واستطاعت مصر الفوز على الأخيرة مرتين، وخسرت في المباريات العشر الأخرى.

بعد أربع مشاركات في خمس نسخ متتالية، انسحبت مصر من نسخة 2011 التي انطلقت بعد اندلاع ثورة 25 يناير بأربعة أشهر، وشاركت البرتغال بدلا منها، ووشاركت تونس في التصفيات للمرة الأولى وودعتها بالخسارة أمام اليابان 3-0 في المباراتين.

وفي 2012 عاد المنتخب المصري للمشاركة في التصفيات مرة أخرى وخسر أمام الصين، ثم أمام إيران في تصفيات 2013، ورغم خسارته تمت دعوته للمشاركة في البطولة، إلا أن المنتخب المصري فضل الانسحاب وعدم المشاركة.

في 2014 شارك المنتخب التونسي للمرة الأولى في الدور الرئيسي للدوري العالمي بعدما تمت دعوته من قبل الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، ليصبح ثاني منتخب أفريقي يظهر في المنافسات الرسمية بالدوري العالمي متأخرا بثمانية أعوام عن الظهور الأفريقي الأول عن طريق مصر، وفي هذه البطولة خسرت تونس مبارياتها الخمس الأولى وفازت في الأخيرة.

بعد خمسة أعوام من آخر ظهور عادت مصر للمشاركة من جديد في نسخة 2015 ولعبت ضمن فرق المجموعة الثالثة في نظام التأهل الذي اعتمد للمرة الأولى، واستطاعت مصر التأهل للبطولة عبر التصفيات الأفريقية التي أقيمت للمرة الأولى، وتصدرت الترتيب بخمسة انتصارات على كل من تونس والمغرب والكاميرون والجزائر وليبيا الذين أنهوا التصفيات بنفس الترتيب، وشاركت تونس مع مصر بسبب دعوة جميع المنتخبات المشاركة في النسخة السابقة للمشاركة في بطولة 2015.

في هذه البطولة تذيلت تونس مجموعتها بفوز وخمسة انتصارات، أما مصر فتصدرت مجموعتها رغم خسارتها في المباراة الافتتاحية أمام إسبانيا 3-2، قبل الفوز في المباريات التالية على كل من كازاخستان وفنزويلا ذهابا وإيابا ثم على إسبانيا في المباراة الختامية الفاصلة لتتأهل مصر للمرحلة الحاسمة، وفيها تغلبت على سلوفاكيا على أرضها 3-1 ثم فازت في النهائي الحاسم 3-2 على مونتنيجرو لتصعد مصر للمجموعة الثانية التي تنافس فيها هذا العام.

نسخة 2016 شهدت المشاركة الثالثة للمنتخب التونسي ضمن منافسات المجموعة الثالثة، والظهور الأول لمنتخب قطر ضمن نفس المجموعة، وشاركت مصر للمرة السادسة في الدوري، والمرة الأولى ضمن فرق المجموعة الثانية.

ووفقا لنظام الصعود تلعب مباريات المجموعة الثانية على ثلاثة أسابيع (أو ثلاثة تجمعات)، كل أسبوع يلعب فيه كل منتخب مع ثلاثة منتخبات أخرى، على أنه لا مانع من تكرار المنتخبات التي يواجهها كل فريق، فلا يشترط أن يلعب المنتخب مع كل المنتخبات الأخرى في المجموعة الثانية، ولكن سيخوض كل منتخب تسع مباريات مقسمة على ثلاثة أسابيع بواقع ثلاث مباريات كل أسبوع (كل تجمع).

مباريات الأسبوع الأول (في التشيك) جمعت مصر بكندا والصين والتشيك، وفيها فازت مصر 3-2 على التشيك البلد الذي استضاف مباريات هذا التجمع، وبعدين خسرت من كندا 3-0 وفازت على الذين 3-0، وفي الأسبوع الثاني الذي استضافت مصر مبارياته خسرت مصر أمام فنلندا بنتيجة 3-0، قبل الفوز الهام على اليابان 3-2 ثم على تركيا 3-1.

فوز مصر على تركيا هو فوز هام للغاية وسيكون هو نقطة التحول بالنسبة لمصر في هذا الموسم إن أرادت التأهل للمجموعة الأولى في الموسم المقبل، إذ أن تركيا قبل هذه المباراة كانت قد فازت بجميع مبارياتها، واستطاعت أن تفوز بالشوط الأول من مباراتها مع مصر، قبل أن يعود المنتخب المصري ويفوز بالأشواط الثلاثة التالية ليفوز بنتيجة 3-1 ويحصد ثلاث نقاط وليس نقطتين فقط كان سيحصل عليهما في حالة فوزه 3-2 في المباراة.

الفوز على المنتخب التركي قلص الفارق معه في الترتيب إلى ثلاث نقاط فقط بعد ست مباريات، وقبل ثلاث مباريات فقط من نهاية مباريات المجموعة، وحتى يتسنى للفراعنة التأهل للمجموعة الأولى سيكون عليه أن يفوز في المباراة الأولى في الأسبوع الثالث (التجمع الثالث) على المنتخب الهولندي الذي يقبع في المركز الثالث حاليا باثنتي عشرة نقطة، وهي المباراة الأصعب ضمن المباريات الثلاث المتبقية لمصر، قبل مواجهتين أخريين منتخبي كوريا الجنوبية والتشيك.

على مستوى السيدات لم يشارك المنتخب المصري في الدوري العالمي مطلقا، بل إن الجزائر هي الفريق العربي الوحيد الذي شارك في الدوري العالمي، وكانت المشاركة الأولى في تصفيات 2012 وخسرها الفريق وقتها، وبدءا من العام التالي ظهر المنتخب الجزائري في المنافسات الرسمية، وخسر كل مبارياته على مدار أربعة أعوام باستثناء فوزين فقط خلال نسخة 2015، ولم يشارك أي فريق عربي آخر على مستوى السيدات، وكان الفريق الأفريقي الوحيد بخلاف الجزائر هو كينيا الذي لحقت بالجزائر بعد عامين ولم تكن نتائجها أفضل.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل