المحتوى الرئيسى

السودان يراهن على السياحة لتنويع اقتصادها

06/28 14:50

في السنوات الأخيرة تزايد اهتمام الحكومة السودانية بالقطاع السياحي ، لتنويع اقتصاده الذي يعتمد على قطاعي الزراعة والرعي بشكل أساسي إلى جانب قاعدة صناعية وقطاع مالي ما يزال في طور التشكيل، ويأتي الرهان على السياحة لما تزخر به السودان من آثار فرعونية ومسيحية وإسلامية عديدة لعل أخرها ما أعلنت عنه صحيفة ديلي ميل البريطانية أواخر نوفمبر الماضي من اكتشاف مدينة فرعونية قديمة على بعد 125 ميلا شمال العاصمة السودانية الخرطوم حيث تظهر وسط الرمال مدينة مفقودة تنتشر بها العديد من الأهرامات الجميلة التي يتراوح ارتفاعها ما بين 20 قدما إلى 100 قدم ويرجع تاريخ بناؤها للفترة من 720 و300 سنة قبل الميلاد.

وزاد هذا الاكتشاف من حماس حكومة السودان للقطاع السياحي باعتباره موردا مهما للعملات الأجنبية كما أنه يمكنه توفير المزيد من فرص العمل للسودانيين ، ويعد السودان ثاني أكبر بلد أفريقي بمساحة مليون و882 ألف كيلو متر مربع تمتلك العديد من المقومات السياحية بفضل ما تتميز به من تنوع مناخي وتضاريس متفردة وحضارة ضاربة في القدم حيث مملكة كوش التي أسسها ملوك سودانيين عاصرت أواخر العصر الفرعوني حيث شاركت في حكم مصر.

وتتمثل أهم مقومات القطاع السياحي السوداني في العديد من المواقع الأثرية أشهرها أهرامات ذات قبب ذهبية دمر بعضها من قبل المستكشفين الغربيين الذين نهبوا هذه القباب المصنوعة من الذهب، بخلاف ما تذخر به عشرات المتاحف السودانية من آثار وعبق ثقافي ومصنوعات شعبية وعادات وتقاليد وموسيقي وأغاني ورقصات شعبية بجانب الرياضات التراثية المتمثلة في الفروسية وسباق الهجن .

ويتشهد السودان سنويا عشرات المهرجانات التي يشارك فيها الخيول العربية الأصيلة والجمال كما تجذب تلك المهرجانات متسابقين من معظم الدول العربية خاصة من الخليج وهو ما يمثل عنصر جذب لهواة تلك الأنشطة العربية الأصيلة.

ومن مقومات القطاع السياحي أيضا نهر النيل حيث يلتقي النيل الأزرق بالأبيض في وسط العاصمة السودانية الخرطوم ليحولها إلى مدينة مثلثة مشكلا بذلك لوحة جمالية بديعة وصفها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بأنها أجمل ما رأه في حياته ، بخلاف الحياة البرية حيث يعتبر السودان واحد من أهم الدول الأفريقية التي توجد بها مجموعات ضخمة ومتنوعة من الحيوانات البرية والطيور والزواحف والغطاء النباتي بجانب الأحياء البحرية التي لا تتواجد الا في البحر الأحمر .

وتتوافر بالسودان العديد من المحميات الطبيعية مثل واحة الدندر والردوم وسنقيب البحرية وشامبي ووادي هور وجبال الحسانية والأخيرة تقع شمال السودان في ولاية نهر النيل وتنتشر فيها أشجار الطلح والمخيط والحشائش والنباتات الصحراوية،أما الحيوانات التي تزخر بها فهي الغزال وكبش مي والأرانب والقط الخلوي، والبعشوم والثعابين.

ومن أهم أنواع السياحة التي يراهن عليها السودان السياحة الصحراوية حيث تتواجد بالسودان صحاري ممتدة تنتشر بها كثبان رملية وواحات وقبائل مازالت تعيش الحياة البدائية وفوق كل هذا يمكن ربط السياحة الصحراوية بسياحة السفاري ومشاهدة الحيوانات البرية بجانب سياحة المغامرة .

ويمتلك السودان واحدا من أكبر المتاحف على مستوي أفريقيا وهو متحف السودان القومي في الخرطوم ، حيث يحتوى على جميع فترات الحضارة السودانية من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية كما تشتمل حديقة المتحف على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي تم إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق تواجدها الأصلية وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائى يمثل نهر النيل حتى تبدو كأنها في موقعها الأصلي، وأهمها معابد (سمنه شرق) و(سمنه غرب) وبوهين كما تشتمل أيضا على مقبرة الأمير (حجو تو حتب) وأعمدة كاتدرائية فرس .

وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف على العديد من المقتنيات الحجرية ، والجلدية ، والبرونزية والحديدية ، والخشبية في شكل منحوتات وآنية، وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة .

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل