المحتوى الرئيسى

ما هي حظوظ منتخبات عرب أفريقيا في التأهل لمونديال روسيا 2018

06/28 12:38

سادت حالة من الهدوء النسبي في البلدان العربية الواقعة في القارة السمراء، بعد ساعات من سحب قرعة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، والتي جرت أحداثها يوم الجمعة الماضي، بمقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالعاصمة المصرية القاهرة.

وحددت قرعة الدور الثالث من التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 المسار الذي ستسلكه المنتخبات العربية في المرحلة الأخيرة، والذي يبدو من الوهلة الأولى أنه لن يكون سهلاً هذه المرة على العرب. فقد أسفرت القرعة عن مواجهات من العيار الثقيل لعرب شمال أفريقيا.

"رصيف22" يستعرض معكم التحديات التي تواجه المنتخبات العربية الأفريقية في مشوار التصفيات، ونقاط قوة وضعف كل منتخب وأصعب المنافسين لهم في طريق الوصول إلى حلم كل عربي برؤية منتخب بلاده يصول ويجول فوق ملاعب الروس الخضراء.

فرضت المجموعة الأولى التي ضمت منتخبات تونس وليبيا والكونغو الديمقراطية وغينيا، صداماً بين منتخبين عربيين، المنتخب التونسي ونظيره الليبي، في واحدة من أسهل المجموعات الخمس. ويرى كثيرون من التوانسة والليبيين أن القرعة أنصفتهم ومنحتهم فرصة كبيرة للتواجد في روسيا.

غاب المنتخب التونسي عن المونديال الماضي، البرازيل 2014. وعقب سحب القرعة، سادت حالة من التفاؤل بين الشعب التونسي. ويرى كثير من التوانسة أن فرصتهم في الوصول إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخهم كبيرة، بعدما استطاع النسور التحليق أربعة مرات من قبل في المونديال في نسخات 1978، 1998، 2002، 2006.

وقد أكّد البولندي هنري كاسبرزاك، المدير الفني لنسور قرطاج، أنه يمتلك فريقاً قادراً على المنافسة بقوة للوصول إلى المونديال، وأن لديه طموحات كبيرة بعد الوصول إلى نهائيات بطولة أفريقيا 2017 التي ستقام في الغابون.

شارك غردتونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، مصر... مَن من هذه المنتخبات العربية الأفريقية سنرى في المونديال؟

شارك غردتصفيات أفريقيا لمونديال روسيا: الجزائر والمغرب في مجموعتي موت. تونس وضعها مريح. ومصر مطالبة بالثأر من غانا

ويمتلك التوانسة العديد من النجوم بين صفوفهم، وعلى رأسهم المدافع أيمن عبد النور المحترف في فريق فالنسيا الأسباني، وعدداً من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، مثل حازم حاج حسن مهاجم فريق بوردو الفرنسي.

ولكن لأول مرة منذ وقت طويل يعتمد المنتخب التونسي في تشكيلته على عدد كبير من اللاعبين المحليين، يأتي في مقدمتهم حمزة لحمر صانع ألعاب فريق النجم الساحلي التونسي، بالإضافة إلى علي معلول ظهير أيسر الصفاقسي التونسي والمطلوب من الأهلي المصري لتدعيم الجبهة اليسرى التي يعاني منها، إذ يُعدّ الدولي التونسي أحد أبرز من يشغل هذا المركز في السنوات الأخيرة في القارة السمراء.

ويتميز المنتخب التونسي بصلابة دفاعه، وامتلاكه لاعبين أصحاب إمكانيات بدنية عالية، يستطيعون تنفيذ الهجمات المرتدة بسرعة واتقان، جعلتهم يتفوقون على كثير من المنتخبات السمراء خلال الفترة الأخيرة. لكن يبقى خط وسطه نقطة الضعف الوحيدة.

ويعزز حظوظ التوانسة في التصفيات ويضعهم في موقع قوة وقوعهم إلى جانب المنتخب الليبي في مجموعة واحدة. فالأخير يعتمد على تشكيلة من اللاعبين المحليين، ويعاني بشدة بسبب الحرب الليبية الطاحنة التي فرضت عليه خوض مبارياته الدولية، سواء أندية أو منتخبات، على الملاعب التونسية. وهذا يعزز فرصة التوانسة في الظفر بست نقاط على حساب ليبيا في حالة واصلت الأخيرة خوض مبارياتها في تونس التي تستقوي بعاملي الملعب والجمهور.

ويعد المنافس الأبرز للنسور منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يبحث عن مشاركته العالمية الثانية، بعدما نجح في ذلك عام 1974. وقد تطوّر أداء منتخب الكونغو بشكل كبير في الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ تولي المخضرم كلود لوروا، مهمة تدريب الفريق.

وقال لاعبو الكونغو الديمقراطية، في تصريحات لموقع "الكونغو فوت"، إن المجموعة الأولى تعتبر سهلة نسبياً مقارنة ببقية المجموعات، مؤكدين أن منتخبهم يعتبر المرشح الأبرز للعبور، خاصة أنهم الأفضل على مستوى النتائج في السنوات الأخيرة، وقد تُوّجوا بلقب كأس أفريقيا للمحليين 2015 وأحرزوا المركز الثالث في منافسات كأس أفريقيا الأخيرة.

سيواجه المنتخبان التونسي والليبي صعوبة بالغة في مواجهة منتخب الكونغو سواء ذهاباً أو أياباً، نظراً للطفرة التي شهدتها الكرة الكونغولية في السنوات الماضية.

أما المنتخب الغيني، رابع المجموعة، فهو أضعف منتخبات القارة، نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها وأدت إلى عدم تأهله إلى نهائيات بطولة الأمم الأفريقية القادمة، ما أدى إلى إقالة مدربه الفرنسي لويس فرنانديز.

لم تكن القرعة رحيمة مع ثعالب الصحراء، المنتخب الجزائري، هذه المرة، فقد أوقعته في "مجموعة الموت" إلى جانب منتخبات زامبيا والكاميرون ونيجيريا. وبرغم صعوبة المنافسة في هذه المجموعة لتواجد ثلاثة منتخبات نجحت في التأهل إلى المونديال الأخير في مجموعة واحدة، وهي الجزائر ونيجيريا والكاميرون، يظل المنتخب الجزائري هو المرشح الأبرز للتأهل عنها.

فصاحب التصنيف الأول عربياً والـ33 عالمياً، يسعى إلى التأهل للمونديال للمرة الخامسة في تاريخه، وكتابة تاريخ جديد للكرة العربية بعدما عبر الدور الأول في النسخة الأخيرة التي استضافتها البرازيل عام 2014، وقدم مستوى جيّداً للغاية.

ويمتلك المنتخب الجزائري كتيبة كبيرة من النجوم الكبار المحترفين في القارة العجوز، وهو قادر على اتمام المهمة على أكمل وجه، فهو يُعدّ من المنتخبات القلائل التي يصعب القول إن بها ثغرات أو نقاط ضعف، نظراً لتمتع لاعبيه بخبرات عالية اكتسبوها في الدوريات الكبرى في أوروبا

ومن أبرز الخطوط التي يمتلكها محاربو الصحراء الخط الأمامي بقيادة المايستر رياض محرز صانع ألعاب فريق ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في نسخته الأخيرة، بالإضافة إلى إسلام سليماني مهاجم فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وسفيان فيجولي مهاجم فريق ويست هام يونايتد الإنجليزي، وياسين براهيمي لاعب وسط فريق بورتو البرتغالي، والعديد من النجوم الكبار.

في المقابل، كانت القرعة مخيبة لآمال النسور الذين يحاولون استعادة التوازن بعد فشلهم في التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية. ومع ذلك، ستبقى نيجيريا التي اشتهرت بعروضها الدراماتيكية في التصفيات تراهن على حظوظها أمام ثعالب الصحراء وأسود الكاميرون وزامبيا، بطلة أفريقيا 2012، التي فشلت أيضاً من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية التي ستقام العام المقبل في الغابون.

ولم تعد نيجيريا ذلك الفريق المرعب كما كان في الماضي، حيث استطاع فراعنة مصر خطف أربع نقاط منها في مشوار التصفيات المؤهلة إلى كان، وتم إقصاؤها من التصفيات، وهو ما يجعل هزيمتها ليس بالشيء الصعب لفريق يمتلك العناصر المؤهلة لذلك مثل الجزائر. كما أن المنتخب الزامبي بطل أفريقيا 2012 لم يعد الفريق القوي الذي يرهب كما كان الوضع منذ أربعة أعوام، بعدما فشل في التأهل إلى كان 2017 في الغابون.

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للأسود الكاميرونية التي تمر بوعكة صحية، عقب اعتزال عدد كبير من نجومها اللعب دولياً واعتزال آخرين ممارسة اللعبة، لتصبح الكاميرون فريقاً في متناول الجميع يمكن قهره بسهولة ولن تجد الجزائر أيّة صعوبة في الفوز عليها ذهاباً وأياباً.

على الورق تُعدّ هذه المجموعة مجموعة الموت، نظراً لما تمتلكه هذه المنتخبات من تاريخ عريض، لكن عملياً، الخضر هم المرشح الأبرز للعبور منها.

كثيرون أكدوا على صعوبة المنافسة في المجموعة الثانية. ولكن عملياً المجموعة الأصعب التي ستكون المنافسة فيها مشتعلة هي الثالثة التي تضم منتخبات المغرب والغابون ومالي وكوت ديفوار.

والمنتخب المغربي، رغم التطور في أدائه خلال الأشهر القليلة الماضية، ليس في أحسن حالاته التي كان عليها في السابق. فالمغرب لم تعد تمتلك الأسماء الرنانة التي كانت تمتلئ بها تشكيلة فريقها في السابق. وحالياً من أبرز نجومها مهدي بن عطية مدافع فريق بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري الألماني لكرة القدم.

يطمح أسود الأطلس المغاربة إلى التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخهم، بينما تأمل كوت ديفوار التي تأهلت فى آخر ثلاث نسخ لكأس العالم وأحرزت كأس الأمم الأفريقية فى نسختها الأخيرة، في التأهل للمرة الرابعة على التوالي، بينما تسعى مالي والغابون إلى التأهل للمرة الأولى.

سيواجه المغاربة صعوبة كبيرة في مشوارهم الأفريقي لصعوبة المنافسين في هذه المجموعة النارية. فمنتخب الأفيال العاجي تصعب هزيمته على ملعبه ووسط أنصاره، وطموحاته وما يمتلكه من لاعبين كبار على رأسهم يايا توريه نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، يجعلهم المرشح الأبرز لخطف بطاقة العبور.

وأمل الفريق العربي الوحيد لتحقيق شيء في هذه المجموعة هو الفوز في جميع مبارياته التي ستُلعب على ملعبه وتحقيق نتيجة إيجابية أمام منافسيه على ملاعبهم إما بالفوز أو بالتعادل.

وليست مواجهة الأفيال هي الوحيدة التي ستكون صعبة، حيث تمتلك الغابون في الوقت الحالي منتخباً قوياً قادراً على إحداث مفاجأة بخطف بطاقة التأهل عن هذه المجموعة. ولعل أبرز خطوط الفريق الغابوني الخط الأمامي الذي يتواجد فيه الثنائي بيير إيمريك أوباميانج هداف بروسيا دورتموند الألماني وهداف الأهلى المصري ماليك إيفونا.

أسفرت القرعة عن وقوع المنتخب المصري ضمن المجموعة الخامسة بجانب منتخبات غانا وأوغندا والكونغو. وتجدد الصراع في هذه المجموعة بين البلاك ستارز والفراعنة، حيث تواجه الفريقان خلال التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، وحرمت وقتها غانا المنتخب المصري من حلم الوصول إلى كأس العالم.

ويحمل الجيل الحالي من اللاعبين المصريين ثقلاً كبيراً فهو مطالب بالتأهل والثأر في الوقت نفسه من فضيحة كوماسي، حين أسقطه البلاك ستارز بنتيجة 6/1، ليقضي على آماله في بلوغ النهائيات العالمية للمرة الأولى منذ إيطاليا 1990.

يؤكد الكثير من المصريين على قدرة الجيل الحالي في تحقيق حلم المصريين بالوصول إلى كأس العالم بعد غياب 26 عاماً، لما يمتلكه من أسماء تستطيع أن تصنع الفارق هذه المرة، خاصةً أن المنتخب الغاني الذي يعد المنافس الأول للفراعنة لم يعد كما كان قبل أربع سنوات، ويستطيع الجيل الحالي أن يثأر من هزيمة كوماسي ورد اعتبار المصريين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل